مقالات
ستبقى الجامعة الأميركية موئلاً للحريات
محمد الأمين عيتاني-اللواء
آه يا زمن. يُعتبر التظاهر المقرون بالعنف أشنع وسيلة للتعبير عن الغضب والاحتجاج عن سياسات خارجية او داخلية او حتى على الاقل مواقف ألحقت الضرر المادي او المعنوي بالمتضرر، فحتّمت عليه النزول الى الشارع والتحلّق حول من يشاطرونه معتقداتهم وافكارهم للتحضير لعملية التظاهر.
فتّشت عن اسباب الوحشية المفرطة وعن الانسانية المفقودة وانا اتابع بالامس ما يحدث في غزة والجوار من فظائع ، وسفك دماء اطفال لشعب معذب لا يقبل الهزائم، فلم اجد لذلك اثرا.
ولكن اتاني الجواب من بيروت التي فيها لكل عرس قرص والتهنئة موصولة لها وللعائلات التي فوضت اًمرها الى خالقها، وحسناً فعلت، فهناك من يتربص بها الدوائر لما جرى وصار قبل وبعد 17 تشرين من تكسير وتحطيم، والدولة تكتفي بتسجيل بعض الاسماء بعد الخضوع لتوقيف قصير خوفا على السلم الاهلي من الاهتزاز وانتشار الفوضى في البلاد، وهذا دون شك نتيجة للضغط الشعبي المتزايد الذى انهى هذه المشكلة دون ان يلقى المذنب العقوبة المستحقة على ما سبَّبه من ضرر وخسارة لصاحب المتجر والعمارة.
ولما كان الفشل متوقعا في المرة الاولى (17) تشرين نظرا لوجود سلاح غير منضبط فإن ألغازه على الجامعة الاميركية سجلت نتائج باهرة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم. «ليس الشديد بالصرعة لكن الشديد من يملك نفسه عند الغضب» فأي غضب على مؤسسة تربوية خرَّجت للعالم قادة فكر وعلماء وافسحت بالمجال امام طلابها لمناقشة امور لا يمكن مناقشتها بالحرية التي امنتها لهم هذه الجامعة، فكنت ترى عبدالله ابو حبيب يناقش بهدوء بشاره مرهج، ومهما علا الصوت يبقى ضمن اطر معقولة، وترى أمين العيتاني يكيل التهم لعلي عيد وعلي عيد يضحك محاولا تهدئة الاخير.
ستبقى الجامعة الأميركية معقلا للحريات مهما طال الزمن وجار على فضلو الخوري ينشد اشعاره بالقبرصية واعدا نفسه بالعودة يغني آلام فارتر بالعربية.
نائب سابق