يوميات طفل فلسطيني يتيم يبكي اهله تساوي عندنا كل الأرض وكل تهديداتهم
منذ 2006 اثر عدوان العدو الاسرائيلي على لبنان وحتى عام 2023، مرت 17 سنة ولم يحصل اي حادث عسكري على الحدود اللبنانية مع الاحتلال الاسرائيلي في فلسطين. لكن لبنان انهار اقتصاديا وسقطت عملته وانهار معيشيا وفي كل المجالات، وحصلت هجرة كبيرة من الشعب اللبناني الى الخارج. واذا كان هنالك من مسؤولية، فان هذه المسؤولية لا تقع على حزب الله بل تقع على الطبقة السياسية الفاسدة التي سرقت اموال الشعب اللبناني من موازناته ومن وزاراته. فلا ماء عنده، ولا كهرباء، ولا طرقات، ولا مستشفيات حكومية جديدة، ولا جامعات تربوية حكومية جديدة، ولا ضمان صحي يعمل جديا، ولا ليرة لبنانية استطاعت الحفاظ على وضعها، ولا حكومة تألفت. وقد جاء الرئيس الفرنسي ماكرون 3 مرات الى لبنان، واقترح حكومة السفير مصطفى اديب وحكومة تكنوقراط للانقاذ، مع موعد مؤتمر فرنسي دولي لدعم لبنان بالمليارات، وسقطت هذه الفكرة. ثم تم تأليف حكومة برئاسة سعد الحريري، ثم سقطت حكومة تصريف الاعمال برئاسة نجيب ميقاتي.
ان لبنان اذ يعيش ظرفا اقتصاديا ماليا معيشيا تعسا جدا، فالامر يعود الى سرقات الطبقة السياسية في الدرجة الاولى والى جشع وطمع اصحاب بعض المصارف الذين جمعوا المليارات، فيما هم اليوم يقومون بتقطير دفع اموال المودعين 300 دولار في الشهر، وهذا لا ينطبق على كل المصارف. لكن هنالك اصحاب مصارف معروفون بالاسماء كانوا يملكون 50 مليون دولار، واليوم يملك الواحد منهم 3 مليارات دولار، وهؤلاء لا يقل عددهم عن 21 من اصحاب المصارف الهامة في لبنان.
اليوم نحن امام احداث خطرة جدا في قطاع غزة وحرب وحشية وهمجية على القطاع. وان يوميات طفل فلسطيني في عمر ال 5 سنوات ودموعه تنهمر على وجهه وهو يتيم بعدما فقد اهله، تساوي عندنا ارض العالم كله ودول العالم كله وكل جبروت جيش العدو الاسرائيلي. ولن نسكت عن هذا الامر، ولن نسكت عن الحرب التي يقوم بها جيش الاحتلال الاسرائيلي تجاه ارض غزة. وان اسرائيل تبذل جهودا كبيرة حاليا على التطهير العرقي للسكان العرب في فلسطين، كما حصل في العام 1948.
واليوم يرتكبون جريمة ضد الانسانية في قطاع غزة لاجراء النقل القسري للسكان الفلسطينيين من غزة الى مصر. وتقوم حكومة نتانياهو والوكالة الصهيونية الدولية بالضغط على الولايات المتحدة والدول الاوروبية كي تقوم بالسماح لما بين مليون ومليوني فلسطيني بالانتقال من قطاع غزة الى منطقة في سينا ضيقة، على اساس ان هذا الامر يتم اثناء الصراع فقط، الا انه بعد ذلك، فان «اسرائيل» التي ترتكب المجازر في غزة، ستقوم باغلاق بشكل دائم لكل معابر عودة الشعب الفلسطيني بمجرد خروج الفلسطينيين من غزة الى سيناء، فهذا ما حدث في العام 1948.
ان خطوة الاردن بسحب السفير الاردني من الكيان، ثم قيام مملكة البحرين ايضا بذلك، لا يكفيان، بل المطلوب من كل الدول المطبعة مع العدو الاسرائيلي ان تسحب سفراءها احتجاجا على ما يجري من عمليات وحشية ضد المدنيين في قطاع غزة، وان يصبح الامر من الخليج الى المحيط موقفا عربيا واحدا بمقاطعة الكيان الصهيوني، لان المخطط الصهيوني هو قصف قطاع غزة بشكل هجمي، اي الا يصبح هنالك مجال للحياة في غزة، وألا تكون الحياة مستدامة فيها، وعندئذ يكون امام الشعب الفلسطيني اما الهجرة الى الخليج او يتم توزيعه على الدول العربية.
اليوم سوف يخطب سماحة السيد حسن نصرالله سيد الكلمة وسيد الوعود الصادقة وسيد قيادة المقاومة وساعة الحرب، وهو الذي يحددها. ومن المعيب توجيه اي اتهام الى حزب الله بانه وراء الوضع الصعب الدي يعيشه لبنان، بل ان الاتهام يوجه حتما الى الطبقة السياسية التي سرقت اموال الشعب اللبناني. فلقد كان الوضع الاقتصادي جيدا، وكان النمو 4% في لبنان، الا ان خلافات الاطراف السياسية وفسادهم وسرقاتهم في حين كانت قروض الاسكان والصناعة و الزراعة والسياحة والتكنولوجيا على المطاعم والفنادق وفي كل المجالات يتم توزيعها حتى اصبح نمو لبنان 4%، فيما انحدر في سنة واحدة الى ادنى من 1%. وهذه المسؤولية تقع على الطبقة السياسية بمجملها بنسبة 95%، اذ كلهم باتوا اصحاب مليارات ووزراء ونوابا او يملكون عشرات الملايين الدولارات او مئات الملايين الدولارات، فيما الشعب اللبناني وصل الى الجوع الكامل والى الهجرة من بلاده مرغما ومظلوما.
ان سيد الكلام سماحة السيد حسن نصرالله هو الذي سيعلن للشعب اللبناني وللشعب العربي وللشعوب المسيحية والاسلامية في العالم كله، ان المقاومة في لبنان لديها رؤيتها وخططها. وهذا الامر متروك لسماحة السيد، وهو البليغ في الكلام، وهو صاحب القدرة على ارسال الرسائل الى دول العالم، ووضع الخطوط الحمراء امام العدو الاسرائيلي الذي لا يستطيع تجاوزها، مع العلم ان المقاومة في قطاع غزة قادرة على الصمود ما بين اربعة الى ستة اشهر، مع الحاق الخسائر الكبيرة في جيش العدو الاسرائيلي. وفي الوقت نفسه، فان التجارة في «اسرائيل» هي صفر، والسياحة هي صفر، والاقتصاد في الكيان الصهيوني هو صفر، والمعامل انتاجها صفر ويعيش الكيان الصهيوني حالة منع تجول وخسائر كبرى.
ان كل قوة الكيان الصهيوني هي بالدعم المطلق من قبل الادارة الاميركية الظالمة والتي تكذب علنا، اذ يقول رئيس الولايات المتحدة، وهي اكبر دولة في العالم، ان صواريخ المقاومة هي التي قامت بقصف وهدم المستشفى المعمداني المسيحي. كذلك ان القصف الصاروخي من المقاومة، هو الذي دمر الكنيسة الاورثوذكسية الذي يعود بناؤها الى 2000 سنة منذ ايام السيد المسيح عليه السلام. وان النقطة الثانية في قوة الكيان الصهيوني، هي في شرذمة مواقف الدول العربية وعدم وقوف العرب موقفا واحدا تجاه الظلم والخطة الصهيونية التي تستهدف الهيمنة على كل الدول العربية، واخر مشاريع الهيمنة ما طرحه الرئيس الاسبق دونالد ترامب من مشروع ابرامز.
يا سيد الكلام سماحة السيد حسن نصرالله، ننتظرك الليلة لنسمعك. وانت ضمانة الامة، وانت الذي تهتف كل سنة مع سيد الشهداء الامام الحسين عليه السلام «هيهات منا الذلة». وهذا الهتاف لن ينتهي ابدا، ومهما كد كيدهم، والله لن يمحو اثرنا، كما قالت السيدة زينب عليها السلام. سوف نسمعك يا سماحة السيد قائد المقاومة على مدى العالم كله، وبخاصة في غزة وفلسطين والعراق، وبخاصة في لبنان، وان مئات الاف الصورايخ هي التي ستعيد «اسرائيل» الى العصر الحجري، وان عشرات الالاف من المقاتلين والمقاومين والمجاهدين هم رهن اشارتك للدخول الى فلسطين مهما كلف الثمن، ونحن بانتظار كلمتك يا سيد الكلمة، سماحة السيد حسن نصرالله.