أعرف عدوك
«ملحمة الشجاعية»: مقتل 10 عسكريين من لواء جولاني بينهم قائد الفرقة 13 وفد أمني أميركي رفيع في تل أبيب اليوم.. «وحماس» تفتح باب التفاوض حول مرحلة ما بعد الحرب

فلسطينيان يسعفان جريحا بحالة خطرة من بين أنقاض مبنى في غزة
حجم الخط
تكبّد جيش الاحتلال الإسرائيلي أمس خسائر كبيرة في صفوف قواته بعد سقوط 10 من جنوده من لواء جولاني للنخبة بينهم ضباط بكمين معقد في “ملحمة الشجاعية” في حي الشجاعية شرق غزة ما أثار صدمة كبرى لدى الرأي العام الإسرائيلي وداخل “مجلس الحرب” الذي يقوده بنيامين نتنياهو في وقت تواجه فيه حكومته عزلة دبلوماسية متزايدة مع ارتفاع عدد الضحايا الفلسطينيين وتفاقم الكارثة الإنسانية في القطاع.
وتأتي هذه التطورات بعد يوم من تصويت الجمعية العامة للأمم المتحدة بأغلبية ساحقة، على قرار يطالب بـ”وقف فوري لإطلاق النار” في غزة لأسباب إنسانية، وهو ما تحدته الحكومة الإسرائيلية مؤكدة استمرار الحرب.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي أثناء زيارة لمعسكر قوات المدرعات بالمنطقة الجنوبية إن حكومته ستواصل الحرب على غزة ولن توقفها الضغوط الدولية.
كما أكد وزير الخارجية الإسرائيلي ايلي كوهين أن حرب غزة ستتواصل “مع أو بدون الدعم الدولي” .
وكانت صحيفة هآرتس الإسرائيلية قد ذكرت أن هناك قلقا إسرائيليا من طرح مستشار الأمن القومي الأميركي موعدا نهائيا لإنهاء العملية العسكرية خلال زيارته إلى تل أبيب اليوم.
فقد أعلنت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض، أدريان واتسون، أن مستشار الأمن القومي، جيك سوليفان، يعتزم السفر إلى إسرائيل، الخميس (اليوم) والجمعة، للقاء نتنياهو، وحكومة الحرب الإسرائيلية، والرئيس الإسرائيلي يتسحاق هرتسوغ، لمناقشة آخر التطورات.
وفي وقت لاحق قال مسؤولان أميركيان إن سوليفان اجتمع أمس مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في المملكة لبحث الصراع في غزة وقضايا إقليمية أخرى.
وذكر أحد المسؤولين أن سوليفان الذي سيزور إسرائيل اليوم بحث مع السعوديين “زيادة الجهود الدبلوماسية للحفاظ على الاستقرار في أنحاء المنطقة ومنع توسع الصراع بين إسرائيل وحماس”.
وكان الرئيس الأميركي جو بايدن أعلن في وقت سابق في مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إن “سوليفان سيؤكد على التزام الولايات المتحدة تجاه إسرائيل، وكذلك الحاجة إلى حماية أرواح المدنيين في غزة”. وأضاف أن “وزير الدفاع لويد أوستن سيسافر أيضاً إلى المنطقة”.
من جهته وصف رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي ما جرى في الشجاعية بأنه “حدث صعب” مشيرا إلى أن لواء غولاني لا يزال يخوض “قتالا شرسا” في حي الشجاعية.
وقال عضو مجلس الحرب الإسرائيلي بيني غانتس إن “حرب البقاء الثانية” التي يخوضها جيشهم في غزة تكبد إسرائيل ثمنا باهظا ومؤلما وصعبا.
في المقابل قال زعيم المعارضة في إسرائيل يائير لبيد إن نتنياهو “يعمل على الكذب والتحريض وخلق الكراهية، في حين يُقتل جنودنا كل يوم وسط حرب مريرة”، مضيفا أن نتنياهو “لم يتعلم شيئا منذ 7 تشرين الأول الماضي، ولا يمكن له الاستمرار في قيادة البلاد”
وفيما تستمر المعارك الضارية بين جيش الاحتلال والمقاومة الفلسطينية أعلنت إسرائيل أمس أن عشرة من جنودها قُتلوا في الساعات الأربع والعشرين الماضية من من بينهم قادة كبار: قائد لواء غولاني العقيد يتسحاق بن باشيت، وقائد الكتيبة 13 في غولاني المقدم تومر غرينبرغ، والرائد روي ملداسي، وقائد سرية في الكتيبة 51 الرائد موشيه أبراهام بار أون، والجندي في الكتيبة 51 الرقيب عيران ألوني، والرائد روم هيشت، والرائد بن شيلي، وقائد فصيلة في الكتيبة 51 غولاني النقيب ليل حيو، والرقيب أهيا داسكال.
وهي أكبر خسائر في صفوف القوات الإسرائيلية في يوم واحد منذ مقتل 15 في 31 تشرين الأول.
وذكر الجيش الإسرائيلي أن أغلب القتلى سقطوا في حي الشجاعية بمدينة غزة شمال القطاع حيث نصب كمين للقوات وهي تحاول إنقاذ مجموعة أخرى من الجنود الذين هاجموا مقاتلين في أحد المباني.
من جهتها قالت حماس “إعلان جيش الاحتلال الصهيوني عن مقتل عشرة أغلبهم من الضباط ليل الثلاثاء في الشجاعية شرق غزة، وتزايد أعداد قتلاهم في مختلف محاور القتال، يؤكد حجم الخسارة والفشل لقادة الكيان وجيشه في مواجهة بأس المقاومة وكتائب القسام الذين يوفون بوعدهم بجعل غزة مقبرة للغزاة”.
وتابعت الحركة في بيان “نقول للصهاينة بأن قيادتكم الفاشلة لا تلقي أي اعتبار لحياة جنودكم الذين يقتلون ويصابون يوميا بالعشرات، ولا خيار لكم سوى الانسحاب من غزة، فكلما زادت مدة تواجدكم فيها كلما زادت فاتورة قتلاكم وخسائركم، وستخرجون منها تجرون ذيل الخيبة والخسران بإذن الله”.
وفيما حاول المتحدث باسم جيش الاحتلال تبرير ارتفاع عدد الجنود القتلى والجرحى في غزة، نقلت “وول ستريت جورنال” عن عسكريين إسرائيليين قولهم إن “إستراتيجية المعركة التي نخوضها في غزة ليست الأفضل”. وأشارت الصحيفة إلى وجود انتقادات متزايدة في صفوف الجيش الإسرائيلي مفادها “أن القتال لا يسير على ما يرام”.
لكن نتنياهو دعا أحد قادة الفرق العسكرية الموجودة في قطاع غزة إلى القتال حتى آخر جندي “لتدمير حماس”.
جاء ذلك خلال اتصال أجراه مع قائد اللواء المدرع 460 العقيد دفير إدري (موجود في غزة) خلال زيارته لمقر اللواء، وفق بيان لمكتب نتنياهو.
وقال “أريدكم أن تستمروا حتى آخر جندي، سنواصل حتى النهاية، حتى النصر، حتى تدمير حماس، يجب ألا يكون هناك شك في ذلك”.
وتوجه نتنياهو برسالة إلى قادة الجيش قال فيها “أريد أن أعرب عن التقدير للجهد القتالي الذي تقومون به وللتضحية والبطولة والنجاح”، على حد تعبيره.
من جهة أخرى ذكرت القناة الـ13 الإسرائيلية أنه توجد خلافات في مجلس الحرب بشأن صفقة تبادل جديدة مع حماس.
وقالت القناة إن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت ورئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو يعتقدان أنه يجب انتظار أي إشارة من حماس بأنها معنية بصفقة تبادل، وهو ما لم يحصل.
وأشارت إلى أن عضو مجلس الحرب الإسرائيلي بيني غانتس يعتقد أنه يتحتم على إسرائيل إيجاد فرصة لتحريك عملية المفاوضات من جديد.
في المقابل أعلن رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، أن الحركة منفتحة على أي أفكار أو مبادرات لوقف الحرب، مشددا على أن أي ترتيبات حول مستقبل غزة من دون حماس لن تنجح.
ورحّب هنية في كلمة متلفزة، بقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن وقف إطلاق النار، وبجهود المملكة العربية السعودية واللجنة الوزارية العربية الإسلامية لإنهاء الحرب.
كما أضاف مناشداً الدول العربية لاستخدام كل الخيارات لوقف الحرب الإسرائيلية على القطاع المحاصر.
ورأى أن ترتيب البيت الفلسطيني يتبعه مسار سياسي يضمن حق الفلسطينيين في دولتهم المستقلة.
ومع دخول الحرب الإسرائيلية الهمجية شهرها الثالث، أعلنت وزارة الصحة التابعة لحماس في غزة ارتفاع حصيلة الشهداء إلى أكثر من 18600 من الفلسطينيين، غالبيتهم من النساء والأطفال.
وقال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة (أوتشا) إن العديد من الأشخاص في ما زالوا في عداد المفقودين تحت الأنقاض.
ومساء الثلاثاء الأربعاء، تبنت الجمعية العامة للأمم المتحدة بأغلبية 153 صوتا من أصل 193 قرارا غير ملزم يدعو إلى “وقف إطلاق نار إنساني فوري” في غزة حيث تسببت الحرب في إغراق مئات الآلاف من الفلسطينيين في وضع إنساني يائس.
ورغم التصويت، تواصل القصف الجوي والقتال البري طوال الليل في أنحاء قطاع غزة، خصوصا في خان يونس ورفح في الجنوب وفي مدينة غزة في الشمال، وفق ما أفاد مراسلون في وكالة فرانس برس.
وأيدت ثلاثة أرباع الدول الأعضاء، وعددها 193، القرار ولم تنضم سوى ثماني دول للولايات المتحدة وإسرائيل في رفضه.
وقبل صدور القرار، قال بايدن إن إسرائيل تحظى الآن بدعم “معظم دول العالم” بما في ذلك الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي في حربها ضد حركة حماس.
وأضاف خلال فعالية لجمع تبرعات في واشنطن “لكنهم بدأوا يفقدون هذا الدعم بسبب القصف العشوائي الذي يحدث”.
وبينما وصف السفير الفلسطيني في الأمم المتحدة رياض منصور القرار بأنّه “يوم تاريخي” رحبت به الرئاسة الفلسطينية، وحثت الدول التي صوتت لصالح القرار على إلزام إسرائيل بتنفيذه.
في الضفة ولليوم الثاني على التوالي واصل جيش الاحتلال الإسرائيلي عملية عسكرية واسعة على مدينة جنين ومخيمها.
وقال شهود عيان إن الآليات الإسرائيلية تعزز وجودها في المزيد من أحياء المدينة ومخيم جنين، وتدخل إلى المنازل وتفتشها في حين أفاد شاهد عيان بأن عدد المنازل التي طالها القصف تجاوز 15 منزلاً.
وأضاف الشهود أن هناك عمليات اعتقال جماعية تتم في المدينة، وسط توقعات بأن عدد المعتقلين تجاوز 150 شخصا، تم الإفراج عن جزء منهم في وقت لاحق بعد تحقيق ميداني معهم.
إلى ذلك أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية على تيليغرام استشهاد شاب برصاص القوات الإسرائيلية في جنين أمس ما يرفع عدد الشهداء منذ أمس إلى ثمانية.
في جبهة أخرى قال مسؤول دفاعي أميركي طلب عدم نشر اسمه إن المدمرة البحرية الأميركية ماسون أسقطت أمس طائرة مسيرة أطلقها الحوثيون من اليمن كانت قادمة باتجاهها بينما كانت تتحرى تقارير بشأن هجوم على سفينة تجارية.
وذكر المسؤول أن الحوثيين هاجموا السفينة التجارية أردمور إنكاونتر بزوارق ثم أطلقوا صاروخين لم يصيبا السفينة. وقال المسؤول الأميركي إن السفينة لم تبلغ عن أي أضرار أو إصابات وواصلت مسارها.
(الوكالات)