موضوعات وتقارير
إسرائيل تنتقم من صمود غزة ب«مجازر الإبادة» قبل الهدنة! تل أبيب للتمديد 10 أيام.. وتوتر أميركي – عراقي بسبب هجمات المسيرات
عشية سريان اتفاق الهدنة الإنسانية بين إسرائيل وحماس التي تشمل عملية تبادل أسرى بين الجانبين كثف جيش الاحتلال من قصفه للمدنيين والأحياء السكنية مرتكبا مزيدا من الجرائم الوحشية والتوغلات البرية من أجل تثبيت مواقعه على الأرض التي لم يحقق فيها حتى اليوم أي انجاز عسكري حقيقي بينما أعلنت المقاومة الفلسطينية عن خسائر الاحتلال التي تكبدتها قواته جراء الغزو على أيدي مقاتليها الأبطال الذيت يخوضون معارك ضارية شمال غزة.
وقالت قطر أمس على لسان المتحدث باسم خارجيتها ماجد الأنصاري إن الهدنة في قطاع غزة ستبدأ اليوم الساعة 7 صباحا بالتوقيت المحلي.
وأضاف الأنصاري في مؤتمر صحفي أن الاتصالات بين حماس وإسرائيل والوسطاء انتهت، وتم تسليم قوائم بأسماء من سيفرج عنهم، مؤكدا أنه سيتم تسليم الدفعة الأولى من الأسرى المدنيين حوالي الساعة 4 عصر اليوم.
وشدد على أنه سيتم الإفراج عن 50 من الأسرى الإسرائيليين مقسمين على 4 أيام، وأن الدفعة الأولى من الأسرى الإسرائيليين تضم 13 من النساء والأطفال.
وتابع “نتوقع من الطرفين الالتزام ببنود الاتفاق، وننظر بإيجابية عالية إلى ذلك، كما نأمل أن تقود هذه الهدنة الإنسانية لبدء عمل أكبر لتحقيق هدنة دائمة وسلام دائم”.
وأشار إلى أن الصليب الأحمر والهلال الأحمر الفلسطيني سيكونان جزءا كاملا من عملية تسليم الأسرى.
وكان وزير الدولة بالخارجية القطرية محمد الخليفي قال في مقابلة مع شبكة “سي إن إن” الأميركية إن اتفاق الهدنة يتكون من عنصرين رئيسيين، أحدهما يركز بشكل خاص على النساء والأطفال المدنيين من كلا الجانبين، حيث سيتم إطلاق سراحهم على مدى عدة أيام، والآخر له صلة بتقديم المساعدات الإنسانية النوعية إلى سكان غزة.
من جهته أعلن أبو عبيدة الناطق باسم كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) أمس، تدمير 335 آلية إسرائيلية منذ بدء الحرب بينها 33 آلية خلال الساعات الـ72 الأخيرة، مؤكدا أن حكومة الاحتلال أرغمت على قبول الهدنة، كما وجه عدة رسائل للداخل والخارج.
وقال أبو عبيدة، في كلمة مسجلة، إن ما تم الاتفاق عليه بشأن الهدنة هو ما عرضته المقاومة قبل بدء التوغل البري ورفضته إسرائيل وزعمت أنها ستحققه بالقوة العسكرية.
وجدد التأكيد على أن السبيل الوحيدة لإعادة الأسرى هو التبادل، وأن إسرائيل لم تحقق من هجومها البري سوى التدمير والمجازر وقتل مزيد من أسراه وإطالة أمد معاناتهم وخسارة أعداد كبيرة جدا من جنوده بين قتيل وجريح في ساحة المعركة.
وقد نشرت كتائب القسام بنود الاتفاق، في وقت أعلن فيه وزير إسرائيلي استعداد تل أبيب لزيادة مدة الهدنة إلى 10 أيام.
وقالت إن الاتفاق ينص على وقف جميع الأعمال العسكرية من كتائب القسام والمقاومة الفلسطينية وكذلك العدو الإسرائيلي لمدة 4 أيام تبدأ من صباح يوم الجمعة.
وأضافت أن الاتفاق ينص على توقف الطيران المعادي عن التحليق بشكل كامل في جنوب قطاع غزة، على أن يتوقف الطيران الإسرائيلي عن التحليق لمدة 6 ساعات يوميا من الساعة 10 صباحا وحتى 4 مساء في مدينة غزة والشمال.
وشددت على أنه سيتم الإفراج عن 3 أسرى فلسطينيين من النساء والأطفال مقابل كل أسير إسرائيلي واحد، مما يعني الإفراح عن 50 أسيرا إسرائيليا من النساء والأطفال دون الـ19 عاما، مقابل الإفراج عن 150 أسيرا فلسطينيا.
ووفقا للكتائب سيتم إدخال 200 شاحنة من المواد الإغاثية والطبية يوميا لكافة مناطق قطاع غزة، كما سيتم إدخال 4 شاحنات وقود وكذلك غاز الطهي لكافة مناطق القطاع بشكل يومي.
من جانبه أعلن ضياء رشوان رئيس الهيئة العامة للاستعلامات المصرية أن مصر تؤكد ما تم الإعلان عنه من بدء سريان الهدنة المتفق عليها في قطاع غزة، في تمام الساعة السابعة صباح اليوم.
وأوضح رشوان أن مصر قد تسلمت من الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي قائمتي المحتجزين والأسرى المقرر الإفراج عنهم بعد ظهر اليوم الأول للهدنة.
وأنهى رشوان تصريحاته بمطالبة مصر طرفي الهدنة بالالتزام بتنفيذ اتفاق الهدنة وفقاً لما هو مخطط له وتم التوافق حوله.
وفي سياق متصل، أكد رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني -خلال اتصال هاتفي مع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن- على ضرورة مواصلة الجهود لوقف الحرب على غزة.
وشدد على أن الضمان الوحيد لتحقيق سلام مستدام في الشرق الأوسط هو الوصول إلى حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية.
من جهته، أعرب الوزير الأميركي عن شكر بلاده لدولة قطر على جهودها الحاسمة في إنجاز الصفقة.
كما شدد بلينكن خلال الاتصال على أن بلاده لا تزال ملتزمة بتعزيز حل الدولتين، وجدد التأكيد على أهمية الشراكة الإستراتيجية بين الولايات المتحدة وقطر.
من جهته، قال مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان إن قطر هي التي ستعلن بدء سريان الهدنة وتبادل الرهائن بين إسرائيل وحماس، وأن بلاده ستواصل العمل من أجل إطلاق جميع الأسرى في غزة.
وأضاف سوليفان في مقابلة مع شبكة “سي بي إس”، أن هناك فصائل أخرى تحتجز أسرى إسرائيليين في غزة، وهناك فرصة أمام حماس لتمديد الهدنة من خلال إطلاق مزيد من الأسرى.
في إسرائيل، قال عضو المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر أرييه درعي إنهم مستعدون لزيادة مدة الهدنة إلى 10 أيام.
وأضاف، في تصريحات صحفية، أنهم صادقوا على الإفراج عن 300 سجين فلسطيني أملا في إعادة 100 أسير إسرائيلي.
بدوره، قالت القناة 12 الإسرائيلية إن سجون عوفر والدامون ومجدو بدأت الاستعداد لإطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين في إطار الاتفاق مع حماس.
وقد تلقت إسرائيل “قائمة أولية بأسماء” الرهائن الذين سيتم إطلاق سراحهم ، وفق
ونقلت القناة عن مسؤول في جهاز الشاباك أن هوية الأسرى الذين سيتم إطلاق سراحهم ضمن الاتفاق غير معروفة في الوقت الحالي، مؤكدا أن تفاصيل الاتفاق تشير إلى أنه في كل خطوة سيتم تقديم أسماء الأسرى للموافقة عليها من قبل رئيس الوزراء ووزير الدفاع والشاباك.
بدوره، أمر وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير بمنع أي مظاهر للفرح في صفوف الأسرى الفلسطينيين في السجون بالتزامن مع عملية الإفراج عن الأسرى ضمن اتفاق الهدنة المؤقتة.
وأمس تواصل القتال طوال الليل في قطاع غزة. وأوردت وكالة “وفا” الفلسطينية للأنباء أن “طائرات الاحتلال شنت غارات عنيفة على منازل المواطنين في مخيم النصيرات، ما أدى لاستشهاد وإصابة عشرات المواطنين”.
وأعلنت وكالة الأنباء الفلسطينية أن الغارات الإسرائيلية قتلت الصحافي المصوّر محمد عياش وعدد من أفراد عائلته عندما أصابت منزله في وسط قطاع غزة. وبمقتل عياش يبلغ عدد الضحايا من الصحافيين في غزة منذ بدء الحرب 63 إعلاميا.
وقال جيش الاحتلال الإسرائيلي، إنه شن غارات جوية على ما وصفها بـ “300 هدف” في قطاع غزة خلال الساعات الـ24 الماضية، في حين أعلنت المقاومة الفلسطينية أنها تخوض اشتباكات ضارية مع جنود الاحتلال في محاور التقدم شمال قطاع غزة.
وأضاف جيش الاحتلال -في بيان- أن “الأهداف تابعة لحركة حماس وتمت مهاجمتها جوا، ومنها مقار القيادة العملياتية والأنفاق القتالية تحت الأرضية والمستودعات العسكرية، ومواقع إنتاج الوسائل القتالية، وإطلاق الصواريخ المضادة للدروع”.
وقال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي لقادة الجنود داخل غزة اليوم، “نحن لا نوقف الحرب، بل نستمر حتى النصر ونتقدم إلى الأمام”، حسب بيان للجيش.
وإلى جانب قصف غزة جوا، فقد واصلت قوات الجيش الإسرائيلي -أيضا- هجومها البري.
وجاء في بيان لجيش الاحتلال أن القوات البرية ضربت من وصفتهم بـ”الإرهابيين”،وتحديد “المواقع تحت الأرض”.
وأفاد مراسل الجزيرة أن الاحتلال الإسرائيلي كثّف قصفه على المنازل المأهولة في مناطق متفرقة من شمال قطاع غزة ووسطه وجنوبه، وأشار إلى أن القصف خلّف عشرات الشهداء والجرحى.
وأشارت حركة الجهاد الإسلامي إلى معارك في قلب مدينة غزة في شمال القطاع حيث يشن الجيش الإسرائيلي عمليات على الأرض.
وفي الجنوب طالت ضربات خان يونس التي ارتفعت في سمائها سحب دخان أسود.
وافاد مراسلو وكالة فرانس برس في رفح إن هذه الضربات التي وقعت على بعد عدة كيلومترات منهم أدت إلى ارتجاج المنازل في هذه المدينة الواقعة عند الحدود مع مصر.
ودفن عشرات الأشخاص مجهولي الهوية استشهدوا قي مستشفيات في شمال قطاع غزة، الأربعاء في مقبرة جماعية في خان يونس.
في مدينة غزة، قال الطبيب في مستشفى الشفاء خالد أبو سمرة فجر امس، إنه تم اعتقال محمد أبو سلمية مدير المؤسسة الخاضعة حاليا لسيطرة الجيش الإسرائيلي فضلا عن كوادر آخرين فيه.
وأكد مصدر إسرائيلي للإذاعة العبرية أن الجيش الإسرائيلي اعتقل مدير مجمع مستشفى الشفاء في قطاع غزة، وحوله بعد التحقيق معه ميدانيا إلى جهاز المخابرات “الشاباك”، زاعما أن “هناك أدلة تثبت أن مستشفى الشفاء، كان مركز قيادة وسيطرة لحركة حماس.”
أما كتائب عز الدين القسام فأعلنت احتدام المواجهات على محاور التوغل من بيت حانون إلى جباليا وجحر الديك وحي الزيتون ومخيم الشاطئ.
في طهران قال الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إن إسرائيل “لم تحقق أيا من أهدافها” خلال الحرب المستمرة منذ أكثر من 40 يوما مع حركة حماس .
ونقلت وكالة “إرنا” الرسمية عن رئيسي قوله “إذا أردنا إجراء تحليل بعد 40 يوما (من الحرب)، فهو أن العدو قد هُزم”.
وحذّر وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت من أن اتفاق الهدنة لا يعني نهاية الحرب في قطاع غزة، مشيرا إلى أن الجيش سيستأنف العمليات “بكامل قوته” بعد الهدنة من أجل “القضاء” على حركة حماس و”تمهيد الظروف اللازمة لإعادة الرهائن الآخرين”.
من جهتها، قالت حركة حماس “نؤكد أن أيدينا ستبقى على الزناد”.
وقال ميسرة الصباغ (42 عاما) النازح من مدينة غزة إلى خان يونس في جنوب القطاع “أرفض الهدنة”، متسائلا “عن أي هدنة يتحدثون؟ شهداء، جرحى، وبيوت مدمرة”. واعتبر أن العودة إلى شمال قطاع غزة هو الإنجاز الحقيقي، مضيفا “هدنة لإدخال بعض المساعدات لا نريدها، نريد العودة إلى بيوتنا”.
من جهة اخرى ،قالت مصادر محلية بأن الجنود الإسرائيليين أطلقوا النار عصر امس، على مجموعة من الشبان كانوا يعملون بالقرب من مدخل برقة شمال مدينة رام الله في الضفة الغربية. فقتل شاب وأصيب ثلاثة آخرون. وأكدت وزارة الصحة الفلسطينية مقتل الشاب الفلسطيني وإصابة الثلاثة بجروح متوسطة.
وافادت مصادر طبية فلسطينية بأن الجيش الإسرائيلي قتل شابا فلسطينيا خلال ليلة أمس، بعد إطلاق الرصاص عليه خلال اقتحام مخيم بلاطة شمال الضفة الغربية.
وذكرت وكالة الأنباء السعودية أن وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان آل سعود تلقى اتصالا من نظيره الأميركي أنتوني بلينكن ناقشا خلاله هدنة غزة وجهود إيصال مساعدات الإغاثة إلى القطاع.
وقالت الوكالة “بحث الوزيران سبل وقف التصعيد العسكري الخطير في غزة ومحيطها والالتزام بأي اتفاق للهدنة الإنسانية ووقف إطلاق النار، بالإضافة إلى مناقشة الجهود حول إدخال المساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية بما يمنع تفاقم الأزمة الإنسانية”.
وأضافت أن وزير الخارجية السعودية شدد على “رفض المملكة القاطع لعمليات التهجير القسري لسكان غزة، وأهمية تحرك المجتمع الدولي بشكلٍ جاد وفاعل للتصدي لكافة الانتهاكات المستمرة لقوات الاحتلال الإسرائيلي ومخالفاتها المتكررة للقانون الدولي والقانون الإنساني الدولي”.
والتقت السفيرة الأميركية في العراق، ليلة أمس مع وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين، لمناقشة التطورات الإقليمية والتزام الحكومة العراقية بحماية الوجود الأمريكي في العراق.
وعلقت عقب الاجتماع بأن وجهات النظر متطابقة بشأن منع توسع الصراع وتقديم المساعدات الإنسانية للمدنيين في غزة.
من جهة أخرى قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أمس إن موقف بلاده حاسم في رفض مخططات تهجير الفلسطينيين سواء من غزة أو الضفة لمصر والأردن.
وذكر السيسي خلال مشاركته في مؤتمر “تحيا مصر- وفلسطين”، أن القضية الفلسطينية تواجه منحنى شديد الخطورة والحساسية في ظل تصعيد غير محسوب وغير إنساني في قطاع غزة.
وأضاف أن التصعيد الإسرائيلي في القطاع اتخذ منهج العقاب الجماعي وارتكاب المجازر وسيلة لفرض واقع على الأرض وتهجير الشعب.
وأشار إلى أن مصر بذلت جهوداً مكثفة على كافة المستويات للحيلولة دون تصعيد الحرب في غزة.
على صعيد آخر أفاد مسؤول عسكري أميركي أمس بتعرض القوات الأميركية والتحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية إلى هجمات جديدة بطائرات مسيّرة وصواريخ في آخر 48 ساعة في العراق وسوريا، وذلك بعد ضربات أميركية تقول واشنطن إنها ضد موالين لإيران.
وأوضح المسؤول الأميركي أن طائرات مسيّرة هاجمت الأربعاء وصباح أمس قوات أميركية من التحالف، متمركزة في قاعدة عسكرية في مطار أربيل الدولي في إقليم كردستان العراق، مشيرا إلى أن الهجومين لم يتسببا “بسقوط ضحايا أو أضرار بالبنية التحتية”.
كما أُطلقت أمس عدة طائرات مسيّرة على القوات الأميركية وقوات التحالف في قاعدة عين الأسد الجوية في الأنبار غربي العراق، دون تسجيل وقوع إصابات أو أضرار، بحسب المسؤول العسكري الأميركي.
في حين استهدفت صواريخ قاعدة في شرق سوريا تتمركز فيها قوات من الجيش الأميركي والتحالف الدولي، دون وقوع إصابات أو أضرار، وفق المصدر نفسه.
وفجر أمس الأول أعلنت القيادة العسكرية الأميركية في الشرق الأوسط أنها نفذت ضربات على موقعين في العراق، تقول إنها رد على الهجمات المتكررة التي تشنها فصائل موالية لإيران ضد القوات الأميركية وقوات التحالف في العراق وسوريا.
وأفادت وسائل إعلام عراقية الأربعاء بمقتل 8 أشخاص جراء غارات شنها الجيش الأميركي على مواقع لقوات الحشد الشعبي في منطقة “جرف الصخر” جنوبي غربي بغداد، ونددت الحكومة العراقية بذلك القصف.
(الوكالات)