الـ”Middle East Eye” تكشف: لا نتنياهو ولا حماس.. أيدي الغرب ملطخة بالدماء
ترجمة رنا قرعة -لبنان 24
في الصراع الدامي الحالي بين الفلسطينيين والإسرائيليين، لا يد حماس ولا يد حكومة بنيامين نتنياهو الإسرائيلية هي الملطخة بالدماء، وإنما يد الغرب، بحسب ما كتب موقع “Middle East Eye” البريطاني.
اضاف”نعم، نفذ المقاتلون الفلسطينيون هجومًا وحشيًا في نهاية الأسبوع على المستوطنات الإسرائيلية على أطراف قطاع غزة، لكن هذا الهجوم لم يأت من العدم، أو دون سابق إنذار، كما أنه لم يكن “غير مبرر”، كما تريد إسرائيل أن نعتقد. في الواقع، تعرف العواصم الغربية بالضبط إلى أي حد تم استفزاز الفلسطينيين في غزة، لأن تلك الحكومات نفسها كانت متواطئة لعقود من الزمن في دعم إسرائيل التي قامت بتطهير الفلسطينيين عرقياً من وطنهم وشردت السكان من أرضهم. على مدى الأعوام الستة عشر الماضية، لم يتراجع الدعم الغربي لإسرائيل، حتى مع قيام الأخيرة بتحويل القطاع الساحلي في غزة من أكبر سجن مفتوح في العالم إلى غرفة تعذيب مروعة، حيث يتم إجراء التجارب على الفلسطينيين”.
وتابع الموقع، “كما وقامت إسرائيل بتقنين طعامهم وقوتهم، وحرمانهم من أساسيات الحياة، ومنعهم من الوصول إلى مياه الشرب، ومُنعت مستشفياتهم من تلقي الإمدادات والمعدات الطبية. المشكلة ليست في أن الحكومات الغربية لم تكن على علم بما يجري، فقد تم إبلاغهم في الوقت الذي حدثت فيه هذه الجرائم التي ترتكبها إسرائيل، وذلك من خلال برقيات سرية من مسؤولي سفاراتها، ومن خلال تقارير لا نهاية لها من جماعات حقوق الإنسان توثق حكم الفصل العنصري الإسرائيلي على الفلسطينيين. ومع ذلك، لم يفعل الساسة الغربيون شيئا للتدخل أو لممارسة ضغوط ذات معنى. والأسوأ من ذلك أن هذه الحكومات كافأت إسرائيل بدعم عسكري ومالي ودبلوماسي لا نهاية له”.
“حيوانات بشرية”
وبحسب الموقع، “قرر وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت هذا الأسبوع تعميق الحصار على غزة من خلال وقف كل المواد الغذائية والكهرباء، وهي جريمة ضد الإنسانية. وقد أشار إلى السكان الفلسطينيين المحتجزين في القطاع، رجالاً ونساءً وأطفالاً، على أنهم “حيوانات بشرية”. إن التجرد من الإنسانية، كما أثبت التاريخ مرارا وتكرارا، هو مقدمة لاعتداءات وأهوال متزايدة. وكيف رد الغرب؟ من جانبه، أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن أن “حرباً طويلة” تنتظرنا بين إسرائيل وحماس. في الواقع، يبدو أن واشنطن تستمتع بالحروب الطويلة، والتي تثبت دائمًا أنها نعمة لصناعات الأسلحة لديها وصرف الانتباه عن المشاكل الداخلية. وبدأ المسؤولون بالفعل بإرسال الصواريخ والقنابل التي سيتم استخدامها مرة أخرى لقتل المدنيين الفلسطينيين من الجو، فضلاً عن الذخيرة للقوات الإسرائيلية لمهاجمة المجتمعات الفلسطينية خلال الغزو البري المقبل”.
وتابع الموقع، “وبطبيعة الحال، سوف يكون هناك وفرة من التمويل الإضافي لإسرائيل. وسيأتي هذا التمويل إلى جانب الـ4 مليارات دولار التي ترسلها واشنطن كل عام إلى الحكومة الإسرائيلية التي تضم فاشيين ومتطرفين عرقيين هدفهم الصريح هو ضم آخر الأجزاء المتبقية من الأراضي الفلسطينية، بمجرد أن يتمكنوا من الحصول على الضوء الأخضر من واشنطن”.
ورأى الموقع أن “الحقيقة هي أنه لم يكن من الممكن الوصول إلى هذه اللحظة الكارثية بدون انغماس القوى الغربية ودعمها وتوفير الغطاء الدبلوماسي لوحشية إسرائيل تجاه الشعب الفلسطيني، عقدًا بعد عقد. وبدون هذا الدعم غير المحدود، وبدون وسائل الإعلام الغربية المتواطئة التي ترى في سرقة الأراضي من قبل المستوطنين والقمع الذي يمارسه الجنود على أنها نوع من “الأزمة الإنسانية”، لم يكن بإمكان إسرائيل أبداً أن تفلت من جرائمها. في الواقع، كان من الممكن أن تضطر إلى التوصل إلى تسوية مناسبة مع الفلسطينيين، وليس اتفاقيات أوسلو الزائفة التي كان المقصود منها فقط توريط القيادة الفلسطينية “الصالحة” ودفعها إلى التواطؤ في إخضاع شعبها”.
وتابع الموقع، “كانت إسرائيل ستضطر أيضاً إلى التطبيع الحقيقي مع جيرانها العرب، وليس إرغامهم على قبول السلام الأميركي في الشرق الأوسط. عوضاً عن ذلك، أصبحت إسرائيل حرة في تنفيذ سياسة التصعيد بلا هوادة، والتي روجت لها وسائل الإعلام الغربية، إلى أن يحاول الفلسطينيون الرد على جلاديهم. وعندها فقط يتم استخدام مصطلح “التصعيد”، فالفلسطينيون دائمًا هم من “يصعدون التوترات”. ومن المتوقع أن يعاني الفلسطينيون في صمت، لأنهم عندما يثيرون، فإنهم يخاطرون بتذكير الجماهير الغربية بمدى زيفها، وكيف أن مناشدات القادة الغربيين “للنظام القائم على القواعد” تخدم مصالحهم الذاتية”.
وختم الموقع، “يتوقع السياسيون ووسائل الإعلام الغربية أن يبقى الفلسطينيون في غزة في غرفة التعذيب وأن يعانوا في صمت حتى لا تضطرب ضمائر الغرب. لا بد من قول الحقيقة، إن سكان غزة يتجهون ببطء وهدوء نحو الإبادة، ومن يمول ويغذي هذا الأمر هم الولايات المتحدة والغرب. هم من أيديهم ملطخة بالدماء”.