اخبار فلسطين
المناورات الإسرائيلية حول الهدنة تصطدم بالموافقة أولا على وقف النار «الفيتو» الأميركي فوق مجلس الأمن وتهديد حوثي لمصالح أميركا و20 ألف شهيد في غزة
بينما تتوالى التأكيدات من واشنطن وتل أبيب على تعميق المباحثات بشأن هدنة جديدة في غزة تتضمن صفقة تبادل بين حماس وإسرائيل تصطدم بمطلب المقاومة وقف كامل لاطلاق النار، فشل مجلس الأمن الدولي مرة جديدة من التصويت على مشروع قرار عربي إماراتي لتوسيع وصول المساعدات الإنسانية إلى القطاع المحاصر خوفا من “الفيتو” الأميركي الذي يقف حتى الآن كالسيف فوق رأس مجلس الأمن من أجل استمرار العدوان الإسرائيلي على غزة.
وقال دبلوماسي في الأمم المتحدة مطلعاً على المفاوضات لرويترز: “المفاوضات مستمرة وتحتاج إلى مزيد من الوقت. التصويت المتعجل لا يبدو أنه سينتهي بشكل جيد”، في إشارة إلى احتمال استخدام الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) على مشروع القرار.
وفي اليوم الـ75 من الحرب الوحشية على قطاع غزة، استشهد عشرات الفلسطينيين في قصف قوات الاحتلال لمناطق عدة، في حين واصلت المقاومة الباسلة استهداف جنود وآليات الاحتلال الذي أقرّ بمقتل ضابطين.
وقد ارتفع عدد الشهداء في غزة إلى 19 ألفا و667، في حين بلغ عدد الجرحى 52 ألفا و586، حسب آخر إحصاءات وزارة الصحة في القطاع.
من جهة أخرى قال البيت الأبيض أمس إن المناقشات بشأن هدنة إنسانية في غزة وإطلاق سراح محتجزين “جادة للغاية”، مضيفاً أنه أصبح بالإمكان وصول المساعدات الإنسانية إلى القطاع من الأردن.
وكان الرئيس الأميركي جو بايدن، اقال في وقت سابق إنه لا يتوقع التوصل قريباً إلى اتفاق بين إسرائيل وحركة «حماس» لإطلاق سراح الرهائن المحتجزين في غزة،
لكن المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض، جون كيربي أكد أن المحادثات الجارية بشأن هدنة جديدة حماس» «جادة للغاية». وأضاف «إنها نقاشات ومفاوضات جادة للغاية ونأمل أن تؤتي ثمارها»، موضحاً أن هذا الأمر «نعمل عليه منذ انتهاء فترة التوقف السابقة».
يأتي ذلك في الوقت الذي وصل فيه رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) إسماعيل هنية إلى القاهرة على رأس وفد من قيادات الحركة، لبحث وقف إطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى مع إسرائيل.
وفي وقت لاحق أفاد تلفزيون “فلسطين اليوم”، التابع لحركة الجهاد الفلسطينية، بأن وفداً من الحركة برئاسة أمينها العام زياد النخالة سيتوجه إلى العاصمة المصرية القاهرة مطلع الأسبوع المقبل.
من جهتها قالت هيئة البث الإسرائيلية إن تل أبيب اقترحت صفقة للإفراج عن الرهائن وإن حماس ترفض مناقشتها دون وقف إطلاق نار كامل.
وذكرت الهيئة أن الصفقة المقدمة تنص على تمديد أيام الهدنة والإفراج عن معتقلين “خطيرين”، وتتضمن إطلاق 30 إلى 40 رهينة مقابل إطلاق سراح أسرى فلسطينيين بارزين.
كما أشارت القناة 13 الإسرائيلية -نقلا عن مسؤولين- بأن الصفقة تشمل انسحابا جزئيا من بعض المناطق في غزة مع تهدئة من أسبوعين إلى شهر، فضلا عن تغيير بعض الترتيبات العسكرية بالقطاع.
وأضاف ذات المصدر بأن لا مشكلة لدى تل أبيب إن ربطت حماس التغيير العسكري الوارد بالصفقة واعتبرته إنجازا.
من جهته استبعد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، امس، أي وقف لإطلاق النار قبل أن تحقق إسرائيل “كل الأهداف”، التي وضعتها، وفي مقدمها “القضاء” على حركة حماس.
وقال في بيان “لن نتوقف عن القتال حتى نحقق كل الأهداف التي وضعناها لأنفسنا: القضاء على حماس والإفراج عن الأسرى لديها، ووضع حد للتهديد القادم من غزة”.
إلى ذلك قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إن الولايات المتحدة تعتقد أن إسرائيل ملزمة بالقضاء على التهديد الذي تشكله حماس مع تقليل الخسائر في صفوف المدنيين في غزة.
وقال بلينكن في مؤتمر صحفي “ما زلنا نعتقد أن إسرائيل ليست مضطرة للاختيار بين القضاء على تهديد حماس وتقليل الخسائر في صفوف المدنيين في غزة.
وأضاف “أن عليها (إسرائيل) التزاما بالقيام بالأمرين معا ولديها مصلحة استراتيجية في القيام بالأمرين معا”.
إلى ذلك نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قوله إن محاربة الإرهاب لا تعني تدمير كل شيء في غزة.
في التطورات على الأرض قال أبو عبيدة، المتحدث باسم كتائب عز الدين القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- إن مقاتلي القسام تمكنوا خلال الساعات الـ72 الماضية من تدمير 41 آلية عسكرية كليا أو جزئيا، وقتل 25 جنديا إسرائيليا في قطاع غزة، إضافة إلى إصابة العشرات من الجنود الإسرائيليين بجروح متفاوتة.
في المقابل أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي مهاجمة 300 هدف في قطاع غزة خلال الساعات الأربع وعشرين الماضية، مؤكداً سقوط عشرات المسلحين وتدمير بنى تحتية في تلك الهجمات.
وأضاف في بيان، إن القوات البرية هاجمت كذلك مقراً عسكرياً لحركة حماس في منطقة خان يونس. كما أعلن الاستيلاء على أسلحة وذخائر وعبوات ناسفة وقذائف هاون خلال عملياته، بحسب وصفه.
في جبهة البحر الأحمر قال زعيم جماعة الحوثي اليمنية إن جماعته ستطلق الصواريخ على السفن الحربية الأميركية إذا تدخلت واشنطن بشكل أكبر في شؤونها أو استهدفت اليمن.
وحذر عبد الملك الحوثي الدول الأخرى من المشاركة في عملية متعددة الجنسيات أطلقتها الولايات المتحدة الثلاثاء لحماية التجارة في البحر الأحمر بعد تصاعد هجمات الحوثيين على السفن.
وقال الحوثي في كلمة بثها التلفزيون “سنجعل البوارج الأميركية هدفا لصواريخنا ولا يمكن أن نخاف من التهديد”.
وأكد زعيم “أنصار الله” أن الحوثيين يستهدفون “بشكل حصري العدو الاسرائيلي… نستهدف السفن التي إما ملكيتها للإسرائيليين أو يملكون جزءًا منها أو تذهب إلى موانئ فلسطين المحتلة جالبة المؤن للعدو الصهيوني”.
واتهم الولايات المتحدة “بالسعي إلى عسكرة” البحر الأحمر، محذرًا الدول الأخرى من “التورط” معها.
من جهة أخرى قال رئيس الوزراء الماليزي أنور إبراهيم، الأربعاء، إن ماليزيا ستمنع شركة الشحن الإسرائيلية زيم من الرسو في موانئها.
وأضاف، في بيان، أن “هذا المنع رد على تصرفات إسرائيل التي تنتهك المبادئ الإنسانية الأساسية والقوانين الدولية” في إشارة إلى عمليتها العسكرية في غزة.
(الوكالات)