موضوعات وتقارير

تقرير لـ”المجلس الأطلسي”: كيف سيبدو الوضع في المرحلة المقبلة من حرب غزة

ترجمة رنا قرعة -لبنان24

يوم الجمعة، انتهت الهدنة الموقتة بين حماس وإسرائيل، والتي سمحت بتبادل أكثر من سبعين رهينة إسرائيلية بسجناء فلسطينيين، واستؤنفت الحرب.
وبحسب موقع “المجلس الأطلسي” الأميركي، “لم يكن استئناف الحرب مستبعداً أبداً، خاصة بعد أن تعهدت إسرائيل بمنع تكرار هجوم مماثل للهجوم الذي شنته حماس عليها في السابع من تشرين الأول. ولكي تتمكن إسرائيل من تحقيق هذه الغاية يتعين عليها أن تعمل على تدمير قدرة حماس على الحكم وقدراتها العسكرية. ولكن، كيف يبدو وضع الحرب في غزة بعيداً عن هذا الأمر؟”

وتابع الموقع، “في الأسابيع القليلة الأولى التي أعقبت الهجوم، أكملت إسرائيل عمليات التشكيل الحركي في شمال غزة والتي كانت مصممة لتقليل المخاطر على القوات البرية الإسرائيلية، لقد فعلت ذلك من خلال تدمير أكبر قدر ممكن من القدرات العسكرية والبنية التحتية لحماس من الجو. لاحقاً، قامت القوات الإسرائيلية بتوغل بري داخل غزة من الشمال وأنشأت خط تقدم جنوبيًا إلى جنوب مدينة غزة وشمال وادي غزة، مما أدى فعليًا إلى تقسيم قطاع غزة إلى قسمين: شمال وجنوب. ومن ثم تحركت قوات الدفاع الإسرائيلية جنوبًا إلى مدينة غزة من طريقين: من الشمال الشرقي والشمال الغربي للمدينة ومن الجنوب على طول البحر الأبيض المتوسط”.

وأضاف الموقع، “مع وجود السياج الحدودي إلى الشرق والقوات إلى الشمال والغرب والجنوب، قام الجيش الإسرائيلي بتطويق مدينة غزة والمنطقة الحضرية المحيطة بها. وبدأت قوات الجيش الإسرائيلي بإجراء عمليات بحث لتدمير القدرات العسكرية لحماس ومقاتليها داخل مدينة غزة. ومع ذلك، لم يتم بعد تفتيش جزء كبير من مدينة غزة، وشمال غزة ككل، بسبب تطبيق وقف مؤقت للقتال بوساطة قطرية، والذي تم التفاوض عليه لإعادة الرهائن الإسرائيليين من سجون حماس في مقابل إطلاق سراح سجناء فلسطينيين”.
وبحسب الموقع، “من الممكن أن يتم تجديد وقف القتال من أجل تبادل المزيد من الرهائن الإسرائيليين مع أسرى فلسطينيين، لكن ذلك سيكون مؤقتا فقط. ومن المرجح أن تستغرق الفترة المتبقية من العملية البرية في غزة عدة أشهر، على الرغم من أن الإطار الزمني الفعلي سيتم تحديده جزئياً بمدى المقاومة التي تظهرها حماس. ولم تقدم حماس ولا وزارة الصحة في غزة التي تديرها حماس إحصائيات حول عدد أعضاء الحركة الذين قتلوا، وبالتالي فإن قوة الجماعة غير واضحة. ويطالب البعض في المجتمع الدولي بوقف دائم لإطلاق النار في مقابل إطلاق سراح الرهائن المتبقين أو شروط أخرى، وهذا أمر غير محتمل وغير واقعي نظراً لما تواجهه إسرائيل سياسياً وعسكرياً. إن وقف إطلاق النار من شأنه أن يمنع إسرائيل من تحقيق هدفها المعلن المتمثل في تجريد حماس من السلاح ومنع أي هجوم آخر، حيث لا تزال حماس تتمتع بالقدرة الكافية لشن هجوم آخر إذا تُركت لوحدها”.
وأضاف الموقع، “باعتباره القائد الأعلى للقوات المسلحة الإسرائيلية، يتعين على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أن يضمن عدم وقوع هجوم من هذا النوع مرة أخرى أبدا. إن طبيعة هجوم السابع من تشرين الأول هي دليل على وجود مشكلة إيديولوجية، ولا يمكن قتل الإيديولوجية بالقنابل والرصاص، ولكن يمكن تجريد المنظمة من سلاحها، سواء من الرجال أو العتاد. وهذا مشابه للنهج المتبع في حملة مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) في سوريا والعراق”.

وبحسب الموقع، “في أعقاب انتهاء الهدنة المؤقتة، استأنفت إسرائيل عملياتها القتالية لاستكمال مهمة البحث والتدمير في شمال غزة المطلوبة لتجريد حماس من السلاح في تلك المنطقة. وحتى الآن، لم تبد حماس مقاومة كبيرة، ولكن من المحتمل أن تكون الحركة قد استخدمت هذا التوقف المؤقت لإعداد مواقع دفاعية في كل أنحاء غزة للقتال ضد القوات الإسرائيلية. وبمجرد “تطهير” شمال غزة، ستتحرك إسرائيل لبدء الحملة البرية في الجنوب، وستكون أهدافها هي نفس أهداف شمال غزة: تجريد حماس من السلاح. ستقوم القوات البرية الإسرائيلية بمهام بحث وتدمير تستهدف القدرات العسكرية لحماس في جنوب غزة، بما في ذلك مدينة خان يونس، حتى يتم تفتيش آخر مبنى ونفق. وفي الحقيقة، إن هذه الحملة ستكون مختلفة وأكثر صعوبة بسبب العدد الكبير من المدنيين الذين سيتواجدون في ساحة المعركة”.
وختم الموقع، “بمجرد اكتمال الحملة في الجنوب، سيكون لزاماً على إسرائيل، أو قوة أمنية بديلة تتألف من قوات من دول أخرى، توفير الأمن في غزة لتمكين أنشطة إعادة الإعمار وبناء الدولة. ولكن من السابق لأوانه معرفة كيف سيبدو الأمر. ومن المرجح أن تكون هذه هي المرحلة الأطول من العملية والتي ستكون محفوفة بمخاطر سياسية كبيرة”.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى