مقالات

منذ 75 سنة تعيش اجيالنا الحروب ولماذا على الاجيال المقبلة ان تعيش 100 سنة من الدمار؟

شارل أيوب-الديار

منذ 75 سنة شنت الصهيونية الحرب على فلسطين وقامت باحتلال ما تمت تسميته يومها فلسطين 1948 وهذا الاحتلال لم يحصل لولا منظمات ارهابية صهيونية من هاغانا وايرغون التي ارتكبت المجازر في القرى والمدن والبلدات الفلسطينية وقامت بتهجير شعبها منذ ذلك الوقت الى قطاع غزة والى لبنان وسوريا والاردن وقسم منهم الى مصر اضافة الى ما تم تهجيره من الشعب الفلسطيني الى الشتات.

استكمل المخطط الصهيوني احتلال كامل فلسطين عبر العدوان الكبير الذي حصل عام 1967 وذلك بدعم اميركي اوروبي وخاصة الولايات المتحدة التي دعمت سلاح الجو الاسرائيلي يومها بطائرات الفانتوم التي كانت حديثة جدا واستطاعت تدمير الجيوش العربية الثلاثة المصرية والاردنية والسورية، ويومها لم يشترك ابدا لبنان ضد هذا العدوان على اساس مبدأ القول ان لبنان ضعيف ولا يستطيع الدخول في اي حرب ضد العدو الصهيوني.

واكمل المخطط الصهيوني احتلاله لكامل فلسطين المحتلة

ودول الجوار، وكانت اكثرية الاعتداءات تحصل على لبنان فيوما يقتحمون بيروت ويقتلون ثلاثة من قادة المقاومة الفلسطينية، ويوما يقومون بعملية انزال في مطار بيروت ويدمرون ثماني طائرات من طيران الشرق الاوسط وهي طائرات مدنية لمجرد انه تم خطف طائرة اسرائيلية من قبل تنظيم فلسطيني، ولم ينطلق من بيروت هذا التنظيم الذي خطف الطائرة الاسرائىلية المدنية لكن جيش العدو الاسرائيلي قام بتدمير الاسطول الجوي لشركة طيران الشرق الاوسط اضافة الى تدمير مراكز عديدة في مطار بيروت المدني، كذلك كان الطيران الاسرائيلي المعادي يقوم كل فترة بقصف تلال الناعمة ويتم اغلاق المجال الجوي لمطار بيروت وتعطيل مدارج هبوط الطيران المدني.

تحت عنوان لبنان الضعيف قام العدو الاسرائيلي عام 1982 باكبر حرب برية وجوية وبحرية ضد لبنان وهاجم كامل الجنوب اللبناني اضافة الى القصف الجوي على كل المناطق اللبنانية الى ان وصل الى العاصمة بيروت وقصف بطائراته ودباباته حتى احرق عاصمتنا بيروت.

منذ 1948 وحتى 2023 مرت 75 سنة والعدو الاسرائيلي بمشروعه الصهيوني يدمر لبنان الى ان اتت المقاومة التي استطاعت تحرير الشريط الحدودي بعد 18عاما من احتلاله من الجيش الاسرائيلي.

ثم لاحقا منذ اربعة عقود قامت المقاومة وخاصة مقاومة حزب الله بالاشتراك مع حركة امل وتنظيمات لبنانية اخرى بردع العدو الاسرائىلي الى ان خرج من لبنان مهزوما بعد عمليات حربية عديدة قامت بها المقاومة.

كذلك فان مقاومة حزب الله استطاعت عام2006 الحاق الهزيمة الكبرى بالعدو بعد عدوان شهر تموز.

اليوم تطلق اطراف لبنانية عديدة روايات عن ان حربا مروعة ستحصل ضد لبنان كأن الاجيال التي عاشت منذ عام 1948 حتى عام 2023 مكتوب عليها ان تبقى ضحية الوحشية الصهيونية والحروب الصهيونية على لبنان، فهل مكتوب علينا ان تعيش الاجيال المقبلة 75 سنة اخرى من الاعتداءات الصهيونية الوحشية وتهديد لبنان بعودته الى العصر الحجري؟ ومن قال ان حزب الله سيكتفي عندها بقصف الكيان الصهيوني بالصواريخ او غير ذلك.

ان حزب الله الذي يقوم بمعارك يومية على الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة ضد جيش العدو الاسرائيلي انما يكبده خسائر بشرية عسكرية رغم استشهاد اكثر من 40 شهيدا للمقاومة الاسلامية ، لكن حزب الله قادر على مهاجمة الجليل الاعلى والجليل الاوسط ولديه القدرة العسكرية وبهذه العملية فهو قادر ان يقسم العدو الاسرائيلي الى قسمين اذا حصلت عملية اجتياح غزة التي يهدد بها الصهيونيون لابادة حركة حماس ومقاومة الشعب الفلسطيني، حيث يصل عدد الشعب الفلسطيني الى مليونين وثلاثمئة الف مواطن فلسطيني.

وهنا اذا قام حزب الله بمهاجمة الجليل الاعلى والجليل الاوسط فان الجيش الاسرائيلي الذي حشد الاحتياط لديه واصبحت المعامل والمؤسسات فارغة بسبب دعوة الاحتياط الذي وصل الى 800 الف فان هذا الجيش سينقسم بين العملية البرية في غزة والبرية على الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة وطالما ان حدود لبنان مع فلسطين هي بمسافة 80 كيلومترا فان قوات حزب الله قادرة على اقتحام الجليل الاعلى والجليل الاوسط ولديها القدرة الكافية، لذلك ستبدأ مرحلة جديدة مع انقسام الجيش الاسرائيلي وهي جعل اجيالنا المقبلة لا تعيش تحت الغطرسة الصهيونية، ومن قال اننا نحن من الاجيال التي عاشت تحت العدوان الاسرائيلي المستمر على لبنان نقبل ان تعيش اجيالنا واولادنا تحت الغطرسة الصهيونية والاستكبار والعدوان المستمر على ارض لبنان وبجعل لبنان بلدا ضعيفا.

لن نقبل باي شكل ان تعيش الاجيال المقبلة تحت الهيمنة الصهيونية وهذا السرطان الذي زرعته الولايات المتحدة وقسم من الدول الاوروبية في بلادنا ومهما كلف الامر اذا حصلت الحرب بيننا وبين الكيان الصهيوني فان الخسائر ستلحق بالكيان الصهيوني واذا كان مكتوب على لبنان كما يهدد وزراء الحكومة الصهيونية انه سيتم اعادته الى العصر الحجري فان ذلك يعني ان الاف الصواريخ ستنطلق من لبنان وتدمر اسرائيل وان لبنان سيخرج منتصرا والاهم ان الاجيال المقبلة لن تعيش ابدا تحت الذل وان العبارات الخالدة «هيهات منّا الذُلة» وعبارات غيرها تقول ان الحياة وقفة عز، هي فقط التي سنحملها للاجيال المقبلة وستبقى تحيا في نفوس المؤمنين.

وماذا تكون الحياة ان كانت في ذلة وماذا تكون الحياة ان لم تكن وقفة عز فقط ونحن لن نرضى الا ان نعيش في العز

وان نتائج الحرب بعد الهجوم الصهيوني على قطاع غزة ستقول:

«بعدَ غزة ستأتي العزّةُ»

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى