تاريخ الإعتداءات الإسرائيلية على لبنان.. ١٩٤٩ – ١٩٧٧ (٢/١)…
سفير الشمال-ديانا غسطين
منذ اليوم الثاني لعملية “طوفان الأقصى”، والاشتباكات دائرة على طول الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة بين المقاومة والعدو الإسرائيلي. ومن تدمير المنازل الى قصف الصحافيين والمدنيين، لم يتوقف الاجرام الإسرائيلي فوجه صواريخه امس، نحو سيارة مدنية كانت تمشي في الشارع في منطقة عيناتا الجنوبية، ما أدى الى استشهاد ثلاث فتيات وجدتهن وجرح والدتهن.
وخلافاً لما يعتقد الجميع، فإن تاريخ الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان لا يعود الى العام ١٩٧٨ بل الى سنة ١٩٤٨. ففي التاسع والعشرين من تشرين الأول ١٩٤٨، وضمن ما كان يسمى عملية “حيرام”، احتلت نحو ١٥ قرية، في الجنوب اللبناني وارتكبت مجزرة حولا في الأول من تشرين الثاني من العام نفسه والتي راح ضحيتها ٩٣ شخصاً. وقد انتهى هذا الاجتياح بالتوقيع على اتفاقية هدنة في رودوس في ٢٣ آذار ١٩٤٩.
اما سنة ١٩٦٠، وبعد اشتباك مع جيش العدو الاسرائيلي، تمكن الجيش اللبناني من اسر اربعة جنود اسرائيليين جرى تسليمهم فيما بعد.
والى تشرين الأول ١٩٦٥ حيث اغارت طائرات تابعة للكيان الصهيوني على منابع الحاصباني والوزاني وعطلت مشروع تحويل مجاري الانهر التي تصب في بحيرة طبريا. والجدير ذكره ان المشروع كان قد اقر في جامعة الدول العربية عام ١٩٦٤.
وفي نهاية الشهر عينه، اقدمت قوات العدو الاسرائيلي على دخول بلدتي حولا وميس الجبل وفجرت خزانات المياه وعدداً من المنازل.
الى ذلك، وابان حرب حزيران ١٩٦٧، ورغم عدم مشاركة لبنان فيها، احتلّ كيان الاحتلال مزارع شبعا وفجّر البيوت وهجّر الاهالي منها.
والى سنة ١٩٦٨، حيث اختار العدو الاسرائيلي مطار بيروت الدولي مسرحاً لعملياته. فعمدت قوة من الكومندوس الاسرائيلي يوم الثامن والعشرين من كانون الاول على نسف ١٣ طائرة مدنية.
اما عام ١٩٧٠، فقد شن جيش العدو الإسرائيلي غارات جوية مصحوبة بهجمات مدفعية على قرى العرقوب ومرجعيون وبنت جبيل قبل ان يعود وينسحب.
وبين سنتَيْ ١٩٧١ و ١٩٧٢ فقد اغار العدو الاسرائيلي مرات عدة على الجنوب اللبناني مستهدفاً الجسور التي تربطها ببعضها.
كذلك، وفي الاسبوع الاخير من شهر شباط ١٩٧٣، هاجمت قوات الكيان الصهيوني مخيّمَيْ البداوي ونهر البارد شمال لبنان، زاعمة انه بذلك يستهدف مواقع للفدائيين الفلسطينيين. وفي العاشر من نيسان من العام نفسه، اغتال كيان الاحتلال في بيروت ثلاثة من قادة المقاومة الفلسطينية.
هذا وبدأت الضربات الاسرائيلية على القرى الحدودية الجنوبية والقواعد الفلسطينية تصبح شبه يومية اعتباراً من شهر آب سنة ١٩٧٤.
اما في الخامس والعشرين من ايار عام ١٩٧٥، فقد حاول الكيان الصهيوني استغلال الفوضى الحاصلة في لبنان جراء اندلاع الحرب الاهلية، فإقتحمت قواته بلدة عيتا الشعب واشتبكت مع الجيش اللبناني. وتكررت في العام نفسه الاعتداءات الاسرائيلية عبر قصف مدينة صور ومحاولة اقامة مراكز ثابتة على طريق مرجعيون، غير ان الجيش تصدى لها ببسالة.
وتحت عنوان “تقديم المساعدة الإنسانية لسكان جنوب لبنان الذين حالت الحرب الأهلية في لبنان دون مواصلة صلاتهم وعلاقاتهم مع بيروت وبقية المناطق اللبنانية”، وضع العدو الاسرائيلي في العام ١٩٧٥ على نقطة حدودية بين لبنان وفلسطين المحتلة بالقرب من مستوطنة المطلة، مطلقاً عليها اسم “الجدار الطيب”.
والى الأول من آب ١٩٧٦، احتلت القوات الاسرائيلية بالتعاون مع مجموعات لبنانية متعاملة معها مرتفع النبي عويضة المطل على بلدة الطيبة، كما جبل المحامص الواقع جنوب بلدة الخيام.
وفي الواحد والعشرين من تشرين الأول من السنة ذاتها، طال قصف قوات الإحتلال الاسرائيلي سوق الخميس في بنت جبيل ما ادى الى استشهاد ٢٣ شخصاً واصابة ٣٠ آخرين بجروح.
وفي نيسان من العام ١٩٧٧، تمكنت قوات “سعد حداد” المتعاملة مع العدو الاسرائيلي، او ما عرف بجيش “لحد”، من السيطرة على على اكثر من ثلاثين قرية في الجنوب اللبناني.
ما اوردناه اعلاه، هو غيض من فيض الاعتداءات الاسرائيلية على لبنان والتي لم تتوقف حتى هذه اللحظة. وهي معلومات ننشرها لتذكير من هو ضعيف الذاكرة او يحاول التناسي لغايات ومآرب شخصية. ونريد منها ان تكون ناقوس خطر يقرع في ضمائر اللبنانيين والعرب عساهم يتنبهون لفظاعة الاجرام الاسرائيلي ويتوحدون لمواجهته.
(في مقالة الغد نتابع الاعتداءات الاسرائيلية من العام ١٩٧٨ وحتى ٢٠٠٦).