موضوعات وتقارير

إبن خلدون ونظرية أفول الممالك

يحيى دايخ-موقع المقال

بعد تصريحات مسؤولين حكوميين في الكيان المؤقت والمتحدث بإسم جيش العدو الإسرائيلي ووسائل إعلام العدو في الآونة الأخيرة بما يفيد أن مرحلة ما بعد غزة، سيأتي دور لبنان، ثم دور إيران، وأن إسرائيل سوف تقوم بتدمير أعدائها بشكل كامل، وتلاها تصريح قائد القوات الجوية الإسرائيلية البارحة Tomer Bar:
“أن هدفنا ليس غزه فقط.. بل سنوسع عملياتنا لتشمل تدمير اليمن أيضاً”.
أصبح واضحاً جداً اتجاه السياسة التي تتبعها الإدارة الأمريكية وتفرضها على كيان العدو والتي “أشرت إليها سابقآ وهي سياسة الاستفراد بدول ومقاومات محور المقاومة”، وتتكشف تلك السياسة من خلال عنصرين مهمين:
1- التأني والصبر وعدم الرد السريع والقوي على الهجمات التي تتعرض لها القواعد العسكرية للاحتلال الأمريكي في العراق وسوريا من المقاومة الاسلامية في العراق مع وجود تسريبات لوكالات أخبارية إقليمية وعالمية بتحقيق تلك الهجمات لإصابات بشرية كبيرة في صفوف جنود الاحتلال رغم التكتم والتعتيم على ذلك.
2- الضغط الكبير الذي تمارسه الإدارة الأمريكية على المؤسستين السياسية والعسكرية للعدو الصهيوني بعدم الإنجرار إلى حرب شاملة مع المقاومة الاسلامية في لبنان.
وفي مواجهة تلك السياسة (الاستفراد) من محور المقاومة كان واضحاً جداً كلام سماحة الأمين العام لحزب الله بأنه “ممنوع ان تسقط غزة وممنوع ان تخسر المقاومة الفلسطينية في غزة وبالذات حماس، بل يجب أن تتنصر حماس”.
وقد ترجم هذا الكلام من خلال فتح جبهة الجنوب اللبناني في ٨ تشرين أول بمنحى تصاعدي كجبهة مساندة وداعمة لجبهة غزة.
وتبعها بالرد على الحشود الأمريكية والغربية في البحر المتوسط قائلاً لهم ” لقد اعددنا العدة لكم”.
ليكتمل التنسيق بين أعضاء محور المقاومة بدخول اليمن والمقاومة العراقية على خط مساندة ودعم جبهة غزة واشتعال جبهة الضفة بامكانياتها المتاحة في دعم مساندة جبهة غزة كذلك، وآخرها ما اعلنه يمن العز والإباء بالعمل على ضرب السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر.
وعليه من المفيد جداً لحكومة الكيان المؤقت أولاً: تذكيرهم باليد الطولى لمحور المقاومة وقدرته على إستهداف كل بناه التحتية ومنشآته الحيوية الصناعية والكيميائية ومرافقه وموانئه البحرية الجوية وقواعده العسكرية البحرية والجوية والعبرية علماً إن لم نقل بفشل القبة الحديدية بأنواعها سنقول بعجزها عن مواجهة هذا الكم الناري الكبير جداً، وأن محور المقاومة وبالاخص المقاومة الاسلامية في لبنان تمتلك من القدرة والامكانيات والعزم والشجاعة والجرأة والتصميم على استخدام ما لديها من وسائل ليس لردع كيانكم فقط بل لتدميره، ويمكنهم ان يرجعوا إلى الكلمات ذات الشأن في خطابات سماحة الأمين العام لحزب الله.
أما الاحتلال الأمريكي ثانياً:
فهل يمكن ان يخاطر بجميع مصالحه بل بوجوده في غرب آسيا وأعني بذلك سيطرته على آبار النفط والغاز في المنطقة وطرق ووسائل انتقالها إلى اوروبا والغرب (الممرات المائية بالذات) وتدمير قواعده في جميع دول المنطقة، فخسارته في غرب آسيا ليست خسارة صغيرة ومحدودة فهي تعني حتماً خسارته في شرق آسيا وأفريقيا والقوقاز وأمريكا اللاتينية وتعني حتماً فقد سيطرته على أوروبا حيث ان دول اوروبا ستسعى لضمان مصالحها وامنها القومي.
وهذه الخسارة حتماً ستكون لصالح الصين وروسيا والتي ستنتج بأقل تقدير عالم متعدد الاقطاب مما يعني كذلك خسارته لمصالحه وسيطرته على دول الخليج.
هذا مايظهر في التفكير العقلاني والمنطق السليم، إن ذهب الاستكبار الامبريالي على العقل والمنطق العقلاني.
على الاستكبار الأمروصهيوني الاستيقاظ من غطرسته واستعلائه وطغيانه.
ولكن اعتقد ان امبراطورية الشر المطلق والشيطان الأكبر على طريق الهاوية انطلاقاً من نظرية ابن خلدون في أفول الامبراطوريات والممالك.
يحيى دايخ 18/11/2023

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى