اخبار فلسطين
الحرب على غزة: ما هي خطة خانيونس العسكرية؟
قدّرت مصادر ميدانية من حركة “حماس” ل”المدن”، أن الكثافة النارية العالية التي تستخدمها قوات الاحتلال الإسرائيلي في خانيونس جنوبي قطاع غزة، تأتي في سياق محاولة الاحتلال تطويق المدينة وصولاً لمحاصرة جنوبي القطاع بهدف مضاعفة الضغط على الحركة.
وأشارت المصادر إلى أن الكثافة النارية تدل على أن الاحتلال يسابق الزمن في عمليته العسكرية الحالية، إذ أن القصف لا يتوقف ويوقع عشرات الشهداء والجرحى. وتوقعت المصادر أسبوعين سيكونان الأعنف والأوسع منذ بدء الحرب على القطاع، قبل التوصل إلى وقف لإطلاق النار قبيل عيد الميلاد.
وأفادت مصادر “المدن”، بأن هناك دفعة قوية من مقاتلي “القسام” للتصدي للتوغل البري الإسرائيلي في أكثر من محور في شمال القطاع، وتحديداً بيت لاهيا وبيت حانون وغربي غزة وجحر الديك، بموازاة الاستعداد لسيناريوهات التوغل البري نحو خانيونس انطلاقا من المناطق الشرقية لها.
كما استهدفت المقاومة تجمعات لجيش الاحتلال شرقي خانيونس. واعتبرت المصادر أن الدفعة القوية للمقاومة في مواجهة التوغل نتاج استثمار كتائب القسام للهدنة على صعيد الاستعداد لاستئناف المعركة.
سيناريو التوغل
وبحسب إفادات ميدانية ل”المدن”، فإن منطقة خانيونس واسعة جداً، وتُعدّ مناطقها الشرقية بمثابة مساحات زراعية، وهو أمر جعل جيش الاحتلال يركز نيرانه الكثيفة على تمشيط هذه المناطق عبر القصف الجوي والمدفعي.
ورصدت “المدن” تباينا في التقديرات المتعلقة بالسيناريو الحقيقي الذي ينوي الجيش الإسرائيلي تنفيذه بخصوص خانيونس، فبعضها رأى أنه جدي في تطويق المحافظة توطئة لتنفيذ عمليات داخلها، وآخرون قدروا أن هدفه السيطرة على الشريط الشرقي للمدينة بواقع كيلومتر ونصف الكيلو بشكل مبدئي.
ويُلاحظ أن تحذيرات الاحتلال للسكان ومطالبتهم بالنزوح تتركز حالياً على المناطق الشرقية لخانيونس، وتحديداً بني سهيلا وخزاعة وعبسان والقرارة، ما يؤشر إلى أن التوغل سيكون من جهة الشرق.
وفي حين يتحدث الاحتلال عن انتقاله لمرحلة فصل وسط القطاع عن جنوبه، فإنه من الناحية العملية سيتمكن من ذلك في حال دخل منطقة القرارة الواقعة جنوبي المنطقة الوسطى وشمال خانيونس، وحينها سيقطع المنطقة الوسطى عن خانيونس.
أما إذا دخلت القوات الإسرائيلية عن طريق منطقة خزاعة ومعن، فإنها ستفصل خانيونس عن رفح مع الإبقاء على الاتصال بين منطقتي الوُسطى وخانيونس. لكن ثمة توقعات بأن التوغل سيكون من ناحية القرارة؛ لأنها تُعتبر “منطقة رخوة” من الناحية العسكرية، نظراً لعدد سكانها القليل، كما يغلب عليها الطابع الزراعي.
خطة خانيونس الإسرائيلية
من خلال متابعة القراءات العسكرية والإعلامية الإسرائيلية في الساعات الأخيرة، رصدت “المدن” تسريبات بشأن خطة الجيش الإسرائيلي، وما تُعرف ب”الساعة الرملية” الخاصة بمجمل الحرب على القطاع، إذ وضعت أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع من العمل للقضاء على قوة حماس العسكرية في خانيونس، بادعاء أن قوتها المركزية تقع في هذه المنطقة من القطاع.
ثم تنتقل الخطة إلى تطويق خانيونس، وبعدها الانتقال للعمل العسكري داخلها. وتليها ما تسميها مرحلة “التطهير” واصطياد كل مقاتلي القسام الذي يخرجون من الأنفاق إلى فوق الأرض. واللافت أنه بموجب الخطة العسكرية الإسرائيلية، سيتم تنفيذ مهام عسكرية في عموم قطاع غزة بشكل أو بآخر لمدة تصل إلى سنة أو سنة ونصف.
لكن هذه الخطة العسكرية ليست بالضرورة قابلة للتنفيذ بكل حذافيرها؛ لأن الساعة الرملية لنهاية الحرب مرتبطة بمستجدات الميدان والسياسة، وأيضاً الساعة الرملية الأميركية، كما أن الاحتلال يعتمد فيها على مبدأ التدحرج و”التجربة والخطأ”، وما يمكن أن يحققه على الأرض، كي ينتقل إلى المرحلة التالية.
ولم يُنكر ضباط أمن سابقون وحاليون في إسرائيل بأن خانيونس لها أهمية رمزية أيضا؛ ذلك أن عددا من قيادات حماس العسكرية والسياسية، بمن فيهم يحيى السنوار وشقيقه محمد، إضافة إلى محمد الضيف، يتحدرون من هذه المنطقة تحديداً. كما أنهم لم يفصلوا استهداف خانيونس في هذه المرحلة من الحرب عن سياق تكثيف الضغط على حماس حتى ترضخ للشروط الإسرائيلية.
في غضون ذلك، أكدت مصادر سياسية من “حماس” ل”المدن”، أن خروج نائب رئيس الحركة صالح العاروري ليعلن لأول مرة، عن عدم فتح المفاوضات الخاصة بالجنود الإسرائيليين الأسرى وفئة كبار السن من الرجال قبل وقف الحرب نهائياً، جاء بعد إيصال يحيى السنوار إجابة نهائية إلى إسرائيل عبر الوسطاء بشأن ذلك. وشددت المصادر على أن هذا ليس قراراً حمساوياً فقط، بل أن مزاج الشارع الغزي لا يريد هدناً لأيام، بل وقفاً كاملاً للحرب.