الجمهورية اللبنانية: سنة بلا رئيس ومنسوب الحرب يرتفع
وفي هذا الاطار كتبت” النهار“: لعنة الشغور الرئاسي التي بدأت عمليا في الأول من تشرين الثاني 2022، أي كيوم غد تماما، لم تطارد لبنان بتكرار تجربة الفراغ مرة جديدة منذرة بتعطيل منهجي للنظام الدستوري والمؤسساتي بدءا برأس هرم الدولة وناظم الجمهورية فحسب، بل تبدت مع الشهور الـ12 من الفراغ التي تكتمل منتصف هذا الليل، عن فراغ اخطر واشد فتكا بمستقبل لبنان ونظامه وانتظامه العام وهو فراغ القدرة التامة لدى “النخب السياسية” اللبنانية وعجزها عن الاضطلاع بدور انقاذي حقيقي من شأنه ان يردع نمطا سياسيا اختطه فريق سياسي عريض وفرض على البلاد التطبع به ومن ثم تحكم بمجريات البلد الفارغ من رئاسته. أدى الى ذلك واقعيا الى نشؤ ظاهرة اليأس الدولية من لبنان وطبقته وعجز المنظومة الدولية على فرض احترام النظام الدستوري في لبنان بحمل نخبته السياسية على الإسراع في انتخاب الرئيس الرابع عشر للجمهورية فكان ان واكبت الفراغ المتمادي حتى الساعة ظاهرة افشال واخفاق وتعجيز المبادرات الخارجية بدءا بـ”اعرقها” المبادرة الفرنسية .
بطبيعة الحال سال حبر كثيف مدى السنة المنصرمة حيال أسباب اخفاق المبادرة الفرنسية لاسيما لجهة مخالفتها مخالفة فادحة الخط التاريخي للعلاقات الفرنسية اللبنانية عبر انحيازها الى فريق ومرشحه الرئاسي في مواجهة افرقاء اخرين. لكن اخفاق هذه المبادرة لم يحجب التخبط والعجز أيضا اللذين طاردا ولا يزالان حتى منظومة “الدول الخماسية” الولايات المتحدة وفرنسا والمملكة العربية السعودية ومصر وقطر، كما المبادرة القطرية كذلك.
لم تمض سوى أسابيع قليلة على اخر فصول الوساطة القطرية التي لم تصل الى نتيجة ولو انها تتواءم والخط البياني لموقف عام للمجموعة الخماسية للذهاب نحو “المرشح الثالث”. ومع ذلك عادت كل الازمة الى ما دون المربع الأول ونقطة الصفر حين حلت أولوية طارئة ومفزعة في السابع من تشرين الأول الجاري مع انفجار مريع لخطر اشتعال الحرب بين اسرائيل وحزب الله .
وها هو لبنان اليوم، بـ”اركانه” الواقعية الحقيقية أي: الفراغ الرئاسي المتمدد الى فراغ مؤسساتي متدرج تباعا، والانهيار الآخذ في التعاظم في كل القطاعات، والخوف الكبير من حرب تتعاظم الامال والتمنيات والضغوط والمطالب والتحذيرات من حصولها، كل هذه “الأركان” تحضر في رزمة واحدة في يومي 31 تشرين الاول والأول من تشرين الثاني لتذكر اللبنانيين بما لا يوجب تذكيرهم بان بلدهم بلا رأس كما بلا نظام وهنا الخطر الموازي تماما لخطر الحرب.