مخاوف من فشل الوساطات الغربية والإحتلال يستبيح كامل جنوب الليطاني
فيما يتوقع ان تنكفئ كل “الحراكات” الداخلية والخارجية المتصلة بالازمة الرئاسية الى ما بعد نهاية السنة الحالية بما يفرغ المشهد السياسي تماما من أي تطورات بارزة حتى مطلع السنة الجديدة المقبلة ، عاد الوضع الميداني عند الحدود اللبنانية الجنوبية مع إسرائيل يرسم معالم القلق والتوجس الى مستويات عالية للغاية. اذ انه في ظل المجريات التصعيدية التي شهدتها الجبهة في الأيام الأخيرة طرحت علامات شكوك متعاظمة في نيات القيادة السياسية الإسرائيلية المتمثلة خصوصا بحكومة نتنياهو حيال الوضع الميداني في “الشمال” أي عند الجبهة مع لبنان وسط التقارير التي لا تزال تورد معلومات ومعطيات عن وضع خطط إسرائيلية للقيام بحرب لابعاد حرب الله الى شمال الليطاني .
وبحسب” اللواء” فقد وسعت قوات الاحتلال من دائرة تحركاتها المعادية الى مسافة لا تقل عن 45 كلم، وهي المنطقة التي تطل على تخوم نهر الليطاني لجهة جنوب النهر.
وكتبت” النهار” : لعل اللافت في التطورات التي حصلت في الأيام الثلاثة الأخيرة انها شكلت تصعيدا عنيفا في وقت تكثفت فيه المساعي والجهود الديبلوماسية في محاولات تبريدية للجبهة الجنوبية بما يحول دون تعاظم خطر انتقال الحرب الواسعة الى لبنان . واستوقف عدد من المراقبين ان التصعيد حصل مواكبا الزيارات الأميركية لإسرائيل كما التحرك المكوكي لوزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا بين إسرائيل ولبنان الامر الذي يستدل منه ان الديبلوماسية الساخنة الحيوية لم تفلح بعد في نزع فتيل خطر انزلاق لبنان ، وبالأحرى توريطه ، نحو مواجهة شاملة بين إسرائيل و”حزب الله” . واتسم العنف الميداني امس في الجنوب بدلالات خطيرة كان من ابرز معالمها تكثيف الغارات الإسرائيلية فيما سجل تطور بارز من جهة “حزب الله” تمثل بادخاله صواريخ ارض – جو الى المواجهة .
ولفت المراقبون الى ان ثمة اختبارا دقيقا سيضع الوضع على الجبهة الجنوبية امام محك مهم وهو العمل الجاري بقوة لاحلال هدنة بين عيدي الميلاد ورأس السنة في غزة ، وهي هدنة يفترض ان تنسحب على الجنوب اللبناني اسوة بما حصل لدى اعلان الهدنة السابقة في غزة . فاذا ظلت المواجهات مستمرة في الجنوب رغم الهدنة سيشكل ذلك مؤشرا مثيرا للقلق لجهة تبلور حسابات حربية مختلفة حيال الجبهة اللبنانية سعيا الى فصل الربط القائم بين الجبهتين .
وكتبت”نداء الوطن”: أبلغت مصادر ديبلوماسية الى «نداء الوطن» أنّ هناك «تبايناً أميركياً إسرائيلياً واضحاً، فالأميركي يقترح وقفاً لإطلاق النار على الحدود الجنوبية، ثم الضغط لتنفيذ القرار 1701، بالتوازي مع إطلاق مفاوضات ترسيم الحدود البرية. فيما يصرّ الإسرائيلي على إدخال تعديلات على القرار تنقله إلى الفصل السابع، ما يعطي الإسرائيلي ضمانة أميركية بسيادة الهدوء على طول الجبهة الجنوبية طيلة التفاوض على الحدود».
وأوضحت المصادر أنّ إيران التي «استفادت اقتصادياً وسياسياً إلى الحد الأقصى، بسبب الحرب في غزة، وعلى الحدود اللبنانية، وصولاً إلى اليمن، ليست في وارد التورط أو الدخول في حرب، حتى لو أشعل نتنياهو جبهة لبنان». وقالت: «كل تركيز إيران، كان ولا يزال على حماية ««حزب الله»، وهي تعتبر أنّ الكلفة التي دفعها الحزب، خصوصاً على المستوى البشري عالية جداً في معركة تعاطى مع نتائجها ولم يكن شريكاً في أسبابها».
وكتبت” البناء”: أنّ استخدام حزب الله لسلاح جديد هو سلاح الجو ضد طائرات الإحتلال الحربية، يؤشر الى أنّ الحزب يرفع السقف ما يعني أننا سننتقل إلى مرحلة جديدة مليئة بالأوراق والمفاجأت التي ستظهر بشكل تدريجي»، وأوضحوا أن لدى المقاومة قدرات كبيرة في سلاح الدفاع الجوي، لكن لم تكشف عنها في السابق وتركتها لمفاجأة العدو في الوقت المناسب، لكن بعد أن لاحظت المقاومة تمادي العدو باستخدام طائراته الحربية لقصف المنازل والمدنيين في القرى الجنوبية وسقوط شهداء مدنيين، قررت فتح المواجهة الجوية، لردع الطائرات الحربية»، وتوقع الخبراء أن يخفض جيش الإحتلال طلعاته وحركته الجوية باتجاه الأجواء الإقليمية اللبنانية تحسباً من أن يكون لدى المقاومة صواريخ لإسقاط الطائرات الحربية، لذلك قد يعمل العدو الى استهداف القرى الجنوبية من الأجواء الفلسطينية وليس من الأجواء اللبنانية».
وعلمت «البناء» أنّ إتصالات مكثفة على الخطوط الدولية – الإقليمية – اللبنانية، لمنع الإنزلاق الى حرب واسعة بين حزب الله وجيش الإحتلال، وقد أجرت قيادة قوات اليونيفيل سلسلة اتصالات بالمسؤولين الذين تلقوا اتصالات ورسائل جديدة على هذا الصعيد. وكرر المسؤولون والحكومة في لبنان موقفهم بأن لبنان ملتزم بالقرار 1701 وإسرائيل خرقته آلاف المرات منذ الـ2006 حتى الآن ولم تمتثل للقرارات الدولية ولا لمناشدات قوات اليونيفيل، وكيف يطلب من حزب الله ولبنان تطبيق القرار في ظلّ العدوان الإسرائيلي الكبير على غزة الذي يصيب بتداعياته المنطقة برمتها، فضلاً عن الاعتداءات اليومية على لبنان، واستمرار العدو باحتلال أراضٍ لبنانية لا سيما مزارع شبعا وتلال كفرشوبا وقرية الغجر. وجددت الحكومة تأكيدها بأنها تسعى جاهدة لضبط الوضع وتطبيق القرار 1701 لكن لا يمكن تطبيق ما تطلبه إسرائيل بإبعاد حزب الله عن الحدود، فمن المستحيل إبعاد حزب هو جزء لا يتجزأ من بيئة شعبية جنوبية ووطنية حاضنة للمقاومة».