العدو الاسرائيلي يريد الغاء حق الشعب الفلسطيني في الوجود على ارضه في غزة
الذين يشككون في المعلومات التي اذكرها، عليهم متابعة القنوات الاميركية والقنوات الفرنسية، ومحطة القناة الالمانية باللغة العربية، اضافة الى متابعة وسائل الاعلام العربية الهامة جدا، وهي شبه الدولية، والتي تنقل ترجمة محطات القنوات الاسرائيلية التي تتابع الاحداث الخطرة في قطاع غزة.
ان العدو الاسرائيلي يريد الغاء حق الشعب الفلسطيني في وجوده في قطاع غزة. وما هذا الحشد العسكري الكبير الاميركي ومن الحلف الاطلسي، الا ضمن مخطط يتلاقى مع الجيش الصهيوني لازالة وجود الشعب الفلسطيني من قطاع غزة، او اعادته الى استعمار جديد، كما حصل قبل سنة 1948 وبعدها اثر وضع قطاع غزة تحت الاستعمار البريطاني.
لقد قام الكيان الصهيوني بالاتصال بدول اوروبية والولايات المتحدة، كي يتم الضغط على مصر للقبول بتوجه الشعب الفلسطيني من قطاع غزة الى منطقة ضيقة في سيناء تصل الى مدينة العريش فقط. لكن رئيس الجمهورية المصري اعلن ان مصر لن تقبل ذلك، ولن تقبل اي حل على حسابها، فيما كان المطلوب ان يقول رئيس مصر ان مصر لن تقبل ازاحة الشعب الفلسطيني عن ارضه من قطاع غزة.
اما المانيا، فقد وافقت على خطة لتدمير قطاع غزة بعد نزع السلاح الكامل من يد الشعب الفلسطيني المقاوم. وقد رفضت هذا الامر فرنسا وايطاليا واسبانيا واليونان، وفق القنوات الفرنسية التلفزيونية. اما الولايات المتحدة فوافقت، واعلنت ان بي سي الاميركية ان واشنطن تقوم باتصالات مع مصر والاردن والسعودية للاشتراك في قوة دولية، على ان تشترك القوات المصرية والاردنية والسعودية بحجم 60 الف جندي ينتشرون في قطاع غزة، بعد نزع سلاح المقاومة من قطاع غزة. كما تشترك الى جانب القوات العربية قوات دولية، ولم يتم تحديد هذه الدول، وعلى الارجح ان تتم دعوة دول الحلف الاطلسي للاشتراك في انشاء هذه القوى التي قد يصل عديدها الى حوالى مئة الف ضابط وجندي، ولديهم افضل الاسلحة من مدرعات وطائرات حربية وغير ذلك، لكن المملكة العربية السعودية رفضت هذه الدعوة الاميركية. اما الاردن ومصر، فحتى الان لم يصدر عنهما اي شيء. واما بالنسبة لالمانيا، فهي موافقة على الاشتراك في هذه القوة، مع ان المانيا بعد الحرب العالمية الثانية تم الاعلان عن نزع سلاحها وعدم حقها في انشاء جيش قوي، لكن المانيا اليوم في الحلف الاطلسي والمشاركة في حرب اوكرانيا لتقديم الاسلحة، هي غير المانيا التي تم نزع سلاحها.
ان حق الشعب الفلسطيني في وجوده على ارضه في غزة، هو حق غير قابل للحوار وللبحث. والمقاومون في قطاع غزة لديهم القدرة على المقاومة لاشهر واشهر، وحتى لسنة واكثر، ولن يخضعوا للخطة الصهيونية، بل ان حكومة رئيس وزراء العدو نتنياهو الدينية، ولو ادخل الاميركيون لديها وزراء يميلون الى الميول الاميركية، فان هذه الحكومة على حافة السقوط. وان موضوع الاسرى لم يعد بحثه كليا، لان الخطة الصهيونية واضحة. وهي تريد وضع قطاع غزة تحت استعمار جديد، ونزع كامل سلاح المقاومة منه. كما ان على السلطة الفلسطينية التي يرأسها الرئيس محمود عباس، ان تعلن بصوت عال وبصراحة انها ترفض تجزئة الشعب الفلسطيني ما بين الضفة الغربية وقطاع غزة، وانما ما ينطبق على الضفة الغربية وقطاع غزة يجب ان يكون واحدأ، ولا يجب ان تقبل تدمير غزة. كما ان دعوة الرئيس محمود عباس في قمة عربية يضعها في محلها، وعلى العرب الذين يشهدون معارك هائلة ومروعة وغير مسبوقة حيث قام طيران العدو الاسرائيلي بتدمير اكثر من ثلث قطاع غزة بقصف جوي على مدار الساعة تقوم به مئات الطائرات الاسرائيلية وبقصف مدفعي، فيما تؤدي المقاومة اكبر عملية في وجه هذا الجيش الذي يعتبره البعض انه الجيش السابع في العالم، ويلحق به الخسائر الكبرى. وحتى هذه اللحظة، ما زالت صواريخ المقاومة تسقط على تل ابيب وعلى القدس، خاصة المراكز الحكومية فيها، وعلى مطار بن غوريون وعلى مدن اسرائيلية صهيونية بشكل مستمر. وان جيش العدو الاسرائيلي لم يستطع تحقيق اي تقدم فعلي في قطاع غزة، وكل الدلائل تشير ان الحرب في قطاع غزة ستستمر ما بين 4 و6 اشهر، وهي قدرة المقاومة على الصمود وعلى الحاق الخسائر بجيش العدو الاسرائيلي، ومنعه من تحقيق خلال هذه المدة اي انتصار على المقاومة.
ان الامر يتعلق، بعد الاحداث المروعة والهائلة والخطرة والوحشية من قبل الكيان الصهيوني، بأن يستفيق العالم العربي ليعقد قمة عربية. وعلى الدول المطبعة ان تسحب سفراءها من الكيان الصهيوني احتجاجا على قصف المدنيين في قطاع غزة بهذه الوحشية، وتدمير المنازل على اهل هذه المنازل وهذه البيوت وهذه الابنية. وهذا اقل عمل يجب ان تقوم به الدول المبطعة، والتي لديها سفراء لدى الكيان الصهيوني. كما ان المعركة اذا استمرت، فانها ستتحول الى معركة طاقة بامتياز لا تستطيع الدول الاوروبية ولا الولايات المتحدة تحملها، فقد ارتفع سعر برميل النفط من 75 دولارا الى حوالى 90 دولارا. ونقلت وكالة سبتونيك الروسية عن البنك الدولي، ان سعر برميل النفط اذا انتشر الصراع في منطقة الشرق الاوسط والخليج فسيصل الى حوالى 160 دولارا. وهو امر لا تستطيع اوروبا تحمله، ولا المواطن الاميركي الذي الان منشغل بالدعاية الصهيونية، لكنه شعب يهمه اولا الاقتصاد لديه، والضرائب المفروضة عليه، ونسبة البطالة في الولايات المتحدة، كما ان الكيان الصهيوني يعاني اكبر ازمة مالية منذ 39 سنة وهي ارتفاع سعر الشيكل تجاه الدولار الاميركي، اي منذ حوالى تقريبا 40 سنة. كما ان السياحة هي صفر، والتجارة صفر، والصناعة صفر، وكل الاعمال في «اسرائيل» تراجعت، كما ان النمو بنسبة 3.5%، تراجع الى نسبة 1%، وينحدر الى ادنى من ذلك لاحقا.
ان استدعاء الجيش الصهيوني الى الاحتياط لديه قد الغى العمل في الفنادق وفي المصانع وفي الشركات التكنولوجية خاصة، وفي المؤسسات العامة والخاصة كلها. وبالتالي، فان سلطات «اسرائيل» بعد 6 اشهر ستصل الى انهيار كبير، رغم ان الولايات المتحدة قررت بطلب من الرئيس الاميركي بايدن تخصيص 105 مليار دولار لاوكرانيا و «اسرائيل». ولاحقا تم تحديد 35 مليار دولار لاوكرانيا و70 مليار دولار «لاسرائيل»، ولكن كل ذلك لم يلق نتائج لدى الكيان الصهيوني بكل الاحوال.
ان المعركة هي معركة الغاء حق الشعب الفلسطيني في وجوده على ارضه، وهذا الامر لن يمر، والمقاومة قادرة على الدفاع عن وجودها. ومهما حصل، ستنتفض الشعوب العربية والشعوب الانسانية على المخطط الصهيوني، واننا لمنتصرون.