طلب رسمي من الجامعة العربية لمحور المقاومة بإعلان الحرب
} معن الجربا*-البناء
أرهقتنا الأصوات الإعلامية العربية وغير العربية والتي تأخذ توجيهاتها من دول واستخبارات، هذه الأصوات لا تملّ من الغمز واللمز بمحور المقاومة وتتساءل أين هو محور المقاومة من الحرب في فلسطين وغزة.
ورغم انّ الإجابة على هذا السؤال بسيطة جداً وواضحة للعيان ولكن لمن له قلب سليم وليس لمن يرى الحقّ ويعرض عنه لمصالح شخصية او تعصّب مذهبي أعمى او لمآرب أخرى.
ولكن في هذا المقال لن نجيب عن هذا السؤال بشكل تفصيلي، إنما بدلاً من ذلك سنوجه سؤالاً لتلك الأصوات الإعلامية التي تدندن على هذا الموال، لأنّ الإجابة عن سؤالهم المطروح يعرفه الصغير والكبير ولكنهم يتجاهلون ذلك، فكبرى قيادات الفصائل الفلسطينية المقاومة دائماً وأبداً وفي كلّ مناسبة تقدّم الشكر لمحور المقاومة الذي درّب وسلّح وأنفق الأموال والغالي والنفيس لكي تصل المقاومة الفلسطينية الى ما وصلت إليه من إمكانات وقوة في الميدان، والكلّ يعرف انّ محور المقاومة قد دخل المعركة منذ اليوم التالي لإعلان معركة «طوفان الأقصى» من حيث استنزاف الجيش «الإسرائيلي» وتشتيت قوّته على عدة جبهات…
الكلّ يعرف انّ دخول محور المقاومة بشكل مباشر في معركة «طوفان الأقصى» سيعني دخول أميركا وحلف الناتو بشكل مباشر أيضاً بهذه المعركة، والكلّ يعرف انّ هناك غرفة عمليات مشتركة بين المقاومة الفلسطينية ومحور المقاومة، وأنّ الفلسطينيين هم المخوّلين بتقدير الموقف في ساحة المعركة، وهم الأقدر على تحديد متى وكيف يتمّ الطلب الرسمي من الفلسطينيين لمحور المقاومة بفتح الجبهات، الكلّ يعرف هذا ولكن الكلّ يشيح بوجهه عن الحقيقة لتضليل الرأي العام.
ولكن الأهمّ من كلّ هذا هو ما سوف نطرحه من سؤال في هذا المقال، ألا وهو لماذا لا تطلب جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي رسمياً من محور المقاومة التدخل المباشر في المعركة، بشرط ضمان عدم تحريك آلاتهم الإعلامية لتشويه صورة المقاومة بعد ذلك بأنّ محور المقاومة دمّر المنطقة وجلب لها الخراب، وبشرط ضمان عدم الغدر بمحور المقاومة من الخلف وتسهيل حركة البوارج الأميركية و»الإسرائيلية» في المنطقة من خلال القواعد الأميركية الموجودة في أغلب دول العالم العربي والاسلامي، وبشرط ضمان عدم دعم أميركا و»إسرائيل» اقتصادياً، وبشرط ضمان عدم دعمهم استخبارياً او في المحافل الدولية والأمم المتحدة.
أعتقد كباحث مستقلّ أنّ محور المقاومة لن يطلب منهم أن يشاركوا بأكثر من ذلك، لن يطلب منهم الدعم المالي او العسكري او الاستخباري، فقط سيطلب منهم أن لا يطعنوه من الخلف.
فإذا طلبت جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي ذلك بشكل رسمي والتزمت بما ذكرناه أعلاه، فعند ذلك لن يكون لمحور المقاومة ايّ عذر لا من قريب ولا من بعيد في عدم الدخول بهذه المعركة بشكل مباشر، رغم أنه موجود فيها منذ اليوم الأول…
*باحث سعودي