تخبط ماكرون يجعله عرضة للإنتقادات والسخرية

شفقنا- بتصريحات ومواقف مثيرة للجدل، تصدرالحديث عن الرئيس الفرنسي “إيمانوئل ماكرون” المنصات الرقمية، فبعد مواقفه المؤيده للكيان الصهيوني أدان ماكرون في مقابلة أجرته معه “بي بي سي” الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة مؤكدا أن القصف الإسرائيلي يستهدف المدنيين ويشمل النساء والأطفال، داعيًا إسرائيل إلى وقف إطلاق النار.
لكن سرعان ما تناولت المواقع الإخبارية أنباء تراجع ماكرون عن تصريحاته وذلك خلال اتصال هاتفي مع نظيره الإسرائيلي، حيث أشارأنه لم يتهم إسرائيل بإيذاء المدنيين عمدا في غزة.
وجاءت موجة من التعليقات التي تناولت تصرفات الرئيس الفرنسي المتناقضة، كما تصدرهاشتاغ #ماكرون منصة إكس، من ضمنها تغريدة الكاتب والصحفي “عبدالمنجي خلادي”، حيث راى إن تراجع ماكرون له احتمالين لا ثالث لهما، الأول: احتمال وجود هناك خطة سرية بعد استنجاد نتنياهولماكرون للمطابلة بوقف إطلاق الناروبعد الخسائرالبشرية الفادحة للجيش الاسرائيلي، والثاني: عدم وجود رد اسرائيلي لفرنسا حول أسباب قصف المعهد الفرنسي.
فيما علق الصحفي الليبي “طارق القزيري” أن تبدلات الموقف الباريسي تجد تبريرها في خوف عام في أوروبا من التململ الداخلي ضد الحرب، كما هو رغبة القيادة الأوروبية لدى فرنسا، في وقت بدأ المزاج العام العالمي يخرج من تأثيرات الدعاية اليهودية ومشابهة الهولوكوست النازي بطوفان الأقصى.
وأكمل القزيري، دون نسيان أن قصف إسرائيل للمركزالثقافي الفرنسي لم يجد له ماكرون تفسيرا من إسرائيل ولا اعتذارطبعا. على كل لم ينجح مؤتمرباريس كثيرا لكنه على الأقل أحدث إتفاقا على دعم إنشاء ممرإنساني بحري في قبرص إلى جنوب غزة.
وفيما سبق تفاعل النشطاء بتصريحات ماكرون، التي طالب خلالها إسرائيل بوقف القصف وقتل المدنيين. معتبرين هذه التصريحات بداية للتعاطف الغربي مع ما يحدث من مجازرفظيعة على يدالكيان الصهيوني.
ودون الناشط السياسي والحقوقي “محمد العربي زيتوت” قائلا: ماكرون ينقلب على موقفه السابق، ضربة شديدة للكيان من داعم رئيسي للإجرام الصهيوني، أتوقع تصريحات غربية أخرى مماثلة في الساعات القادمة، فها هم بدأوا يفهمون أن هذه الجرائم الفظيعة تقوض النظام الدولي الذين هم اكثرالمستفدين منه، وأن كلاؤهم في المنطقة العربية قد يدفعون الثمن لهذا الانتقام شديد التوحش والهمجية، ناهيك على أن خصومهم الروس والصين على وجه الخصوص، سعداء جدا بهذه البريرية الصهيونية التي تفيدهم بقوة في صراعهم مع الغرب.
أما “سيمون أبي رميا” وهوعضومجلس النواب اللبناني، قال في تغريدته على منصة إكس، أن الموقف الذي أطلقة الرئيس الفرنسي إيمانوئل ماكرون من أجل وقف إطلاق النارفي غزة يشكل نقلة نوعية في المواقف الغربية منذ بداية الحرب في 7 تشرين الأول.
وتأمل سيمون بمواقف حازمة متشابهة وعمل جدي من دول مؤثرة أخرى لوضح حد لهذه الجرائم ضد الانسانية في غزة ووقف مسارالحرب الدائرة التي يمكن أن تتحول إلى حرب إقليمية مدمرة. كما أكد أن الحل الوحيد سياسيا يبقى في العودة إلى مقررات مؤتمرالقمة العربية في بيروت عام 2002، وغيرذلك ليس إلا هدرمتواصل للأرواح والوقت.
لكن لم يقتنع الأستاذ الجامعي والخبيرالنفطي “قاسم غريب” بتضامن ماكرون المؤقت مع الشعب الفلسطيني، فكتب بلهجة مليئة بالغضب: مساحيق الدنيا لن تغسل يدي الرئيس الفرنسي إيمانوئل ماكرون من الدم الفلسطيني، تصريح لا يلحقه أفعال لن يفلته من لعنة التاريخ ولعنتنا. هوشريك كامل لكيان العدو في مجازره في غزة، هوشريك كامل في قتل النساء والأطفال الذي يتكلم عنهم عبرالدعم الغيرمسوق الذي أمنه لإسرائيل.
وفي خضم الحرب على غزة، استغل الإسرائيليون، بقيادة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الوقت للتنديد بتصريحات ماكرون، بعد أن أصبح هذا الجدل مفاجأة غير متوقعة من ماكرون نفسه، فقبل أقل من ثلاثة أسابيع، كان الرئيس الفرنسي إلى جانب نتنياهو في القدس، لتأكيد تضامن فرنسا.
وبحسب إذاعة فرنسا ماكرون صرح في ذلك الوقت بما يجعل إسرائيل تستمر في هجماتها، لكنه تراجع فجأة، يوم الجمعة، في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) عندما أعرب، بعبارات مباشرة، عن اعتقاده بأنه لا يوجد “مبرر” و”لا شرعية” لقصف المدنيين، مضيفًا أن “هؤلاء الأطفال والنساء وكبار السن يتعرضون للقصف والقتل بشكل غير مشروع”.
ودعا ماكرون إسرائيل إلى الالتزام بالقانون الإنساني الدولي وإصدار قرار بـ”هدنة” يمكن أن تتحول إلى “وقف لإطلاق النار”، لكن هذه الكلمات أغضبت نتنياهو وكل الوزراء الإسرائيليين إذ تساءل وزير الدفاع: كيف يمكن لفرنسا أن تعطي “دروسًا أخلاقية” لإسرائيل في خضم الحرب.
النهایة
المصدر
الكاتب:Shafaqna1
الموقع : ar.shafaqna.com
نشر الخبر اول مرة بتاريخ : 2023-11-14 00:27:18
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي