مقالات

ضوء اخضر اميركي للحرب وتحفظ خجول بشأن مقتل مدنيين

شارل أيوب-الديار

ان قوة الكيان الصهيوني ناتجة عن الدعم المطلق من الولايات المتحدة عسكريا وامنيا وماليا ودوليا من خلال تعطيل الامم المتحدة ومجلس الامن عند وجود اي مشروع يدين العدو الاسرائيلي.

كما ان قوة اسرائيل تأتي من المنطلق الثاني وهو ضعف الدول العربية في مواجهة اسرائيل وعدم اتخاذ موقف عربي واحد قوي يؤدي الى سحب السفراء العرب من الكيان الصهيوني وترك الجماهير العربية تتظاهر في عواصم الدول العربية لتعبر عن حقيقة غضبها ضد الظلم وضد جرائم الحرب التي يقوم بها جيش الاحتلال الاسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني وضد دول الجوار المحيطة بفلسطين.

قبل مغادرته تل ابيب صرّح وزير الخارجية الاميركي بلينكن ان اسرائيل تملك جيشا متطورا قادرا على الدفاع عن نفسها وبذلك اعطى الضوء الاخضر الاميركي للهجوم البري الثاني في العملية الوحشية التي قام بها جيش الاحتلال في شمال قطاع غزة ووسطها تقريبا.

لكنه صرح ايضا بتحفظ خجول انه لا يجب قتل المدنيين كما حصل في العملية العسكرية الاولى لجيش الاحتلال في شمال قطاع غزة وهو تحفظ خجول لان اقل ما يقال بما قام به جيش الاحتلال الاسرائيلي في شمال قطاع غزة هو جرائم حرب وابادة كاملة لكل وجود وتدمير المستشفيات والمدارس والكنائس والمساجد والمساكن والابنية التي كان يسكنها الشعب الفلسطيني وهو لم يعد قادرا للعودة اليها والسكن فيها نتيجة الدمار الكامل الذي لحق بأبنيته ومنازله وكل ما تركه قبل اجبار حوالى 700 الف فلسطيني على الانتقال من شمال غزة الى جنوبه.

ان الولايات المتحدة عندما تتحدث عن مبدأ الدولتين الدولة الاسرائيلية والدولة الفلسطينية انما هي تكذب وتعرف ان الفكر الصهيوني الذي يتلاقى مع الفكر الاميركي لا يقبل بقيام دولة فلسطينية على حدود 67 وعاصمتها القدس الشرقية والفكر الديني الصهيوني لا يقبل بأي شكل اعطاء شبر واحد من القدس خاصة بعدما اعترف الرئيس الاميركي السابق ترامب بأن القدس هي عاصمة الكيان الصهيوني.

في يوم واحد سقط حوالى 100 شهيد بعد انتهاء الهدنة الانسانية وتم نقل 65 شهيدا دفعة واحدة الى مستشفى كمال ناصر في وسط غزة هذا اضافة الى مقتل حوالى 45 شهيدا فلسطينيا من القصف الذي قامت به الطائرات الاسرائيلية والتي كلها من صنع اميركي وصواريخها وقنابلها وكل تسليحها من صنع اميركي ايضا.

ومع ذلك تدعي الولايات المتحدة انها تقف ضد مقتل المدنيين وهي التي تسلح الكيان الصهيوني بكل انواع اسلحة الدمار ضد الوجود الانساني للشعب الفلسطيني في قطاع غزة.

ان العدو الاسرائيلي لم يستطع في قطاع شمال غزة ان يخرق نفقا واحدا رغم تسليحه بكامل الاسلحة الاميركية المتطورة، وامس اعلن رسميا البنتاغون اي وزارة الدفاع الاميركية ان الجيش الاميركي مستمر بالدعم الامني والعسكري وتقديم كل ما يحتاجه الجيش الاسرائيلي كما اعلن رئيس وزراء العدو نتانياهو انه سيتم صرف اكثر من 3 مليارات دولار لاقامة مزيد من المستوطنات في غلاف غزة وذلك لوضع قطاع غزة ضمن سجن كبير استيطاني صهيوني ولم يأخذ بالاعتبار نتانياهو ما حصل في عملية طوفان الاقصى التي هددت وجود المستوطنات الاسرائيلية في غلاف غزة تهديدا وجوديا بكل معنى الكلمة، وهو يريد ان يضع قطاع غزة في سجن صهيوني كبير محاط بالمستوطنات الاسرائيلية.

هنا لا بد ان نعود الى الاتحاد الاوروبي الذي يشتري كل المنتجات الزراعية والصناعية من الكيان الصهيوني والاتحاد الاوروبي وصل الى مسافة 130 ميلا بحريا من شاطئ لبنان الشمالي لان قبرص اليونانية اصبحت عضوا في الاتحاد الاوروبي كذلك لا تزيد المسافة بين الاتحاد الاوروبي عبر قبرص والشاطئ الفلسطيني عن 170 ميلا بحريا.

والاتحاد الاوروبي الذي يتحدث عن القانون الدولي الانساني يساهم في دعم الكيان الصهيوني ويقبل بكل مسايرة لشراء المحاصيل الزراعية من المستوطنات الفلسطينية التي استولت عليها من الشعب الفلسطيني ومنعوه من زراعة ارضه فيما اعطوا الصهاينة الحق في الزراعة وتصنيع المواد الغذائية وبيعها مع اتفاق الغاء الجمارك بين الاتحاد الاوروبي والكيان الصهيوني.

هل يعتقد الاتحاد الاوروبي انه سيبقى بمنأى عن ما سيحصل على الشاطئ الشرقي للبحر الابيض المتوسط مقابل الشاطئ الغربي بدءا من قبرص اليونانية الى اليونان الى ايطاليا وفرنسا وكل دول الاتحاد الاوروبي الاخرى؟ وهل اذا انفجرت الحرب واصبح الشرق الاوسط منطلقا للهجرة وللارهاب فهل سيبقى الاتحاد الاوروبي بعيدا عن هذا الخطر؟ وبدلا من ان يتخذ الاتحاد الاوروبي قرارات عادلة في وجه الكيان الصهيوني فحتى الان ما زال يدين قتل المدنيين شفهيا ولا يتحرك عمليا بأي خطوة ضد الكيان الصهيوني ونحن نتحدث على المستوى الديبلوماسي كما فعلت اسبانيا تجاه الكيان الصهيوني ووجهت له انتقادات لاذعة كذلك فعلت بلجيكا.

لم تستطع اسرائيل السيطرة على قطاع غزة وهي التي فشلت في العملية البرية الاولى في السيطرة على 5 بالمئة من الانفاق ولم تستطع السيطرة على مساحات الانفاق الكبرى تحت الارض من جنوب قطاع غزة الى شماله ووسطه، واسرائيل بارعة في جرائم الحرب وفي قصف المستشفيات والبنية التحتية للشعب الفلسطيني ومنع الكهرباء والادوية والمواد الغذائية عنه وعن كل ما يحتاجه الانسان للعيش بادنى المستويات.

شارل أيوب

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى