عاجل

في غزة؛ تعثرت الإنسانية – شفقنا العربي

شفقنا – منذ 35 يوما يشن الجيش الإسرائيلي حربا شعواء على غزة دمرّ خلالها أحياء سكنية على رؤوس ساكنيها، وقتل أكثر من 11 ألف فلسطيني معظمهم من الأطفال والنساء وأصاب أكثر من 26 ألفا منهم، فضلا عن استهدافه لمرافق حيوية ومنشأت بنية تحتية ومستشفيات.

وهذا ما حدا بالوكالات والهيئات الأممية والمنظمات المعنية بحقوق الانسان للتحذير من أن الوضع الإنساني في قطاع غزة أصبح كارثيا، وأن المستشفيات لم تعد تتسع للجرحى.

فيما أعلن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي أن 50% من المساكن في غزة دمرت في شهر واحد جراء العدوان الإسرائيلي المستمر منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

لذلك أكدت وزارة الصحة في غزة إن الاحتلال الاسرائيلي لم يترك شبرا في القطاع دون استهدافه ما يفسر ارتفاع عدد الشهداء والجرحى بينما تتصاعد الانتهاكات الإسرائيلية ضد المنظومة الصحية في القطاع.

واستخدمت المنظمات والهيئات والشخصيات الدولية تعابر وأوصافا مختلفة لتبيان هول الكارثة وفداحة الفاجعة التي تمر بها غزة، فقد قال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارتن غريفيثس إن الوضع في قطاع غزة مروع واستمراره كارثة. فيما قال المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في غزة هشام مهنا إنه لا يوجد مكان آمن في القطاع.

ووصف الأمين العام للأمم المتحدة انتونيو غوتيريش الوضع الإنساني في غزة بأنه كارثي،  وقال إن ثمة خطأ واضحا في العمليات العسكرية التي تشنها قوات الاحتلال الإسرائيلي على غزة منذ أكثر من شهر. موضحا أن عدد المدنيين الكبير الذين قُتلوا في قطاع غزة، خاصة من الأطفال يشير إلى هذا الخطأ.

ووفي الوقت ذاته حذرت منظمة الصحة العالمية من خطر متزايد لانتشار الأمراض في قطاع غزة، بسبب القصف الجوي الإسرائيلي الذي أدى إلى تعطل النظام الصحي وصعوبة الحصول على المياه النظيفة وتكدس الناس في الملاجئ.

وقالت المنظمة في بيان إن استمرار ارتفاع عدد الوفيات والإصابات في غزة والزحام الشديد في الملاجئ وتعطل النظام الصحي وشبكات المياه والصرف الصحي يضاعف معدلات انتشار الأوبئة، وقد بدأت بعض الاتجاهات المقلقة في الظهور فعلا.

وأوضح بيان منظمة الصحة العالمية أن نقص الوقود أدى إلى إغلاق محطات تحلية المياه، مما زاد من خطر انتشار العدوى البكتيرية -مثل الإسهال- زيادة كبيرة مع شرب المياه الملوثة، كما أدى نقص الوقود أيضا إلى تعطيل جميع أعمال جمع النفايات الصلبة، مما هيأ بيئة مؤاتية للانتشار واسع النطاق للحشرات والقوارض التي يمكن أن تنقل الأمراض أو تكون وسيطا لها.

 

غزة تتعرض للتجويع وهي بلا مياه ولا كهرباء

قدمت السلطات في غزة وحركة حماس ومنظمات دولية أرقاما توضح حجم الكارثة الإنسانية والدمار جراء القصف الإسرائيلي المتواصل على القطاع منذ أكثر من شهر.

فقد قال رئيس مكتب الإعلام الحكومي في غزة سلامة معروف إن إسرائيل تشن حرب تجويع على سكان القطاع المحاصر، لا تفرق فيها بين سكان الشمال والجنوب.

وقال القيادي في حركة حماس، باسم نعيم، إن المياه الصالحة للشرب في غزة أصبحت مفقودة بنسبة تزيد على 90%.

وأشار إلى أن الاحتلال الإسرائيلي تعمد منذ بدء العدوان قطع المياه عن القطاع في جريمة ضد الإنسانية، قائلا “من العار على المجتمع الدولي السماح للاحتلال باستخدام المياه لابتزاز سكان غزة.”

أما رئيس سلطة الطاقة الفلسطينية في غزة جلال إسماعيل فقد قال إن 70% من شبكات نقل وتوزيع الكهرباء بالقطاع دُمرت بفعل الحرب الإسرائيلية المستمرة.

على الصعيد الإنساني أيضا، قالت رئيسة المكتب الإعلامي لـ “أطباء بلا حدود” إيناس أبو خلف أن أكثر من 40% من المشافي في غزة توقفت عن الخدمة.

وأعلنت مقررة الأمم المتحدة الخاصة المعنية بالحق في حرية التعبير، إيرين خان أن هجمات إسرائيل على غزة تسببت بتدمير أو إتلاف 45% من جميع الوحدات السكنية في القطاع، ما أدى إلى تهجير 1.5 مليون شخص داخليا.

ووصفت المسؤولة الأممية تدمير مساكن المدنيين والبنية التحتية في غزة بأنه جريمة حرب دولية.

ودعت إيرين خان العالم للتحرك فورا لإنهاء الهجمات واسعة النطاق ضد مساكن المدنيين والبنى التحتية في غزة، والتي تسببت بكلفة باهظة في الأرواح.

وقد تعمدت إسرائيل خلق أزمة مياه في غزة منذ بداية عدوانها، وباتت سلاحا تستخدمه ضد سكان القطاع. ويشير إلى ذلك عدة حوادث قصف نفذتها الطائرات الإسرائيلية ضد مركبات توزيع المياه وخزانات فوق أسطح البنايات.

وأشار برنامج الأمم المتحدة الإنمائي إلى تعرض النشاط الاقتصادي الفلسطيني لصدمة شديدة نتيجة الحصار الكامل على غزة وتدمير رؤوس الأموال والنزوح القسري والقيود المفروضة على حركة الأشخاص والبضائع في الضفة الغربية.

وتوقع البرنامج في تقرير أن يسجل معدل الفقر ارتفاعا حادا يتراوح بين 20 و45%، كما توقع أيضا أن يسجل دليل التنمية البشرية انخفاضا حادا، موضحا أن التداعيات الاقتصادية للحرب ستكون لها آثار مباشرة وغير مباشرة على الوضع الإنساني.

وفي ضوء ما تقدم بات من المؤكد أن الدول العظمى وعلى رأسها الولايات المتحدة تستهتر بتنفيذ القانون الدولي الإنساني على سكان قطاع غزة، الذين يتعرضون لإبادة جماعية وحرب إسرائيلية غير مسبوقة.

وهنا يتعالى صوت الرأي العام العالمي بان: أوقفوا الكارثة الإنسانية في غزة.

انتهى

المصدر
الكاتب:Sabokrohh
الموقع : ar.shafaqna.com
نشر الخبر اول مرة بتاريخ : 2023-11-11 06:35:45
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى