تحركات غربية لمنع اتساع شرارة حرب غزة لمناطق أخرى والأزمة تزداد تعقيدا والتصعيد العسكري يأخذ منحنيات أخطر داخل القطاع وتحذيرات من كوارث كبيرة مقبلة.. والهدنة بعيدة المنال
تحركات غربية لمنع اتساع شرارة حرب غزة لمناطق أخرى والأزمة تزداد تعقيدا والتصعيد العسكري يأخذ منحنيات أخطر داخل القطاع وتحذيرات من كوارث كبيرة مقبلة.. والهدنة بعيدة المنال
غزة- (رويترز) -طالب وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن ومسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل قادة الشرق الأوسط اليوم الأحد بمنع اتساع نطاق حرب غزة في أنحاء المنطقة.
7 يناير 2024
لكن الصراع المستمر منذ ثلاثة أشهر واستمرار إراقة الدماء يظهران الصعوبات التي تواجه هذه المساعي فيما تمضي إسرائيل قدما في هجومها على القطاع الفلسطيني.
ووصل بلينكن وبوريل إلى المنطقة في زيارتين منفصلتين لمحاولة وقف امتداد الحرب إلى لبنان والضفة الغربية وممرات الشحن في البحر الأحمر، حيث تعهد اليمنيون بمواصلة الهجمات حتى توقف إسرائيل هجومها في القطاع الفلسطيني.
وقال بلينكن خلال مؤتمر صحفي في الدوحة إنه سيبلغ المسؤولين الإسرائيليين عند زيارته إسرائيل هذا الأسبوع بضرورة بذل المزيد من الجهود لمنع سقوط قتلى ومصابين من المدنيين في غزة.
وأضاف أنه يجب السماح للمدنيين الفلسطينيين بالعودة إلى ديارهم ويجب عدم الضغط عليهم لمغادرة القطاع.
وقال رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني خلال المؤتمر الصحفي إن مقتل أحد قادة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في غارة بطائرة مسيرة إسرائيلية في بيروت الأسبوع الماضي أثر على قدرة الدوحة على التوسط بين الحركة الفلسطينية وإسرائيل.
وأضاف الشيخ محمد أن قطر ستواصل بذل المزيد من الجهود في هذا الصدد.
وكان بلينكن قد قال في مستهل جولته “نركز بشكل مكثف على منع اتساع نطاق هذا الصراع”. وزار بلينكن الأردن وقطر اليوم الأحد، وسوف يزور في وقت لاحق إسرائيل والضفة الغربية والإمارات والسعودية ومصر.
وذكر الديوان الملكي الهاشمي في بيان أن العاهل الأردني الملك عبد الله حث بلينكن على استغلال التأثير الأمريكي على إسرائيل للضغط باتجاه وقف فوري لإطلاق النار، محذرا من “التداعيات الكارثية” لاستمرار الحملة العسكرية الإسرائيلية.
ورغم القلق العالمي إزاء إراقة الدماء والدمار في غزة والضغوط الدولية من أجل وقف إطلاق النار، لا يزال الرأي العام في إسرائيل مؤيدا بقوة للعملية التي تقول إنها تستهدف القضاء على حركة حماس التي تحكم غزة.
ومع ذلك فإن هناك انخفاضا كبيرا في شعبية رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
وتعهد نتنياهو بمواصلة العمل الانتقامي.
وقال في مستهل الاجتماع الأسبوعي للحكومة اليوم الأحد “يجب ألا تتوقف الحرب قبل أن نحقق جميع الأهداف، القضاء على حماس، واستعادة جميع رهائننا وضمان أن قطاع غزة لم يعد يشكل تهديدا لإسرائيل… أقول هذا لأعدائنا وأصدقائنا على حد سواء”.
ويقول مسؤولون إسرائيليون إن هجوم حماس في السابع من أكتوبر تشرين الأول أسفر عن مقتل 1200 شخص واحتجاز 240 رهينة. ويعتقد أن أكثر من 100 رهينة ما زالوا محتجزين لدى الحركة.
وبالنسبة للإسرائيليين فإن اليوم الأكثر دموية في تاريخ إسرائيل وما تبعه من روايات عن فظائع ترك شعورا بأن بقاءها على المحك.
وقال مسؤولو الصحة الفلسطينيون اليوم الأحد إن الهجوم الإسرائيلي أدى إلى استشهاد 22835 فلسطينيا في غزة حتى الآن، وأضافوا أن 111 فلسطينيا على الأقل استشهدوا وأصيب 250 آخرون في الساعات الأربع والعشرين المنصرمة.
وقال مسؤولون في قطاع الصحة في غزة ونقابة الصحفيين هناك إن صحفيين فلسطينيين استشهدا في غارة جوية إسرائيلية استهدفت سيارة بالقرب من رفح في جنوب قطاع غزة اليوم الأحد.
والشهيدان هما الصحفيان المستقلان حمزة الدحدوح ومصطفى ثريا. والدحدوح نجل كبير مراسلي قناة الجزيرة في غزة وائل الدحدوح.
وفي حادث منفصل، قالت وزارة الصحة الفلسطينية إن طائرات مسيرة إسرائيلية فتحت النار على مبان تابعة لمستشفى شهداء الأقصى وسط قطاع غزة.
ولم ترد أنباء عن وقوع إصابات لكن المتحدث باسم الوزارة أشرف القدرة اتهم إسرائيل بمحاولة وقف العمل في المستشفى الذي يخدم مئات الآلاف من الفلسطينيين في وسط غزة حيث تركز هجوم بري وجوي إسرائيلي مكثف خلال الأسبوعين الماضيين.
وتنفي إسرائيل استهداف المدنيين وتقول إن مسلحي حماس يندسون عمدا بين المدنيين، وهو ما تنفيه الحركة.
وأدى القتال إلى نزوح معظم سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، وتدمير عدد كبير من المنازل والبنية التحتية المدنية في القطاع وسط نقص حاد في الغذاء والماء والدواء.
وقالت الفلسطينية أم محمد العرقان بينما تقف إلى جانب خيمة تعيش فيها “نأمل من بلينكن -يا رب، من رب العالمين- بلينكن يطَّلع لنا بعين الرحمة، ينهي الحرب، ينهي المأساة اللي احنا فيها، احنا شعب لازم نعيش حياة حرة كريمة”.
قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر في بيان إن بلينكن أكد خلال لقائه بالملك عبد الله في عمان “رفض الولايات المتحدة للنزوح القسري للفلسطينيين من الضفة الغربية وغزة، والحاجة الماسة لحماية المدنيين الفلسطينيين في الضفة الغربية من عنف المستوطنين المتطرفين”.
وقال مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأمريكية إن بلينكن سيبحث مع القادة القطريين خلال زيارته للدوحة الجهود الرامية إلى إطلاق سراح الرهائن الذين يُعتقد أن حماس لا تزال تحتجزهم بعد انهيار اتفاق سابق توسطت فيه قطر.
وأضاف المسؤول أن بلينكن سيستغل هذه الزيارات للضغط على الدول الإسلامية المترددة في المنطقة حتى تستعد للاضطلاع بدور في إعادة الإعمار والحكم والأمن في غزة بعد أن تحقق إسرائيل هدفها المتمثل في القضاء على حماس، إذا حققته.
وتصاعدت حدة الاشتباكات في مدينة خان يونس بجنوب غزة وكذلك في أحياء وسط القطاع الفلسطيني المكتظ بالسكان. وقال مسؤولو صحة في مستشفى ناصر اليوم الأحد إن غارات إسرائيلية على منازل في خان يونس أسفرت عن مقتل 50 شخصا.
وخارج قطاع غزة، اندلعت أعمال عنف جديدة في الضفة الغربية المحتلة. وقال الجيش الإسرائيلي إن طائرة إسرائيلية أطلقت النار على مسلحين فلسطينيين هاجموا جنودا في المنطقة، وذكر مسؤولو صحة فلسطينيون أن سبعة فلسطينيين قُتلوا في الغارة الجوية.
ووفقا لما أعلنه الجيش والشرطة، قُتلت مجندة في حرس الحدود الإسرائيلي وأُصيب آخرون عندما تعرضت سيارتهم لانفجار عبوة ناسفة خلال عمليات في مدينة جنين بالضفة الغربية.
وقالت أجهزة الطوارئ الإسرائيلية إن الشرطة قتلت طفلة فلسطينية في سيارة عند معبر بالضفة الغربية عندما فتحت النار على سيارة أخرى اشتبهت في أنها شنت هجوم دهس.
وشهدت الضفة الغربية بالفعل أعلى مستويات للعنف منذ عقود خلال الأشهر الثمانية عشر التي سبقت الحرب، لكن المواجهات تصاعدت بشكل حاد بعد اندلاعها. واستشهد مئات الفلسطينيين في اشتباكات مع الجنود والمستوطنين الإسرائيليين خلال الأسابيع الماضية.