عاجل

بايدن ومعضلة عنوانها نتنياهو – شفقنا العربي

شفقنا- برزت الولايات المتحدة الأمريكية في يوم الناس هذا، منقذة لنتنياهو في حرب غزة، حيث كانت هناك فجوة مفتوحة وغير مسبوقة بين حكومته وحكومة نتنياهو المتطرفة قبل عملية اقتحام الأقصى. حتى أن الأمر وصل إلى النقطة تجنب فيها البيت الأبيض رسميا دعوة نتنياهو لزيارة واشنطن.

لا شك أن الخلاف بين الحكومات الديمقراطية الأمريكية ونتنياهو لم يعد جديد العهد؛ لأنه في عهد بيل كلينتون وأوباما شهدنا اختلافا جوهريا بينهما وبنيامين نتنياهو؛ لكن هذه القضية أصبحت متعددة الأوجه وذات معنى خلال إدارة بايدن. 

في مثل هذا الوضع، دفعت حرب غزة والهجمات الإسرائيلية المتواصلة على الناس والمدنيين في هذه المنطقة الرئيس وكبار المسؤولين الأمريكيين إلى التوجه فورا إلى تل أبيب وعدم التخلي عن أي مساعدة لنتنياهو في حرب غزة في الأسابيع الثلاث الماضية. 

على سبيل المثال، فأمريكا، بالإضافة إلى إرسال أسطول عسكري ضخم وتقديم مساعدات أسلحة للكيان الصهيوني، خصصت في خطة ميزانية مساعدات طارئة بقيمة 14 مليار دولار لهم.

 وبالإضافة إلى ذلك، فإن الولايات المتحدة الآن لا تعارض وقف إطلاق النار في غزة فحسب، بل استخدمت حق النقض (الفيتو) ضد مشاريع القرارات التي قدمتها روسيا والبرازيل لتقديم المساعدات الإنسانية لشعب غزة.

دعم اسرائيل

ومع ذلك، بغض النظر عن حقيقة أن أمريكا تعتبر نفسها دائما ملزمة بدعم إسرائيل كحليف رئيس لها، ففي مستويات أخرى من هذه القضية، فإن الوضع بالنسبة للبيت الأبيض لمواصلة مساعدة نتنياهو ليس طبيعيا جدا.

النقطة الأولى هي أن وضع نتنياهو الآن بعد اقتحام الأقصى وحرب غزة أصبح أقل استقرارا من ذي قبل. أي أنه واجه معارضة كبيرة من سلطات وشعب إسرائيل بسبب قضية الفساد والحكومة اليمينية والمتطرفة وأيضا مسألة الإصلاحات القضائية، والآن المسؤولية الرئيسية عن مفاجأة وفشل استخبارات الصهاينة في مواجهة حركة حماس تقع على عاتقه مباشرة.

ولهذا السبب يعتقد بعض المحللين أن نتنياهو يريد بقوة أن تستمر الحرب، لأنه يعلم جيدا أنه بمجرد انتهاء الصراع، بالإضافة إلى الاضطرار إلى تحمل المسؤولية عن الهزيمة، فمن المرجح أن تتم إقالته بسرعة. 

من ناحية أخرى، وعلى الرغم من تشكيل حكومة حرب في إسرائيل وإظهار معارضي نتنياهو وحدة بسبب الوضع الحالي، إلا أن الأدلة تشير إلى وجود انقسامات عميقة في هذه الحكومة، لأنه من ناحية، فان السلطات السياسية والعسكرية لا تزال تعارض نتنياهو، ومن ناحية أخرى، يقال إنه لا يثق بهم أيضا، إذ قام بمراجعة جميع الخطط والخرائط العملياتية مرارا وتكرارا وهو في حيرة من امره في عملية اتخاذ قرار.

الخطط التي باءت بالفشل

في مثل هذه الظروف، تشير الأدلة إلى أنه خلال الأسابيع الثلاثة الماضية، شهدت غالبية الخطط الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط تقريبا تغييرات خطيرة. في الواقع، أظهرت إدارة بايدن العام الماضي أنها تنوي مغادرة المنطقة، التي جاءت اليوم لمساعدة إسرائيل من خلال إرسال أساطيل عسكرية ونشر أنظمة دفاع صاروخية.

وفي هذا الصدد، أفادت صحيفة ميدل إيست أن الحربين المتزامنتين في غزة وأوكرانيا لم تتسببا في تغيير في استراتيجية خروج أمريكا من الشرق الأوسط فحسب، بل إنها الآن تشكل تحديا لقدرة أمريكا على إنتاج الذخيرة والأسلحة، لأنه قبل ذلك، كانت أسلحة أمريكا لقد ارسالها لمساعدة أوكرانيا، والآن ليس هناك الكثير لإسرائيل. ونتيجة لذلك فإن الحل في المقام الأول هو أن تضطر واشنطن إلى تقليص المساعدات لأوكرانيا حتى تتمكن من إرسال الأسلحة إلى حليفتها القديمة في حرب غزة.

وبالطبع لا ينتهي الأمر هنا، لأن بايدن يعلم أن مجال المناورة لديه خلال حرب غزة ضد نتنياهو محدود؛ بحيث أنه إذا فكر في عدم دعم رئيس الوزراء الصهيوني المتطرف، فإنه حتما سيكون لديه صراع آخر مع الجمهوريين الذين يعتبرون الداعمين الأساسيين لنتنياهو.

في المقابل، وبينما فقد قادة الدول العربية ثقتهم في بايدن خلال حرب غزة، فهو الآن في وضع صعب آخر. منذ بداية الحرب، زعم الكيان الصهيوني مرارا وتكرارا أنه يريد الدخول إلى غزة عن طريق البر، وقام في الأيام القليلة الماضية ببعض التحركات المحدودة للدخول إلى هذه المنطقة. كما يخطط الصهاينة لإجبار أهل غزة على الهجرة.

قضيتان عارضهما بايدن ووزير خارجيته بشكل واضح؛ وأعلن بايدن في مقابلة تلفزيونية أن إعادة احتلال غزة يعتبر خطأ فادحا، وأكد أنتوني بلينكن الذي سافر إلى المنطقة أن مسألة الهجرة القسرية للأشخاص من شمال غزة إلى المناطق الجنوبية لا تحظى بدعم الولايات المتحدة.

التعامل مع إسرائيل ونتنياهو 

مثل هذه الظروف، بحسب مراقبين، جعلت بايدن يواجه مشاكل كبيرة في التعامل مع إسرائيل ونتنياهو. فمن ناحية، فإن فتح جبهة الحرب الثانية بعد أوكرانيا أجبرت واشنطن على تركيز كل اهتمامها على الأراضي المحتلة. وهذا يتعارض مع سياسات الولايات المتحدة في التعامل مع روسيا خلال العام ونصف العام الماضيين، ومن المؤكد أن هذا الوضع سيفيد موسكو على الأقل على المدى القصير.

بالإضافة إلى ذلك، وفي الوضع الذي فشلت فيه بعض الاستراتيجيات الأمريكية مثل تطبيع العلاقات بين السعودية وإسرائيل وانسحاب قوات الولايات المتحدة من المنطقة، فإن معضلة مهمة تواجه بايدن وهي أنه مجبر على دعم إسرائيل، والذي قتل خلال يوم 22 أمس أكثر من 8000 شخص عادي، خاصة النساء والأطفال، في غزة، ومن ناحية أخرى، فإن دعمه لهذا الكيان يعني الوقوف خلف نتنياهو، وهو ما يعتبره المحللون رهانا على حصان ميت. لأنه مهما كان مصير الحرب، فإن حجم الجرائم المرتكبة في غزة يُنسب إلى حكومة بايدن، ومن المؤكد أن حياة حكومة نتنياهو قد لا تستمر حتى بضعة أيام بعد أن يهدأ الصراع.

المصدر: صحيفة اعتماد

————————

المقالات والتقارير المنقولة تعبر عن وجهة نظر مصادرها ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع

————————–

النهاية

 

المصدر
الكاتب:Shafaqna1
الموقع : ar.shafaqna.com
نشر الخبر اول مرة بتاريخ : 2023-11-01 02:19:54
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى