أكدت الرئاسة الفلسطينية ضرورة أن يتخذ المجتمع الدولي موقفاً حقيقياً تجاه وقف العدوان والمجازر التي ترتكبها إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية، بما في ذلك القدس.

وشددت على أن المجزرة الأخيرة التي وقعت في مخيم جباليا شمال قطاع غزة هي مثال حيّ على الانتهاكات الإسرائيلية، وحمّلت “المجتمع الدولي بمؤسساته ومنظماته مسؤولية هذه المجازر في ظل الصمت والعجز”. ودعت الرئاسة “جماهير الشعب الفلسطيني إلى الوحدة وتوحيد الصفوف ونبذ الفتنة لمواجهة هذه التحديات المصيرية التي تواجه قضيتهم وشعبهم”.

كما أدانت حركة “حماس” بشدة القصف الدموي الذي استهدف مخيم جباليا للاجئين، محملة المسؤولية ل”جميع الدول والحكومات والمنظمات الداعمة للاحتلال وعدوانه وأعماله الإجرامية على مدى 25 يوماً، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأميركية”.

وادعى جيش الاحتلال أنه استهدف “قيادياً كبيراً” في حركة حماس كان متواجداً في مكان الغارة في جباليا، بينما نفت الحركة هذا الادعاء وقالت إنه “كاذب ولا أساس له”.

وتوالت ردود الفعل على المجزرة التي ارتكبتها القوات الإسرائيلية بعد استهداف حي سكني محاذي للمستشفى الإندونيسي في مخيم جباليا شمال غزة، مما أدى إلى استشهاد وجرح 400 شخص وفقاً لوزارة الصحة الفلسطينية.

وأدان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في بيان، قتل المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة. وأعرب عن صدمته للأخبار المروعة التي تشير إلى أن “ثلثي ضحايا الهجمات في غزة هم من النساء والأطفال”، داعياً إلى إعلان وقف إطلاق نار عاجل من أجل تأمين الاحتياجات الطارئة في غزة بسبب الكارثة.

كما أدان الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط القصف الذي طال مخيم جباليا، مؤكداً أنه “لا يمكن لضمير العالم أن يظل صامتاً حيال ما يجري”. وجدد دعوته إلى وقف فوري للعمليات العسكرية في غزة، مشدداً على أن “المجتمع الدولي مسؤول عن هذه الدماء التي تسيل يوما بعد يوم، وأن دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع بشكل فوري يظل مسؤولية عالمية وأممية”.

وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن “إسرائيل فقدت تماماً عقلية الدولة وأصبحت تتصرف كتنظيم”. وأضاف أن “العالم الغربي وفي مقدمته الدول الأوروبية، رسب مجدداً في اختبار الإنسانية في قطاع غزة والاتحاد الأوروبي لم يتمكن من الخروج والدعوة إلى وقف إطلاق النار، ولم يدين إسرائيل”.

وارتكبت إسرائيل هذه المجزرة في اليوم ال25 من الحرب، حيث أعلنت المقاومة الفلسطينية أنها تخوض معارك عنيفة مع قوات الاحتلال المتوغلة شمال غزة وجنوبها وأكدت تدمير آليات وقتل جنود إسرائيليين.

وقد قررت مصر فتح معبر رفح الأربعاء، للسماح بمغادرة عدد من الجرحى من غزة. وأدان بيان صادر عن وزارة الخارجية المصرية بأشد العبارات “الاستهداف الإسرائيلي اللاإنساني الذي وقع في مخيم جباليا السكني”. واعتبره “انتهاكاً صارخاً جديداً للقانون الدولي والإنساني، وهو ما يعقد الأزمة الحالية وينذر بعواقب وخيمة تصعب التصدي لها على جميع المستويات”.