العالم يقف على قدم واحدة والساعات المقبلة حاسمة وغزة لن تسقط جبهة الجنوب ستفتح للتنظيمات الفلسطينية واللبنانية… والجماعة الاسلامية تقصف المواقع الاسرائيلية؟ كل اميركا في «اسرائيل»… السيسي يهدد بالحرب… وسلسلة عمليات نوعية للمقاومة
ومن الطبيعي في ظل هذه السياسات الغربية، ان يقف العالم متفرجا على المذبحة الإسرائيلية في حق غزة وأهلها، وعلى العكس، فانها تحظى بغطاء شامل ودعم عالمي غربي غير محدودين، فيما ردود الفعل العربية الرسمية لم ترتق إلى المستوى المطلوب وما زالت خجولة وفي الإطار الكلامي الهادئ وهذا ما ظهر في الاجتماع الطارئ الوزاري لمجلس دول التعاون الإسلامي الذي عقد في جدة، وباستثناء كلمة وزير الخارجية الإيراني عبد الأمير عبد اللهيان الذي قال للاميركيين والاسرائيليين: «الوقت انتهى» واتهم وزير الخارجية الاميركي بالتواجد في غرفة العمليات الإسرائيلية التي قادت الحرب وإصدرت الأوامر بقصف مستشفى المعمداني، وطالب بمحاكمة اسرائيل، بالمقابل، شهدت معظم العواصم العربية تظاهرات حاشدة في بيروت والاردن والمغرب ورام الله وصنعاء ومصر وسوريا وتونس والجزائر، كما نزل ٣ ملايين ايراني الى الشوارع، اعلنوا استعدادهم للانضمام الى جبهات القتال في غزة، كما طالت الاحتجاجات بعض الساحات الاوروبية ودول اميركا الجنوبية، ويبقى السؤال موجها ايضا إلى دول محور المقاومة، ماذا تنتظرون لردع إسرائيل واجبارها على وقف عدوانها فورا؟ فواشنطن وتل أبيب وباريس ولندن اخذوا قرارهم بالقضاء على حماس وترحيل قياداتها ومقاتليها مع الجهاد والجبهة الشعبية إلى الدول العربية والإسلامية بشكل مشابه لترحيل مقاتلي منظمة التحرير الفلسطينية عن بيروت عام ١٩٨٢، ووضع غزة تحت إشراف دولي وتسليم السلطة الفلسطينية مقاليد الإشراف على الإدارة المدنية في غزة، وحسب الوقائع فان محمود عباس رفض هذا السيناريو وادارة شؤون غزة على ظهر الدبابة الإسرائيلية وكذلك مصر والاردن وقطر والسعودية.
مذبحة العصر
«مذبحة العصر» الإسرائيلية في مستشفى المعمداني تمت بسلاح أميركي، والقنبلة التي ألقيت على المستشفى صناعة اميركية، من نوع مارك 84 او بي ال يو 117، وهي قنبلة متعددة الأغراض، غير موجهة، تعد جزءا من سلسلة قنابل مارك 80 وأكثرها شيوعا، تزن القنبلة 2049 باوندا منها 945 بوصة وزن المادة المتفجرة، وقد اكدت صحيفة « وال ستريت» الاميركية ان القصف للمستشفى تم بقذيفة اميركية زودت بها اسرائيل مؤخرا.
جريمة العصر» في مستشفى المعمداني، لم تردع إسرائيل من مواصلة جرائمها واستمرار غاراتها وارتفاع وتيرتها مع وصول الرئيس الأميركي بايدن لتل أبيب الذي قال لنتنياهو «أردت الحضور إلى إسرائيل حتى يعرف الناس فيها وفي العالم بأسره اننا نقف معها» كما برأ إسرائيل من جريمة مستشفى المعمداني بقوله « الفريق الاخر وراء ذلك وليس انتم» وأضاف: جئت لكي اتأكد من امتلاك إسرائيل كل ما تحتاجه لمحاربة حماس، وانني حزين لما تعرضت له اسرائيل الاسبوع الماضي «كما اعطى لنتنياهو الضوء الاخضر لاستمرار عدوانه ومجازره» وتنفيذ عملية الترانسفير» الجماعي لسكان غزة، ولم يحمل بايدن اية مقترحات لوقف إطلاق النار او إدخال المساعدات، وزيارته انحصرت فقط بدعم الكيان والبدء بحملته الرئاسية بدماء الشعب الفلسطيني، كما كشفت تسريبات من اجتماعات «الكابينت» العسكري وحسب الصحف الاسرائيلية، ان بايدن اعطى الضوء الاخضر لاسرائيل لتوسيع الحرب وضرب حزب الله والمنظمات الفلسطينية في بيروت، فيما رد نتنياهو بالتأكيد « على القضاء على حماس متهما الجهاد الإسلامي بقصف مستشفى المعمداني».
السيسي يهدد اسرائيل بالحرب
وقال الر يس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مؤتمر صحافي مع المستشار الالماني اولاف شتراوس، ان مصر قد تذهب الى الحرب ضد اسرائيل اذا هجرت الفلسطينيين الى سيناء، وقال: ما يحدث في غزة الان هو محاولة لدفع المدنيين الفلسطينيين الى اللجوء والهجرة الى مصر، ودعا الى السماح بدخول المساعدات الانسانية، محذرا من استمرار العمليات العسكرية سيكون له تداعيات على المنطقة ويمكن ان تخرج عن السيطرة.
واضاف: ان فكرة تهجير الفلسطينيين الى سيناء يعني جر مصر الى حرب ضد اسرائيل.
المفاوضات بشان الاسرى
اما الاتصالات بشأن إطلاق بعض الأسرى الاميركيين المدنيين فقد ذكرت قيادات فلسطينية في بيروت، انها تجري في الدوحة ومسقط، وعلم ان حماس طالبت بإطلاق كل الأسرى الفلسطينيين والعرب في السجون الإسرائيلية وفي مقدمهم أحمد سعدات ومروان البرغوثي وعدم استثناء اي أسير، وترفض حماس حتى الآن إعطاء اي معلومات عن عددهم قبل وقف العدوان بإستثناء بعض الأسرى المدنيين الأجانب لأسباب انسانية، وابلغت حماس المعنيين في الدوحة ومسقط مقتل ٢٢ اسيرا بالقصف الاسرائيلي وزودتهم ببعض الأسماء..
اما الغاء اجتماع عمان بين بايدن والملك عبدالله الثاني والسيسي ومحمود عباس، فكشفت قيادات فلسطينية في بيروت، ان الالغاء تم بقرار أميركي تجنبا لاحراج الرؤساء العرب أمام شعوبهم بعد مجزرة مستشفى المعمداني، حيث تبلغوا مسبقا، ان بايدن لن يدين المجزرة وسيحمل حماس المسؤولية، ويعلن عن استمرار دعمه لإسرائيل.. في المقابل، شنت حركة فتح هجوما على زيارة بايدن وانتقدت انحيازه المطلق الى اسرائيل وتبريره للهجمات الاسرائيلية.
الساعات المقبلة حاسمة
العالم يقف اليوم على قدم واحدة، والأمور مفتوحة على كل الاحتمالات والساعات المقبلة حاسمة عند محور المقاومة، والاتصالات على أعلى مستوياتها والقرار متخذ وواضح « ممنوع سقوط غزة»، ومحور المقاومة عبر حماس حصد الثمن منذ الضربة الأولى لعملية طوفان الأقصى، وغير المعادلات ورسم مسارا جديدا للمنطقة وانهى عصر التفوق الاسرائيلي، وبايدن وكل «زبانيته عاجزون عن ترميم الردع الاسرائيلي الذي ظهر من» كرتون» وهذا سيترك نتائج كارثية على وظيفة إسرائيل في المنطقة، وفي المعلومات الفلسطينية في بيروت، ان الهدف الاسرائيلي من قصف المستشفى، خلق حالة رعب في صفوف أبناء غزة تدفعهم إلى الرحيل الفوري باتجاه معبر رفح واجبار مصر على فتحه وانتقال اهل غزة إليها، اما الهدف الثاني ضرب بنية المقاومة وشل قدراتها وشبكة اتصالاتها وتشتيت مقاتليها واضعاف معنوياتها.
وحسب المصادر الفلسطينية في بيروت، فان الأهداف الإسرائيلية لم تتحقق مع الصمود الفلسطيني الذي اذهل العالم جراء التمسك بالأرض رغم كل الاهوال، فيما بنية المقاومة القتالية ما زالت سليمة، والصواريخ تدك مناطق فلسطين المحتلة واجهزة حماس العسكرية والصحية والامنية والاجتماعية تمارس أعمالها بشكل فاعل، فالصمود الاسطوري يقابله اصرار اسرائيلي على الهجوم المتواصل بغطاء من بايدن ومعه كل الجوقة الاوروبية العنصرية حتى القضاء على حماس كونه الممر الإجباري لترميم القوة العسكرية الاسرائيلية وإعادة الهيبة والتفوق للجندي الإسرائيلي الذي انتهى مع طوفان الأقصى وبات من الماضي.
جبهة الجنوب
وحسب ما يتردد لدى جهات المقاومة، فان جبهة الجنوب ستكون مفتوحة أمام حماس والجهاد وكل الفصائل الفلسطينية واللبنانية لاجتياح مستعمرات شمال فلسطين كما حصل في غلاف غزة والمشاركة بالقتال وتنفيذ العمليات على كل المستعمرات القريبة من الحدود، وستكون منطقة غوش دان محط الصواريخ لما تحويه من اماكن حيوية للعدو، وحسب ما يتردد ايضا، فان دخول الجيش الأميركي في المعركة وتواجده على الأرض سيعرضه للهجمات ويعطي الذريعة لكل قوى محور المقاومة للتدخل وفتح جبهة الجولان. بالمقابل، ذكرت وسائل اعلام العدو، ان الحكومة الاسرائيلية وافقت على اخلاء المستعمرات المتواجدة على الحدود مع لبنان بعمق ٥ كيلومترات.
عملية للجماعة الاسلامية ردا على قصف شبعا وكفرشوبا
وفي ظل هذا التوجه المقاوم، اعلنت قوات الفجر – الجناح العسكري للجماعة الاسلامية في بيان، انه ردا على العدوان الصهيوني الذي طال ويطال اهلنا في الجنوب اللبناني من مدنيين وصحافيين حيث سقط منهم عددا من الشهداء والجرحى، فضلا عن قصف المنازل والمساجد وتدميرها، قامت قوات الفجر بتوجيه ضربات صاروخية استهدفت مواقع العدو الصهيوني في الاراضي المحتلة وحققت فيها اصابات مباشرة.
واضاف البيان: اننا نعد بالمزيد من الرد على اي عدوان يطال اهلنا في الجنوب، نؤكد على تضامننا ووقوفنا مع اهلنا في غزة شعبا ومقاومة في مواجهة اجرام العدو الصهيوني الغاشم الى ان يرتدع عن غيه وعدوانه.
وقال رئيس المكتب السياسي للجماعة الاسلامية علي بو ياسين للديار: البيان واضح، والعدو استهدف منازل اهلنا في شبعا وكفرشوبا وسقط شهداء، فمن الطبيعي ان نرد على الاعتداءات الاسراىيلية، والرد على الاعتداءات شرعته الحكومة.
وعن التنسيق مع حزب الله قال: من الطبيعي ان يكون هناك تنسيق مع المقاومة المنتشرة على خط المواجهة،والتنسيق بيننا امر طبيعي في مواجهة العدوان.
واضاف : قرار العملية العسكرية اتخذته قيادة الجماعة ردا على الاعتداءات الاسرائيلية، واكد ان العمليات ستستمر وتتطور وواجب علينا حماية شعبنا، وختم، البيان واضح وليس بحاجة لتفسيرات،ونقوم بواجبنا لا اكثر.
لا قواعد للاشتباك وسلسلة عمليات نوعية لحزب الله
وحسب مصادر متابعة للاوضاع في الجنوب، فان قواعد الاشتباك التي سادت في الجنوب ما بين حرب تموز ٢٠٠٦ و٧ تشرين الاول ٢٠٢٣ انتهت و باتت من الماضي، والجبهة مع العدو اليوم على طول الحدود بين لبنان وفلسطين المحتلة، وطولها يقارب الـ ١٠٠ كلم، وليست محصورة بمنطقة الغجر وتلال كفرشوبا وشبعا المتنازع عليها، اما اليوم فان مجاهدي المقاومة الإسلامية ينفذون عمليات نوعية داخل فلسطين المحتلة ادت الى مقتل ضباط وجنود للعدو باعترافه وتم الرد من قبل العدو بقصف مناطق واسعة في الجنوب، وسقوط شهيدين مدنيين ومصور وكالة رويترز وعدد من الجرحى والامور مفتوحة على كل الاحتمالات.
وظهر امس، هاجمت مجموعة الشهيدين ابراهيم حبيب الدبق وعلي عدنان شقير في المقاومة الاسلامية مواقع» جل العلام وثكنة زرعيت، وموقع البحري الواقع مقابل راس الناقورة بالصواريخ الموجهة والاسلحة المناسبة»، وقد ردت المدفعية الاسرائيلية بالقصف على محيط بلدات الظهيرة ورامية وعلما الشعب ومروحين، وافادت قناة المنار عن اصابة مزارعين لبنانيين في خراج بلدة عيترون بعد اطلاق النار عليهما من موقع المالكية الاسرائيلي.
وفي بيان اخر، اعلنت المقاومة الاسلامية، ان مجموعة الشهيدين محمد طحان واحمد قصاص في المقاومة الاسلامية، هاجمت مركز تجمع لجنود الاحتلال ومنظومة مراقبة واستطلاع في تلة الطحيات جنوب المنارة بالصواريخ الموجهة واوقعت فيها عددا من الاصابات بين قتيل وجربح، كما هاجمت مجموعة الشهيدين حسين كامل المصري وعلي يوسف علاء الدين في المقاومة الاسلامية موقع رويسات العلم في تلال كفرشوبا ومزارع شبعا المحتلة بالقذائف الصاروخية والاسلحة المتنوعة من بينها سلاح 57 ملم مما ادى الى تحقيق اصابات مباشرة في الموقع، كما تم استهداف الية للعدو في مستوطنة المطلة، وطالت صواريخ المقاومة مستوطنة كريات شمونة، وردت مدفعية الاحتلال في قصف حلتا وكفرشوبا وكفرحمام واطراف شبعا وعدد من البلدات الجنوبية، واسـتمر القصف العنيف لمدة 45 دقيقــة.
تهديدات للسفارات الأميركية والاسرائيلية في العالم
وفي ظل الرد على الدعم الأميركي المكشوف لإسرائيل، أعلنت المقاومة الاسلامية في العراق عن اسـتهداف قاعــدتين عسكريتين اميركيتين هما عين الاسد وحرير بصواريخ عبر طائرات مسيرة، كما تم إخلاء مدرسة يهودية في وسط روما بعد إنذار عن وجود قنبلة، وفي فرنسا جرى إخلاء ٦ مطارات بعد تهديدات باعتداءات، وذكرت صحيفة بديعوت احرنوت، ان وزارة الخارجية اجلت الى تل ابيب طواقم السفارتين في مصر والمغرب بعد تظاهرات كبيرة بسبب الاحداث في غزة.
تحركات تضامنية في الضاحية وامام السفارة الاميركية
وفي الضاحية الجنوبية، اقام حزب الله مهرجانا شعبيا حاشدا تضامنا مع الشعب الفلسطيني وقال السيد هاشم صفي الدين، ربما تكون الساعة قد حانت لتعلن شعوب المنطقة كلمتها في وجه الطغيان الاميركي، وخاطب الولايات المتحدة بالقول : المقاومة في لبنان اقوى بالاف المرات عزيمة وقوة ومعادلات، وحذار ان تخطئوا.
وامام السفارة الاميركية في عوكر، حصلت مواجهات عنيفة بين اعداد كبيرة من الشبان من مختلف الاحزاب والتنظيمات اللبنانية والفلسطينية، قدموا الى مدخل السفارة في عوكر للاحتجاج على الدعم الاميركي المطلق لاسرائيل، وحصلت مواجهات عنيفة مع الجيش اللبناني الذي استخدم خراطيم المياه والهراوات لتفريق المتظاهرين الذين ردوا باطلاق المفرقعات النارية باتجاه مدخل السفارة ونجحوا في تجاوز الاسلاك الحديدية وحرق احد المداخل، وقد سقط عشرات الجرحى في صفوف المتظاهرين، كما استقدم الجيش تعزيزات اضافية وتمكن من ابعاد المتظاهرين عن مدخل السفارة مستخدما الرصاص المطاطي. كما شهد محيط السفارة الالمانية في الدكوانة تظاهرة حاشدة نددت بالموفف الالماني، كما شهدت طريق الجديدة تحركات داعمة لصمود غـزة.
السعودية تدعو رعاياها لمغادرة لبنان
دعت سفارة المملكة العربية السعودية رعاياها لمغادرة الاراضي اللبنانية بشكل فوري لمن هو متواجد في لبنان حاليا والتقيد ايضــا بمنع السفر الى لبنان بعد التطورات في الجنوب.