شؤون عسكرية
التهديدات الجوية الحديثة

الأخبار
- وزارة الدفاع تنظم إحاطة إعلانية عن معرض دبي للطيران 2023 بمشاركة السفراء والملحقين العسكريين
- نائب رئيس أركان القوات المسلحة يحضر التفعيل التجريبي لنظام الجاهزية الطبية
- وزارة الدفاع تحصد المركزي الأول والثاني خلال مشاركتها في بطولات AJP TOUR 2023
- الوكيل المساعد لإسناد والصناعات الدفاعية يزور معرض ومؤتمر أبوظبي الدولي للبترول أديبك 2023
- قائد سلاح الخدمات الطبية بوزارة الدفاع يفتتح الدورة الثالثة للمؤتمر الدولي للتخدير والعناية المركزة الطارئة
- اللجنة العليا المنظمة لمعرضي يومكس وسيمتكس والمؤتمر المصاحب لهما تبدأ اجتماعاتها التحضيرية للنسخة السادسة
- رئيس أركان القوات المسلحة يستقبل عضو لجنة الخدمات المسلحة بمجلس الشيوخ الأمريكي
- الوكيل المساعد للإسناد والصناعات الدفاعية يزور معرض ومؤتمر أبوظبي الدولي للبترول (أديبك 2023)
- نائب رئيس الأركان يحضر احتفال كلية القيادة والأركان المشتركة بمناسبة يوم المعلم العالمي
- قائد الإسناد المشترك يفتتح المختبر المرجعي التشخيصي للبيولوجيا الجزيئية
- رئيس أركان القوات المسلحة يستقبل رئيس هيئة الأركان البحرية الملكية البريطانية
- وزارة الدفاع تحصد المركز الأول في الترتيب الفردي ضمن بطولة كأس العالم للقفز المظلي 2023 في جمهورية سويسرا الإتحادية
- وزارة الدفاع تشارك في البطولة العالمية للخماسي الحديث
- انطلاق التمرين العسكري المشترك السيف القاطع بين القوات البرية الإماراتية وجمهورية تشاد
- قائد القوات الجوية والدفاع الجوي يزور سلطنة عمان الشقيقة
- وزارة الدفاع تحتفل بتخريج دورة جديدة من ضباط الصف
- الوكيل المساعد للسياسات والاتصال الدفاعي يستقبل سفير جمهورية الهند لدى الدولة
- القوات البرية تشارك في التدريب الجبلي BAM في جمهورية فرنسا
- الوكيل المساعد للسياسات والاتصال الدفاعي يستقبل السفير التركي لدى الدولة
- قائد القوات الجوية والدفاع الجوي يزور المعرض الدولي للأسلحة والمعدات العسكرية (Partner 2023) في جمهورية صربيا
2023-09-28
التهديدات الجوية الحديثة

تتسم بيئة العمليات الجوية بسـرعة التغيّر ووجود طيف واسع من التهديدات والمخاطر، وهذه البيئة وما يتخللها من متغيرات تفرض على أنظمة الدفاع الجوي تحديات كبيرة، لذا ينبغي الأخذ بعين الاعتبار تحليل وتقييم التهديد الجوي بشتى أنواعه وأساليب استخدامها، حيث ان النتائج المترتبة على تقييم التهديد الجوي ومعرفة تعبية العدو الجوية توفر الأساس لفهم واستيعاب طبيعة المخاطر المحتملة وبالتالي تحديد الأساليب المختلفة للحماية من هذا التهديد.
إعداد: كلية القيادة والأركان المشتركة
يعتمد الدفاع الجوي في تنفيذ عملياته بشكل كبير على حماية الأفراد والمواد والمنشآت الحيوية المدنية والعسكرية من أجل المحافظة على القوة العسكرية، حيث يسعى العدو للبحث عن نقاط ضعف واستغلالها لتحقيق الأفضلية خلال نطاق العمليات، وينبغي على القادة أن يكونوا قادرين على تطوير خطط ملائمة للحماية أثناء تنفيذهم وظيفة الحماية كأحد أهم الوظائف القتالية، والتي تتضمن كافة جوانب الحماية من أجل إنجاز المهمة، وأهمها الحماية من التهديدات الجوية من خلال دمج وتنسيق واجبات وأنظمة الحماية مع الوظائف القتالية الأخرى لضمان نجاح العملية من خلال توفير أسلوب منهجي ومنظم لتحديد التهديدات والمخاطر والحد من تأثيراتها وأسباب حدوثها.
مفهوم وأشكال التهديد الجوي الحديثة
تُبنى إمكانات الدفاع الجوي بشكل عام على ظروف الحرب الحديثة ذات الكثافة والسـرعة العالية والتي تتطلب تكامل جميع الإمكانات والقدرات لتحقيق المهمة المطلوبة، حيث تواجه منظومة الدفاع الجوي طيفاً واسعاً من أشكال التهديد في السلم أو أثناء العمليات، وجميع هذه التهديدات مرتبطة بالتهديدات الجوية، وتتمثل في.
أ. التهديدات التقليدية. وتعني التهديدات التي توجه من قبل أي دولة تمتلك قوات مسلحة نظامية مثل (طائرات مقاتلة، طائرات مسيرة، صواريخ).
ب. التهديدات غير التقليدية. هي العمليات العسكرية أو شبه العسكرية المنفذة من قبل قوات محلية أو قوات تعمل بالوكالة تنظم وتدرب وتجهز وتدعم وتدار بدرجات مختلفة من قبل مصدر خارجي مثل (حرب العصابات، النشاطات غير المباشـرة كالتدمير والتخريب، نشاطات الاستخبارات، واستخدام وسائل مدنية لأغراض عسكرية…الخ)، وقد أصبح هذا التهديد أكثر خطورة في الآونة الأخيرة بسبب امتلاك بعض التنظيمات المسلحة في المنطقة لقدرات التهديد الجوي كالطائرات المسيرة والصواريخ البالستية والمقذوفات.
جـ. التهديد النفسي (المعنوي). هو تهديد يستهدف الصحة الجسدية والنفسية للقوات، فالتهديد بهجمات كيميائية وبيولوجية وإشعاعية ونووية وتفجيرية يؤثر سلباً على فاعلية العمليات.
د. التهديد بأسلحة الدمار الشامل. هي الأنظمة القادرة على إحداث تدمير / إرباك / تعطيل كبير أو قتل أعداد كبيرة من البشـر وربما تكون هذه الأسلحة متفجرات شديدة الانفجار، أو أسلحة نووية، أو بيولوجية، أو كيميائية، أو إشعاعية، وهذا يجعل التهديدات الجوية القادرة على حمل أسلحة الدمار الشامل ذات تأثيرات عسكرية وسياسية ومعنوية نظراً لحجم الدمار الذي تخلفه هذه التهديدات.
هـ. التهديد السيبراني (المعلومات والبيانات). ويتمثل في محاولة العدو للتأثير على أنظمة المعلومات، وبالتالي التأثير على قدرات العمليات المبنية على المعلومات وشبكات الحاسوب، وهذا التهديد يمكن أن يتم بالارتباط مع جميع التهديدات الأخرى.
و. التهديد البيئي. هو تعرض القوات للتهديد بسبب النفايات الخطرة أو البنية التحتية غير السليمة، أو الطقس السيئ، أو وسائل نقل الأمراض، أو أي عوامل بيئية أخرى، ويرتبط هذا بالتهديد الجوي نظراً لأنه أحد وسائل نقل ونشـر التهديد البيئي.
إن تطور أشكال التهديد الجوي الحديثة وتنوعها وتعدد أساليب استخدامها، تُظهر حجم التحدي الذي يواجه أنظمة الدفاع الجوي، وبالتالي عند تحليل التهديد الجوي، ووضع الخطط لانفتاح أسلحة الدفاع الجوي من أجل حماية الأهداف الحيوية، ومنع التهديد الجوي من تحقيق أهدافه في إحداث خسائر جسيمة في القوى البشـرية وإلحاق الأضـرار بالأسلحة والمُعِدَّات، وكذلك لمنع العدو من عرقلة تنفيذ قواتنا للعمليات العسكرية، فإنه لابد من تقييم التهديدات وتحديد طرق مواجهتها ويتم ذلك من خلال.
أ. تحليل التهديدات بشكل دقيق.
ب. إدارة المخاطر بشكل متوازن.
جـ. تحديد أولويات حماية مراكز الثقل والأهداف الحيوية.
د. المرونة في التخطيط لإجراءات الحماية.
تهديد الطائرات
الطائرات المقاتلة. تعد الطائرات المقاتلة ثابتة الجناح من أخطر الأهداف الجوية حيث تتميز بما يلي.
أ. السـرعات والارتفاعات العالية أثناء الهجوم.
ب. الصواريخ المتنوعة التي تستطيع حملها (صواريخ جو-ارض التعبوية، صواريخ ضد إشعاعات الرادار، الصواريخ الطوافة).
جـ. القدرة على استخدام أسلحة أخرى مثل (الإسقاط الحر) والقنابل الموجهة بالليزر.
د. القدرة على العمل الليلي وفي مختلف ظروف الطقس من خلال الرادارات والأجهزة الملاحية الدقيقة.
هـ. امتلاكها لأجهزة ومُعِدَّات حرب الكترونية متطورة.
الطائرات العمودية الهجومية. تمثل الطائرات العمودية مصدر تهديد رئيس للقوات الأرضية خاصة في الخطوط الأمامية، وتتميز بما يلي.
أ. القدرة على إطلاق أسلحة جو-ارض من مسافات وارتفاعات مختلفة كالآتي.
(1) صواريخ موجهة ضد الدبابات.
(2) صواريخ غير موجهة.
(3) رشاشات ومدافع بمختلف الأعيرة.
ب. إمكانية الهجوم الليلي وفي مختلف ظروف الطقس مستخدمة أجهزة استشعار وملاحة حديثة.
جـ. بعض الطائرات العمودية مزودة بوسائل حرب الكترونية مضادة ووسائل الكترونية دفاعية.
د. وسائل حماية للطاقم والأجزاء الهامة في المحرك وذلك بواسطة التصفيح المدرع لهذه الأجزاء.
هـ. تستخدم الطائرات العمودية في الإسناد الجوي القريب في العمليات القتالية بالعمق أو القريبة وهنا تطلق أسلحتها الهجومية من مسافات مختلفة من حالة التعلق القصير أو الحركة خاصة ضد الدبابات.
الطائرات المسيرة. وهي طائرات صغيرة أو متوسطة أو كبيرة تحلق في الجو بدون طيار، وتوجه بواسطة جهاز سيطرة من بعد، ومزودة برادار صغير جدا، وبسبب حجمها الصغير فإن عملية اكتشافها تكون صعبة، وهي قليلة التكاليف، ويمكن استخدامها للأغراض التالية.
أ. الاستطلاع التلفزيوني / تصوير.
ب. تنفيذ مهام الحرب الإلكترونية.
جـ. حمل أسلحة موجهـة (جو-جو ، جو-أرض).
د. هدف اشتباك لوسائل الدفاع الجوي.
هـ. مهام أخرى مثل تصحيح نيران المدفعية.
بالنظر إلى المهام المتعددة التي يمكن للطائرات المسيرة أن تنفذها، وإلى المميزات الفنية، فإننا نتوقع أن يستمر الاعتماد على هذه الطائرات المسيرة، جنباً إلى جنب مع الطائرات المقاتلة المأهولة، ولا يستبعد أن تحل الطائرات المسيرة مكان الطائرات المقاتلة في تنفيذ بعض المهام القتالية التي تقوم بها هذه الطائرات بالوقت الحالي.
إن القدرات القتالية للطائرات المسيرة وتعدد المهام التي تنفذها والمناورة العالية التي تتمتع بها، وانتشار الصواريخ البالستية والصواريخ الطوافة والتطور الكبير في تقنياتهما جعل منهما أسلحة خطيرة، حيث تعطي هذه الأسلحة لمن يمتلكها القدرة على تنفيذ عمليات جوية غير تقليدية من مسافات بعيدة لدرجة يمكن اعتبارها سلاحا له تأثيره السياسي إلى جانب التأثير العسكري على مجريات القتال ونتيجة المعركة، وذلك بسبب تطور تكنولوجيا هذه التهديدات في مجال المدى، السـرعة، دقة الإصابة، والرؤوس الحربية المزودة بأسلحة غير تقليدية، مما زاد من الصعوبات التي تواجه الدفاع الجوي بخصوص اكتشافها والاشتباك معها.
التهديد الصاروخي
الصواريخ البالستية. تعرف بأنها مقذوفات ضخمة، يتم إطلاقها من منصات ثابتة أو متحركة وتعمل هذه الصواريخ بقوة دفع محركات صاروخية وتتبع مساراً منحنياً (أو شبه مداري) أثناء الطيران، تطورت هذه الصواريخ في المدى ودقة الإصابة وأصبحت ذات تأثير سياسي وتأثير عسكري، وتشكل هذه الصواريخ تهديداً خطيراً لأنظمة الدفاع الجوي نظراً لصعوبة اكتشافها وبالتالي محدودية مواجهتها حيث تقترب إلى أهدافها خلال مرحلة طيرانها الأخيرة بسـرعاتٍ عاليةٍ جداً.
الصواريخ الطوافة. وتشكل هذه الصواريخ التي يتميز معظمها بتقنية الإخفاء والتي تطلق من الجو/ الأرض/ والبحر تهديداً خطيراً يصعب مواجهته بسبب صعوبة اكتشافها أو الاكتشاف المتأخر لها وقدرة العدو على تمركزها في المكان والزمان المحددين، ونظراً لطيرانها على الارتفاعات المنخفضة متتبعة التضاريس الأرضية.
مفهوم الصواريخ الطوافة. الصاروخ الطواف هو صاروخ مُوجّه مُضاد للأهداف الأرضية عالية القيمة (مطارات – محطات رادار وانذار مبكر – مراكز قيادة وسيطرة – وحدات دفاع جوي)، يُطلق من مُختلف المنصات، الجوية، البحرية، والبرية، وهو ذو سـرعة عالية، ويتخذ مساراً للطيران المُنخفض بشكل موازٍ لسطح الأرض، ويختلف عن الصواريخ الأخرى في مداه البعيد، ورأسه الحربي ذي الحمولة الكبيرة (تقليدي أو نووي)، وهامش الخطأ البسيط، وأيضا يختلف عن الطائرات بدون طيار، في أنه لا يتطلب وجود ملاح أرضي بشـري يقوم بتوجيهه، بل يطير بناءً على مسار مُحدد بشكل مُسبق، ويحوي نظاماً ملاحيا داخلياً لتوجيهه وضبط مساره حتى إصابته للهدف.
الصواريخ المضادة للإشعاع. وتستخدم ضد رادارات الاستطلاع كجزء من شل الدفاعات الجوية المعادية بواسطة صواريخ هجوم جوية أو أرضية، وعادة فإن الصواريخ التي تطلق من البر تسير بسـرعة أقل من سـرعة الصوت بينما التي تطلق من الجو تطير بسـرعات فوق صوتية.
عمليات الفضاء والحرب الإلكترونية
عمليات الفضاء. إن إمكانات الاستطلاع والاستخبارات الفضائية تشكل تهديداً للعمليات خلال جميع مراحل المعركة، حيث توفر إمكانات الاستطلاع من الفضاء سـرعة ودقة في نقل المعلومات المختلفة وتوفر معلومات فورية أو شبه فورية. تساند عمليات الفضاء عمليات الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع باستخدام الأدوات والموارد المتوفرة لديها، من خلال عمليات تخدم المستويات المختلفة الاستراتيجية والعملياتية والتعبوية، حيث تقدم المعلومات التي تساعد في التخطيط والتنفيذ وتقييم العمليات في منطقة العمليات المشتركة كما تساعد في تقييم تأثير الأسلحة على الأهداف والتوصية بإعادة الضـربات الجوية للأهداف المنتخبة.
الحرب الإلكترونية. تهدف الحرب الإلكترونية وأنظمة الاستطلاع والمراقبة إلى اكتشاف، شل أو تقليل فاعلية أنظمة الدفاع الجوي وكذلك إلى التشويش على الاتصالات وعلى أنظمة الرادارات حيث تعمل أنظمة الاستطلاع المعادية على كشف مواقع الدفاع الجوي لتمرير المعلومات المتعلقة بهذه المواقع إلى أنظمة الأسلحة الجوية / الأرضية للهجوم عليها.
تعتبر عمليات الفضاء والحرب الإلكترونية من التهديدات القادرة على شل أو إعاقة عمل الكثير من الأنظمة الجوية والأرضية والبحرية، بسب انها توجه نحو الأمواج الكهرومغناطيسية للمُعِدَّات والأنظمة وإلى ترددات الاتصالات، والتي من الصعوبة التحكم بها والسيطرة عليها، وبالتالي يتوجب العمل على تطوير أنظمة مقاومة التشويش، واستخدام كافة وسائل أمن الاتصالات وغيرها من الإجراءات للحد من قدرات تهديد عمليات الفضاء والحرب الإلكترونية.
تهديد المقذوفات
زادت الحاجة للمنظومات المضادة لقذائف الراجمات والمدفعية والهاونات (C-RAM) منذ نهاية الحرب الباردة بهدف التصدي للمقذوفات المختلفة.
في الحروب الحديثة ذات الطبيعة غير المتماثلة يتم تطوير المنظومات المضادة للمقذوفات بسبب حصول الميلشيات على الأسلحة مجانا كمساعدات عسكرية من دول أخرى واستخدام تلك المليشيات (المدعومة والممولة من جهات خارجية) للذخائر غير الموجهة كالكاتيوشا المحمولة على الآليات والقذائف المحمولة على الكتف وذخائر الهاون في عملياتها ضد القوات النظامية. وقد واجهت القوات العسكرية في أفغانستان والعراق ودول أخرى استخدام متكررا من قبل الميلشيات للهاونات والقذائف المحمولة على الكتف ضد المدنيين والمنشآت العسكرية.
تتميز المقذوفات عمومًا برخص تكلفتها وسهولة استخدامها ونقلها وتخزينها وقلة الطاقم التشغيلي لها. تتوافق المقذوفات مع حرب هدفها الأهم هو استنزاف الخصم في معركة يصعب حسمها نهائيا، وعادة ما يتم تحميلها على منصات إطلاق على سيارات أو يمكن وضعها في أماكن ثابتة وإخفاؤها. تستخدم المقذوفات في ضـرب المواقع العسكرية أو مراكز الخدمات المدنية أو المنشآت الاقتصادية مثل (محطات تحلية المياه، أنابيب الغاز، أنابيب النفط، محطات توليد الكهرباء وما شابه ذلك)، تشكل المقذوفات المعادية تهديدا كبيرا جدا لمنظومات الدفاع الجوي والقوات البرية المنفتحة في مسـرح العمليات، حيث ان منظومات الدفاع الجوي لا يمكنها رصد عملية إطلاق هذه المقذوفات من منصات إطلاقها إلا بعد إطلاقها بفترة، ولو تم رصد مكان الإطلاق فإن بالإمكان تحريك منصة الإطلاق من موقعها فورا، واختيار موقع آخر بديل للموقع السابق الذي تم رصده، كذلك إذا تم إطلاق هذه المقذوفات بأعداد كبيرة فإن هذا سيؤثر كثيرا على أداء منظومات الدفاع الجوي وفاعليتها.
أصبح تهديد المقذوفات منخفض التكلفة مع زيادة في قدرة الذخائر لتكون أصغر وأكثر ذكاء وتدميراً ومن الأمثلة على ذلك المدفعية الصاروخية. ولذلك فإن أنظمة-counter Rockets and Mortars C-RAM يجب ان يتم تطويرها بحيث تتمكن من التعامل مع اهداف غير موجهة ذات سـرعات مختلفة تطير في مسار بالستي بسيط، وهي أهداف تعتبر نسبياً صعبة الكشف بالأشعة تحت الحمراء والنطاق الراداري الأعلى. وهي أهداف أيضاً بطيئة نسبياً ويمكن التنبؤ بمسار طيرانها، ولكن حجمها الصغير يجعل من الصعب متابعتها بدقة وكذلك من الصعب اصابتها. فالوقت المتوفر قليل جداً للقيام بالكشف والتتبع والاشتباك ولا يتوفر وقت لإعادة الاشتباك مع الهدف إذا فشلت المحاولة الأولى في تدميره. إن قدرات الكشف والتتبع سواء الراداري أو البصـري أو بالأشعة تحت الحمراء، تستطيع التعامل مع العديد من الأهداف في منطقة اهتمام محددة، ولكن يوجد تحديدات لا يمكن تجنبها تتمثل بمحدودية قدرات الليزر في اختراق الغيوم والضباب والغبار.
الخاتمة
يجد المتتبع للتطور الذي تسعى إليه بعض دول المنطقة في أنظمة الدفاع الجوي في السنوات الأخيرة تشهد تطورا كبيرا متمثل في المُعِدَّات والأنظمة ، وهذا يؤكد السعي المستمر للحصول على احدث التقنيات الدفاعية، وذلك لمواكبة التطورات الهائلة في تقنيات التهديدات الجوية وتنوع أشكالها وأساليب استخدامها ضد مختلف الأهداف المدنية والعسكرية، لا سيما في ظروف العمليات القتالية غير التقليدية حينما تواجه الجيوش النظامية مليشيات مسلحة، تعمل في بيئات قتالية مختلفة مثل بيئة القتال الجبلية أو في المناطق المبنية، الأمر الذي قد يعقد إجراءات الحماية من هذه التهديدات الجوية. وفي هذا المجال نقول إنه ستستمر جهود التطوير والتحديث لأنظمة الدفاع الجوي مادام هناك تطور في التهديد الجوي المعادي بما يمكن من المواجهة الفاعلة والحاسمة لهذا التهديد.
تشكل القدرات المتطورة باستمرار في مجالات الاستطلاع والاستخبارات الفضائية والحرب الإلكترونية تهديداً كبيراً، ولكن يظل التهديد الصاروخي بمختلف أنواعه التهديد الأخطر نظراً لإمكانات إطلاقه عن بعد وصعوبة اكتشاف واعتراضه، وقدرته في الوصول إلى عمق الدول المستهدفة، فقد يتم استخدامها ضد أهداف حيوية مدنية كالمراكز السياسية والاقتصادية والبنية التحتية، ومراكز الثقل على مختلف المستويات، وذلك لتحقيق الضغوط والمكاسب السياسية، وقد تستخدم للتأثير الإعلامي المقصود من اجل تحقيق مكاسب سياسية، حيث إن التأثير السياسي الناتج عن التهديدات الجوية والصاروخية قد يعادل القيمة العسكرية التي يحققها استخدام تلك الأسلحة.
يرى الباحثون أن التهديدات الجوية الحديثة قد تزايدت مخاطرها، وذلك بسبب ما حصل لهذه التهديدات من تطور كبير في السنوات الأخيرة، وبعد استخدامها في الحروب غير التقليدية التي يمكن وصفها بأنها نزاعات مسلّحة بين قوات نظامية وجماعات غير نظامية تستخدم مزيجًا من الأسلحة والأساليب القتالية التقليدية وغير التقليدية وفي ظروف قتال تختلف عن الحرب ما بين قوتين نظاميتين، كما أنها لا تلتزم بقواعد الاشتباك الدولية، ممّا يجعل الوضع أكثر تعقيدًا، وهذا يتطلب من الدول الاستعداد لمثل هذه العمليات القتالية التي قد تفرض عليها مستقبلاً وأن تعمل على تطوير وسائل الحماية لديها وأنظمة الأسلحة وتدريب القوات بما يتلاءم مع بيئة القتال الحديثة.