طوباس مدينة فلسطينيّة… هكذا دخلت على خطّ مقاومة إسرائيل
ورغم فظاعتها لم تكن تلك الاقتحامات الأولى والوحيدة لاسرائيل في طوباس، بل أصبحت المدينة تعيشها بشكل شبه يومي مع ادعاء تل ابيب ملاحقة “مطاردين” أقضوا مضاجعه وأثخنوا ضرباتهم ضد جنوده والمستوطنين.
وكغيرها من مدن شمال الضفة الغربية، خطَّت طوباس باكراً طريقاً على خارطة النضال الفلسطيني، الذي اتسعت رقعته خلال العامين الأخيرين، وشكلت أحد أهم حالات المقاومة الفاعلة، عبر ما بات يعرف بالكتائب والمجموعات.
وما لبثت أن أعلنت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي إطلاقها “كتيبة طوباس” منتصف تموز من العام الماضي، حتى انخرطت فصائل المقاومة، وخاصة كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية “حماس”، في التوجه ذاته، وشرعت باستهداف اسرائيل.
ولم تبق هذه “المدينة الهادئة” كما يصفها أهلها، على هدوئها، بل واجهت الجيش الاسرائيلي، واشتبكت معه ونجحت في إفشال مهماته باعتقال مطلوبين له.
وألقت طوباس بظلال مقاومتها على محيطها من القرى والمخيمات، فتشكلت في بلدات عقابا وطمون ومخيم الفارعة مجموعات مقاتلة بمسميات مختلفة وهدف مشترك: مقاومة الاحتلال ولجم اعتداءاته.
وقبل ذلك انتفض مقاومو طوباس خارج حدود مدينتهم، فاستشهد أحمد عاطف دراغمة في نابلس خلال تصديه لاقتحام المستوطنين لقبر يوسف بالمدينة، ولحق به أحمد أبو صلاح في مدينة جنين.
وعن حالة المقاومة في طوباس، يقول الناشط الاجتماعي في المدينة عمر عينبوسي إنها ذات إرث تاريخي وليست وليدة أحداث اليوم، وقد شكلت أحد أعمدة الثورة الفلسطينية عام 1965 وأشعلت شرارة وقودها الدائم.
وبحكم موقعها الحدودي ووصفها “بوابة الفدائيين الشرقية مع الأردن وفلسطين المحتلة عام 1948″ مهَّدت للثوار طريقهم للعبور أفراداً وجماعات، ولتهريب الذخيرة وسلاح المقاومة.
وامتداداً للحالة العامة للمقاومة بالضفة، تجلت مقاومة طوباس، وشكلت خلاياها المسلحة لمواجهة الجيش الاسرائيلي الذي سارع وبكل قوته للتخلص منها، بفعل تأثيرها على المستوطنات والنقاط العسكرية الكثيرة والقريبة.