اخبار فلسطين

إسرائيل كيان مسالم؟؟ وإلا..

علي ح.حيدر-موقع المقال

أوردت صحيفة الأخبار اللبنانية مقالًا حول مقابلة أجراها أيلون ماسك مالك منصة “إكس”(تويتر سابقًا)، والرئيس التنفيذي لشركة “تسلا” مع برنامج بودكاست ليكس فرديمان(حلقة 400)، فقد قدم وجهة نظره حول الحرب في غزة التي تشنها قوات العدو الصهيوني، وقد اعتبر أن المقاومة الفلسطينية تستغل الحقد نتيجة القتل الهمجي الذي ينتهجه العدو في بيئتها للإستفادة منه على عدة أصعدة لاسيما تجنيد المقاتلين.وأن الكيان بهذا الفعل يصعّب الأمور من حيث السلام وزيادة العنف في المنطقة.

هذا الكلام هو ذو حدين: حيث دعا إلى أن تبادر الحكومة الصهيونية بتخفيض العنف على الفلسطينين لتسحب منهم ذريعة القتال، وهذا لا يعني أن آراءه تنم عن إستلطاف أو تشجيع للمقاومة الفلسطينية ،بل من وجهة نظره أنه يتوجب على الكيان القيام بهذه المبادرات ليس تلطفاً ورأفةً بالمدنيين بل من أجل إلغاء مشروعية المقاومة وحق الفلسطينين في إستعادة أراضيهم، وإلغاء جدوى المقاومة.

ومن وجهة نظره أن ما حصل في السابع من تشرين الأول هو إستفزاز من قبل حماس لإسرائيل مما دفعها إلى ردة الفعل العنيفة هذه . وقد ذكر أن من المتوجب على الكيان أن يتوقف عن ردات الفعل هذه لأنها بنظره تولد الحقد تجاهه إذ أنه بهذه الأعمال الحربية وقتل المزيد من عناصر حركة حماس سيولد مقاتلين لها يحملون فكرها وذات الكراهية للكيان.

وقد غاب عن ماسك تاريخ العدو الصهيوني المليء بالجرائم ضد الإنسانية عبر سنوات قيامه ولكن الحدث اليوم يبقى أبرزها من حيث الكم والتدمير التي وصفت بجرائم الإبادة في غزة وهي جرائم مروعة يندى لها الجبين. كما لا يصح الإجتزاء من المشهد العربي في العداء مع إسرائيل، وبالتحديد المشهد الفلسطيني، الذي هو كان يُقتل بدون سبب يذكر منذ العام 1948 وربما قبلها، نتيجة هجمات العصابات الصهيونية التي قدمت إلى الأراضي الفلسطينية بناءً على وعد بلفور.

وأما عن إمكانية قيام العدو بأي بادرة حسن نية، يبدو أن ماسك غفل عن أن العدو الصهيوني بعقيدته المتأصلة بكيانه لا يستغني عن إرتكاب المجازر وهو يعتبر من يخالفه في الهوية هم من الأغيار “الغوييم”، وأن تجلي الإستبداد لدى العدو الصهيوني أو ما يصفها ماسك بأفعال العنف هي القتل وهي ما مارسه العدو لعقود إتجاه شعوب المنطقة وإن كان البحث لا يتسع للكم الهائل من المجازر المرتكبة من قبله. وبالتالي وقبل الحرب على غزة وبالتحديد ما قبل 7 تشرين، كاد العدو أن يرتدع بفعل جدوى المقاومة إن كان في لبنان أو في فلسطين، ولكن مع هذا كلما سنحت له الفرصة سيكون مستعدًا لقتل شعوب المنطقة وفق عقيدته.

كما يتوجب على من يريد إعطاء رأيه في القضية الفلسطينية أن يقرأ التاريخ جيدًا، إذ أن الكيان الإسرائيلي لم يولد من عدم بل بدأ منذ وعد بلفور وكما تم ذكره سابقًا بقدوم العصابات الصهيونية إلى المنطقة وبالتحديد إلى فلسطين، ولا يمكن عزل تاريخ نشأة الكيان عن حقيقة تواجده غير المرحب به وغير المعترف به على الأقل على مستوى الشعوب، وإن أي تجزئة للصراع أو الإجتزاء للحرب في غزة عن المسار التاريخي المتراكم هو حديث يصب في مصلحة الكيان، ويلمع صورته بتصوير حماس والفلسطينين هم من بدأوا بالإعتداء على مستوطني غلاف غزة بدون أي سبب يذكر، والمشهد في السابع من تشرين هو بمثابة الإنتفاضة في سجل الإنتفاضات للشعب الفلسطيني على إحتلالٍ كان قد بدأ منذ 75 عامًا، وكما أنه نتيجةً لإنتصارات لحماس تراكمت منذ العام 2005.

وللذين تحمسوا لكلام ماسك نقول أن كلامه حول الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي لم ينصف الأبرياء والشهداء والجرحى في غزة في ظل همجية الإحتلال في القصف والتدمير، وعليه فأنه يتعين على المتابع والمتفاعل مع هكذا كلام الإنتباه لخطورة ما يتضمنه والذي يمكن الإستفادة منه لتلميع صورة العدو وتصوير حماس كالمعتدين على كيان “مسالم”.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى