إعلام إسرائيل بين القلق والهزء واشنطن تتجنّب السجال
وقال المتحدث: «نحن وشركاؤنا كنا واضحين: على حزب الله وأطراف آخرين، سواء كانوا دولاً أو لا، ألّا يحاولوا استغلال النزاع القائم»، مضيفاً إن «الولايات المتحدة لا تسعى إلى تصعيد أو إلى توسيع رقعة النزاع إلى لبنان. فالتدمير المحتمل الذي سيلحق بلبنان وشعبه لا يمكن تصوّره ويمكن تجنّبه».
وفي إسرائيل تراجعت وسائل الإعلام عن قرارها بعدم نقل خطاب نصر الله، وبدأت ببث مقاطع في المواقع الإخبارية، أو في قنوات وسائل التواصل الاجتماعي، وفي مقدمتها «تليغرام».
ورغم أنه لا طمأنة فعلية في كلمة نصر الله، لإسرائيل قادةً وجمهوراً، إلا أن مستوى الخشية واللايقين، لدى المستوطنين ولدى مسؤوليهم، مكّن الرواية الإسرائيلية الموجّهة من تصوير الموقف تراجعاً وارتداعاً.
لكنّ تدخل حزب الله الكامل، غير المؤكد في هذه المرحلة، لم ينف إمكان زيادة مستويات التدخل وصولاً إلى التدخل الكامل فيها إذا وجد حزب الله «حقاً»، كما ورد في الكلمة ضرورة للتدخل الكامل. وهي الإشارة التي التقطها أكثر من تعليق إسرائيلي أمس، بعيداً عن سلطة الرقابة العسكرية.
وفقاً لقائد الفيلق الشمالي السابق وكبير باحثي معهد بيغن ـــ السادات، اللواء غيرشون هكوهين قناة «كان»، فقد»أنهى حزب الله استعداده العسكري وجهوزيته، وانتقل من حالة الروتين الى حالة الطوارئ، مع انتشار مرتبط بالاستعداد للحرب» وأضاف إن احتمال التدهور الى الحرب قائم، و»أفهم ممّا قاله نصر الله أن الأمر مرتبط بما سيحدث (في الحرب في غزة».
وسبق خطاب نصر الله حالة من الخشية في مستوطنات الجليل والشمال عموماً، اذ «كان التوتر سائداً لدى السكان. وعند بدء كلمة نصر الله، دخلوا الى المنازل، ليس للاستماع إلى الكلمة وحسب، بل ليكونوا في مكان أكثر أمناً».
وذكرت القناة 12 العبرية أن أسئلة الإسرائيليين ستبقى بلا أجوبة بعد الخطاب، و»الكل في الشمال يعرف أن الأحداث على الحدود الشمالية لا تنتهي، وستكون متأثرة طوال الوقت بتقدم قوات الجيش الإسرائيلي في غزة».
لكن مواقع إعلامية إسرائيلية أخرى قالت إن «الخطاب لم يأتِ على قدر توقعات الصديق قبل العدو»، وإنه «مخيّب لآمال حماس. ورأت صحيفة «إسرائيل اليوم» أن زبدة الخطاب كانت بتحذير نصر الله لإسرائيل من الإقدام على ضربة استباقية للبنان، إلا أنها رأت أنه «مرتدع». أمّا المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية للإعلام الغربي، أيالون ليفي، فقال «استمعنا إلى الخطاب. لقد كان مملّاً حقاً، ويبدو أن كاتب خطاباته قُتل في هجماتنا على الحدود الشمالية».