مفاجأة بايدن تنعش رام الله: السلطة تنتظر «الفرج» الأميركي
وبين الرؤية الإسرائيلية القائمة على القوّة العسكرية والإبادة والتهجير وفرض الأمر الواقع على الفلسطينيين وإسقاط أيّ حلول سياسية، وتلك الأميركية التي تأخذ في الاعتبار مصالحها في الإقليم، تبدو السلطة الفلسطينية في حالة انتظار، باتت هي أقرب إلى استراتيجية ثابتة لديها. فمنذ بدء العدوان على غزة، التزمت السلطة طويلاً الصمت على ما يجري، جنباً إلى جنب التزامها بما طلبته منها الولايات المتحدة بضبط الضفة الغربية وعدم السماح بأيّ تصعيد، بل إن شبكة «سي إن إن» الأميركية نقلت عن مصدر مسؤول في السلطة، رغبته في القضاء على «حماس» في غزة. وفي موازاة نجاحها – إلى حدّ كبير – في الحفاظ على الهدوء في الضفة، على رغم التصعيد الإسرائيلي الخطير، وعمليات الاقتحام والقتل اليومية، والحسم من أموال المقاصة، بدأت السلطة مواكبة البحث الأميركي عن إمكانية لعبها دوراً ما في غزة بعد الحرب.
وعلى رغم تصريحات نتنياهو ضدّ السلطة، ورفْضه عودتها إلى غزة، ومعارضته إقامةَ دولة فلسطينية، واستعداده لمحاربة الأجهزة الأمنية، لم تُقدِم السلطة على أيّ خطوة؛ فهي من جانب ستبقى ملتزمة بما تعهّدت به للإدارة الأميركية من الناحية الأمنية، في انتظار ما ستسفر عنه ديبلوماسية واشنطن، وهو ما اتّضح في تغريدة لأمين سر اللجنة التنفيذية لـ»منظمة التحرير»، حسين الشيخ، قال فيها إن «تصريحات الرئيس الأميركي بايدن يجب أن تتحوّل إلى أفعال، بدءاً من الدعوة إلى وقف فوري لإطلاق النار، وطرْح خطّة سياسية شاملة تستند إلى الشرعية الدولية والقانون الدولي، وإنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلّة»، فيما اكتفى الناطق باسم الرئاسة، نبيل أبو ردينة، بتحليل تهديدات نتنياهو للسلطة واستعداده لقتال الأجهزة الأمنية، مطالباً الإدارة الأميركية بتحمّل مسؤولياتها، وإلزام سلطات الاحتلال الإسرائيلي بوقف جرائمها المتصاعدة ضدّ الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، والضفة الغربية، بما فيها القدس، لأنها الجهة الوحيدة القادرة على وقف العدوان.