عاجل

الصحافة اليوم 06-11-2023

تناولت الصحف اللبنانية الصادرة في بيروت صباح اليوم الاثنين 06-11-2023 سلسلة من الملفات المحلية والاقليمية والدولية.

البناء:

ارتباك أميركي بين المطالبات بوقف إطلاق النار والالتزام بتغطية جرائم الكيان
الاحتلال يعترف بفشله في العمليات البرية عبر التهديد النووي ومزيد من المجازر
تصاعد المواجهة جنوباً مع استهداف المدنيين.. والمقاومة ترد بقصف المستوطنات

البناء كتبت صحيفة “البناء”: شكلت الجولة الإقليمية لوزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن، تعبيراً دقيقاً عن المأزق الذي تعيشه السياسة الخارجية الأميركية، بعد بلوغها الطريق المسدود في رهانها على نجاح جيش الاحتلال بالفوز في الحرب البريّة التي يخوضها في غزة بوجه المقاومة، وتقديم الغطاء للفوز بهذه المعركة لأبشع الجرائم التي يرتكبها جيش الاحتلال، والتي تسببت بإطلاق موجة من الغضب في كل عواصم العالم الغربية منها والعربية، حيث سجلت واشنطن وباريس ولندن أضخم التظاهرات التي عرفتها خلال عقود ماضية. وبدا أن الحكومات القائمة تفقد شرعيتها الشعبية، وأن ثمّة حدوداً لقدرتها على مواصلة السير بالدعم الأعمى لسلوك وسياسات كيان الاحتلال. وقد وجد هذا المأزق تعبيراته في زيارة بلينكن للمنطقة، حيث كانت زيارة فاشلة بكل المعايير فعجز عن تغطية سياسة حكومته أمام أقرب الحلفاء العرب الذين اجتمعوا به في عمان، ووجدوا أنفسهم مضطرين أمام تفاقم الغضب الشعبي في شوارعهم، أنه يستحيل تحمل استمرار هذا الوضع دون وقف إطلاق نار وإفراج فوري عن المساعدات الإنسانية، حيث الوضع في غزة يقارب لحظة الانهيار الشامل والموت المحقق. وبلينكن يعلم أن هذا هو ما تطلبه الشوارع المتفجّرة غضباً في عواصم الغرب أيضاً. وبالتوازي فشل بلينكن في إقناع حكومة كيان الاحتلال بالكفّ عن منهجية القتل المفتوح والتدمير الشامل، وقد صارت هذه المنهجية بديلاً وحيداً للتستّر على الفشل الذريع في النجاح في الحرب البرية، وبدت واشنطن عالقة مع بلينكن بين ضغوط وقف إطلاق النار والتغطية العمياء التي منحتها وتمنحها لكيان الاحتلال.

الاحتلال الفاشل عسكرياً، والذي تحوّل من جيش مقاتل إلى مجرد آلة عمياء للقتل واصل المجازر التي لا يمكن تحمل استمرارها بشرياً وإنسانياً وأخلاقياً، لكن حكومة الكيان وقادة جيشه لا يأبهون لكل ذلك، بل إن أحد وزراء حكومة بنيامين نتنياهو الآتي بأصوات اليمين المتطرّف، الذي شكل العلامة الفارقة في انتخابات الكنيست الأخيرة التي حملت نتنياهو إلى الحكم مجدداً، دعا إلى استخدام السلاح النووي للتخلص من غزة، حيث قال وزير التراث عميحاي الياهو في حوار إذاعي إن إلقاء قنبلة نووية على غزة أحد الخيارات المطروحة، كاشفاً ما يدور من نقاش في الغرف المغلقة للحكومة من جهة، وحجم المأزق الذي يواجهه الهجوم البري في غزة من جهة موازية، وإفلاس نظريات اليمين من الرهان على تسليح المستوطنين كبديل عن الجيش من جهة ثالثة، بعدما هرب المستوطنون من غلاف غزة وقالوا إنهم لن يعودوا مطلقاً.

في جبهة الحدود اللبنانية تطوّر لافت، ربما يعبر أيضاً عن المأزق الذي يواجهه جيش الاحتلال في التأقلم مع المعادلات التي فرضتها المقاومة خلال الأسابيع الأخيرة، حيث ردّ جيش الاحتلال على الهجمات التي تنفذها المقاومة ضد مواقعه باستهداف المدنيين مرتين يوم أمس، مرة باستهداف سيارة إسعاف عائدة لكشافة الرسالة، ومرة ثانية باستهداف سيارة مدنية ما أدى لاستشهاد ثلاثة أطفال مع جدتهم. وقد ردت المقاومة بقصف مستوطنتي المطلة وكريات شمونة بالصواريخ. وهذا يحدث للمرة الأولى منذ بدء طوفان الأقصى وقيام المقاومة بفتح جبهة الحدود الجنوبية تضامناً مع غزة، وقالت مصادر عسكرية إن احتمال توسّع دائرة التصعيد وارد إذا بقي الاحتلال يردّ على استهداف مواقعه العسكرية، باستهداف المدنيين، مذكرة بما قاله الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله عن الاحتمالات المفتوحة في ضوء مراقبة سلوك الاحتلال في الجبهة الحدودية، خصوصاً تجاه المدنيين.

وفي تطور خطير وجديد لم تشهده الجبهة الجنوبية منذ 8 تشرين الماضي، أقدم طيران العدو الصهيوني على استهداف سيارة مدنية بين بلدتي بليدا وعيناتا أدى الى استشهاد 3 أطفال لبنانيين وجدّتهم وأصيبت الوالدة بجروح.

وأعلنت غرفة عمليات الدفاع المدني المركزية، في بيان، أن “مسيّرة صهيونية استهدفت مساء اليوم (أمس) سيارة مدنية في بلدة عيناثا، ما أسفر عن سقوط ٣ شهداء مدنيين، وقد عملت وحدات من الدفاع المدني التابعة لكشافة الرسالة الإسلامية إلى نقلهم إلى مستشفيات المنطقة”.

وبعد أقلّ من ساعتين ردت المقاومة الإسلامية في لبنان بإطلاق رشقة من الصواريخ الثقيلة على مستوطنة كريات شمونة، وأعلنت المقاومة في بيان “قصف ‏مستعمرة كريات ‏شمونة بعددٍ من صواريخ غراد (كاتيوشا)، ردًا على الجريمة الوحشية البشعة التي ارتكبها العدو الصهيوني ‏التي استهدف بها ‏سيارةً مدنيةً عند طريق المعيصرة بين عيناتا وعيترون التي ‏أدت إلى استشهاد سيدة وثلاثة أطفال من ‏أحفادها”. وأكّدت المقاومة الإسلامية أنّها لن تتسامح أبدًا بالمسّ والاعتداء على المدنيين وسيكون ردّها ‏حازمًا ‏وقويًا.

وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية برفع درجة الاستنفار في منطقة الشمال للحالة القصوى، ولفتت الى أن صفارات الإنذار تدوّي في المطلة، كفر جلعادي، كريات شمونة في إصبع الجليل. وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية عن مقتل مستوطن صهيوني إثر إصابتها بصاروخ واحتراقها، كما أفادت عن مقتل وجرح مستوطنين آخرين.

واشتبه العدو الإسرائيلي بتحرك في وادي هونين فأطلق قنابل مضيئة وثلاث قذائف مدفعية ونفذ حملة تمشيط بالرشاشات.

وأشارت مصادر مطلعة لـ”البناء” إلى أن هذا العدوان الإسرائيلي على المدنيين هو خرق لقواعد الاشتباك الضمنية المعمول بها منذ 8 تشرين حتى ما قبل جريمة عيناتا، وهذا استدعى رداً سريعاً وحازماً من المقاومة. وهذا قد يوسّع منطقة العمليات وإطار المعركة بين حزب الله وكيان الاحتلال الإسرائيلي بحال رد جيش الاحتلال بضرب أهداف مدنية لبنانية مجدداً. لكن المصادر استبعدت أن يردّ الاحتلال على رد المقاومة التزاماً بالقرار الأميركي بعدم توسيع جبهة القتال الى لبنان والبقاء في جبهة غزة.

وذكّرت المصادر بالمعادلة التي أعلنها السيد نصرالله في خطابه الأخير، حيث حذر العدو الصهيوني من “التمادي الذي طال بعض المدنيين في لبنان”، مؤكّدًا أنّ ذلك “سيُعيدنا إلى المدني مقابل المدني”. كما حذّرت المصادر العدو من أن المقاومة لا تخشى الحرب وتملك مقوماتها ولديها ما يكفي من بنك الأهداف التي تلحق بالكيان خسائر فادحة وكارثية واستراتيجية، مذكرة بما قاله السيد نصرالله بأنّ “كل الاحتمالات في الجبهة اللبنانية مفتوحة، وكل الخيارات مطروحة، ويمكن الذهاب إليها في أي وقت من الأوقات، إذ يجب أن نكون جميعًا جاهزين لكل الفرضيات المقبلة”.

في غضون ذلك، يتحدّث السيد نصرالله السبت المقبل الساعة الثالثة بعد الظهر بمناسبة يوم شهيد حزب الله، ومن المتوقع وفق ما علمت “البناء” أن يستكمل من حيث انتهى في خطابه الأول، ويدخل في تفاصيل المعادلات العسكرية مع العدو الإسرائيلي بعدما وضع في خطابه الأول الإطار الاستراتيجي للحرب في غزة.

من جهته، ادعى المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي دانيال هاغاري أن “الجيش يعمل بناء على معلومات المخابرات ويفحص جميع الوقائع في لبنان بدقة”، وذلك في معرض ردّه على سؤال عن أنباء قصف سيارة أودى بحياة مدنيين في جنوب لبنان.

وأضاف في مؤتمر صحافي: “فيما يتعلق بلبنان، ننفذ هجماتنا استناداً إلى معلومات المخابرات وسنواصل شن هجمات. هذه هي مهمتنا. سنهاجم كل من يهدّدنا”. وأردف “ندرس بالطبع جميع الأحداث في لبنان لفهم التفاصيل. هذا ما يمكنني قوله في هذه المرحلة”.

ونقلت القناة 12 الإسرائيلية عن مسؤول في كيان العدو زعمه بأن احتمال حدوث غزو من الشمال تراجع وحزب الله لن يستطيع اختراق حدودنا.

وكان المقاومة الإسلامية في لبنان وجّهت سلسلة ضربات وعمليات نوعية ضد مواقع الاحتلال الاسرائيلي على طول الحدود، وأعلن حزب الله في بيان “استهداف ‏موقع الضهيرة بالصواريخ وقذائف المدفعية وأوقعوا فيه إصابات مؤكدة”. كما أعلن “استهداف آلية عسكرية تابعة لجيش العدو الصهيوني في موقع ‏بياض بليدا بالصواريخ الموجهة‎ ‎ووقوع طاقمها بين قتيلٍ وجريح”. وشوهِدت سُحب الدخان الأسود ترتفع في الموقع.

كما قصفت المقاومة ثكنة أفيفيم وموقع جل الدير بالصواريخ الموجّهة والأسلحة المناسبة، ودمّروا قسماً من تجهيزاته الفنية والتقنية.

وفي تطوّر نوعيّ للمقاومة، أسقطت مسيرة إسرائيلية بصاروخ ارض – جو، حيث سقطت أجزاء كبيرة منها فوق أحياء في بلدتي زبدين وحاروف، عندما كانت تحلق مع مسيرة أخرى منذ ساعات الصباح فوق أجواء النبطية، حاروف، زبدين، جبشيت، الدوير، الشرقية وتول. ولوحظ أن المسيرة الثانية، حلقت لبعض دقائق بُعيد أسقاط الأولى قبل أن تنكفئ من سماء المنطقة.

وواصلت قوات الاحتلال اعتداءاتها على عدد من القرى الحدوديّة واستهدفت سيارة إسعاف تابعة لكشافة الرسالة الإسلامية، وأشارت غرفة عمليات الدفاع المدني في كشافة الرسالة الإسلامية، في بيان الى انه “في ساعات الفجر الأولى واثناء قيام سيارتين تابعتين للدفاع المدني في كشافة الرسالة الاسلامية بواجبهما الإنساني بإجلاء عدد من المصابين من أحد المنازل التي استهدفتها قوات الاحتلال الإسرائيلي في أطراف بلدة طير حرفا قضاء صور عمدت طائرة مسيرة تابعة لقوات الاحتلال الاسرائيلي الى استهداف السيارتين بشكل مباشر ما أدى الى إصابة أربعة مسعفين بجروح متوسطة نقلوا على إثرها الى أحد مستشفيات صور للمعالجة”.

ومساء أمس، أطلق جيش الاحتلال النار على محيط مركز للجيش اللبناني في رأس الناقورة.

وأكد نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم أنّ “حزب الله جزء من المواجهة على طريق فلسطين، وطريق فلسطين طريق التّحرير وعزَّة المنطقة وتحرير لبنان واستقلاله”، موضحًا “أنّنا لا نفصل في التّحرير بين فلسطين ولبنان والمنطقة، لأنّ “إسرائيل” محتلّة لفلسطين كركيزة، ولكنّها محتلّة للمنطقة بأشكال مختلفة على مستوى الأرض أو الثّقافة أو السّياسة أو الاقتصاد؛ وسنكون دائمًا في الميدان مؤثّرين ومعطّلين لمخطّطات “إسرائيل””.

أضاف: “أوقفوا الحرب كي لا تتوسّع، وأمّا طلبكم لعدم تدخّل “حزب الله” للاستفراد بفلسطين فلن يكون”، مشدّدًا على أنّ “أميركا شريك كامل للعدوان بل هي الّتي تديره وترفض وقف إطلاق النّار. لقد سقطت أميركا والغرب أخلاقيًّا وثقافيًّا وتربويًّا، وسقطت شعاراتهم عن الدّيمقراطيّة وحقوق الإنسان والاهتمام بالطّفولة وتكريم المرأة”. واعتبر أنّهم “برزوا كوحوش بشريّة، يختبئون خلف شعارات خدَّاعة فقدت صلاحيّتها في المزيد من الخداع”.

بدوره، رأى رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد في كلمة له أن “قتل المدنيين لا يحقق نصراً والآن لا يوجد مخرج سياسي لهذا العدو وهو مأزوم ولا يجدوا له مخرجاً من الورطة التي أصابته وهذا مؤشر على قرب نهايته. كل ما يريد أن يفعله الأميركي حتى يهدئ من روع وجنون الإسرائيلي أنه يطلب مهلة خمس ساعات من أجل أن يطلق سراح بعض الرهائن الأميركيين المحتجزين عند حماس. هل ترون الانحياز إلى أي مدى يبلغ فيه الأميركيون في سياساتهم وتآمرهم؟ لكنهم معروفون أنهم رعاة الإسرائيليين. ما بال العرب والنظام العربي الساكت الأخرس والأبكم الذي لا يتكلم ولا يدين ولا يسمح لشارعه أن يتحرّك من أجل أن يدين الإجرام الصهيوني. الذين يطبّعون مع الكيان الصهيوني هم حثالة العرب ولو كانوا في سدة الأنظمة والتطبيع لن يغادرهم إلى شعوبهم على الإطلاق”.

وتابع: “إننا ذاهبون إلى نصر، لكن المطلوب أن نحسن إدارة النصر، لذلك يجب أن نحمد الله ونشكره ألف مرة أن من يقود مسيرة المقاومة في هذا الزمن قائد حكيم مقدام تقيّ ورع يعرف تفاصيل الأمور، ولا تحركه انفعالات ولا حسابات خاصة إنما ينظر بعين الله من أجل أن يحقق مصالح عباد الله. نعمة كبرى أن مسيرة المقاومة يقودها الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصرالله. أربعة مليار بشرّي وقفوا على إجر ونص طوال أسبوع من أجل أن ينتظروا كلمة سماحة السيد. أي عزّ هذا وأي مجد”.

ولاقت جريمة عيناتا حملة إدانة واسعة، حيث قال رئيس مجلس النواب نبيه بري: “آخر بنك أهداف الإحتلال الإسرائيلي الجريمة التي ارتكبها بحق الاطفال على طريق عيترون عيناتا والتي أدت الى استشهاد امراة وثلاثة من أحفادها. ان ما حصل يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن “إسرائيل” ومستوياتها العسكرية والسياسية، وإحدى عيناتها وزير التراث فيها، الذي دعا الى استخدام القنبلة النووية ضد الشعب الفلسطيني في غزة يمثل أنموذجاً لإرهاب الدولة المنظم وأن ما يقوم به الكيان الإسرائيلي من غزة الى جنوب لبنان هو سياق واحد”.

وأعلن وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال عبد الله بو حبيب، أننا “باشرنا تحضير شكوى جديدة عاجلة لمجلس الأمن الدولي سنقدمها غداً رداً على جريمة “اسرائيل” في عيناتا بحق الأطفال الثلاثة والعائلة البريئة”.

بدوره، أشار رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي في بيان، الى أن “هذه الجريمة النكراء لن تمرّ مرور الكرام وستكون مدار متابعة من قبل الحكومة، عبر اتصالات دولية، وأيضاً عبر تقديم شكوى عاجلة ضد العدو الإسرائيلي الى مجلس الأمن على خلفيتها. والمطلوب من دول القرار في مجلس الأمن العودة إلى تطبيق شرعة الأمم المتحدة والتحرك للجم الاعتداءات وإنقاذ ما تبقى من إنسانية وعدالة كي لا تبقى هذه الشكاوى حبراً على ورق”.

وكان ميقاتي تنقل بين الأردن ومصر واجتمع مع وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن في عمان، شارك فيه سفير لبنان في الأردن يوسف اميل رجي، مساعدة وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى باربرا ليف ونائب رئيس موظفي وزارة الخارجية توم سوليفان.

وأكد ميقاتي خلال الاجتماع “أولوية العمل للتوصل الى وقف إطلاق النار في غزة لوقف العدوان الاسرائيلي المستمر هناك، وكذلك العمل على وقف العدوان الإسرائيلي على جنوب لبنان وسياسة الأرض المحروقة التي تتبعها “اسرائيل” باستخدام الاسلحة المحرّمة دولياً للإمعان في احداث المزيد من الخسائر البشرية وتدمير المناطق والبلدات الجنوبية”. وشدّد على “أن لبنان الملتزم بالشرعية الدولية وبتطبيق القرار الدولي الرقم 1701، وبالتنسيق مع اليونيفيل، يطالب المجتمع الدولي بالضغط على “إسرائيل” لوقف التعديات والانتهاكات الإسرائيلية اليومية على ارضه وسيادته براً وبحراً وجواً”.

بدوره شدّد وزير الخارجية الأميركية على” انه يبذل جهده لوقف العمليات العسكرية لغايات انسانية على ان يترافق ذلك مع بدء البحث في معالجة ملف الأسرى”. ونشر بلينكن منشوراً على منصة “إكس”، تحدث فيه عن اللقاء الذي جمعه بميقاتي. وكتب: “من المهم أن نتأكد من عدم انتشار الصراع بين “إسرائيل” وحماس إلى أماكن أخرى في المنطقة. لقد ناقشتُ مع رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي السُّبل لمنع حدوث ذلك وتأمين المساعدات الإنسانيّة للشعب الفلسطيني، كما ناقشنا حاجة لبنان المُلحة لانتخاب رئيس جديد للجمهورية”. وأعلنت الخارجية الأميركية أن “بلينكن شدد خلال لقاء مع ميقاتي بعمّان على أهمية عدم اتساع رقعة الصراع بين “إسرائيل” وحماس وأعرب عن قلقه بشأن تبادل إطلاق النار على طول حدود لبنان مع “إسرائيل””.

ومن الأردن، توجه ميقاتي الى مصر حيث التقى الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي في القاهرة في قصر الاتحادية، وعبر ميقاتي عن تقديره لوقوف مصر الدائم الى جانب لبنان، ودعمها له على الصعد كافة. وقال “إن مصر التي تحمل دوماً هموم العالم العربي، تبذل جهداً كبيراً لوقف العدوان الاسرائيلي على غزة ووقف المجازر التي ترتكب في حق الفلسطينيين. ونحن ندعم موقف الرئيس المصري برفض تهجير الفلسطينيين من أرضهم، وسعيه لإيجاد حل يبدأ بوقف إطلاق النار وحماية المدنيين والعمل تالياً على إيجاد حل دائم للقضية الفلسطينية يحفظ حقوق الفلسطينيين في أرضهم ودولتهم المستقلة.

الأخبار:

الأخبار: نصرالله يقرأ العدو ميتاً من دون حماية الغرب اللصيقة: إستعدوا لمواجهة الغزو الأميركي الواسع

جريدة الاخبار كتبت صحيفة “الأخبار”: بعيداً عن الانفعالات التي رافقت القراءة الشعبية لخطاب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، الجمعة الماضي، عاد أصحاب الرؤوس الباردة إلى تقييم الأمور من زاوية علاقتها بحقائق المواجهة الجارية. فحزب الله الذي يتحمّل الكثير من الضغط حيال استحقاق المواجهة مع العدو، تجاوز «قطوع» رد الفعل الشعبي، وانتقل عملياً إلى جدول أعماله الحقيقي، وهو أن المنطقة دخلت مرحلة جديدة من المواجهة، وأبرز عناصرها تحطّم الهيبة الإسرائيلية وتحوّل العدو إلى الجنون التام، وتعاظم الوجود العسكري الأميركي في المنطقة لحماية العدو من جهة، واحتمال الدخول في مواجهة مع أعداء إسرائيل من جهة ثانية.

ما صار واضحاً، منذ 7 تشرين الأول / أكتوبر، يحسم عناصر عدة في النظرة إلى كيان العدو. فقد تعرّضت المؤسسات المركزية في القرار الإسرائيلي لهزّة كبيرة، وفقدت أجهزة الاستخبارات ثقة قسم كبير من الجمهور، وقسم كبير من القيادة السياسية، والأهم أن صورتها اهتزت لدى شركائها أو حلفائها في الاستخبارات الغربية، كما مستواها تدنّى درجات في عيون نظرائها من أعدائها. ومسألة الاستخبارات تمثّل نقطة مركزية في كيان يقوم استقراره على قاعدة رئيسية تتمثّل في دور قواته الأمنية والعسكرية. واهتزاز الثقة، جعل العدو يبدو، في نظر شعبه وأولياء أمره، في حال يُرثى لها. صحيح أن الغرب، وعلى رأسه الولايات المتحدة، تحرّك سريعاً لاحتواء الموقف، لكن ذلك حصل بالتزامن مع ارتفاع الصراخ بين قادة العدو وجمهوره. وهذه المرة الأولى التي تطلب فيها إسرائيل عوناً من هذا النوع، وهي في مواجهة مع منظّمات حزبية مقاتلة لا مع جيوش أو دول، تماماً كولد أرعن تعرّض لصفعة أفقدته وعيه، فلم يقوَ على الوقوف من دون مساعدة. إلا أنه لم يكتف بذلك، بل يطلب ممن ساعدوه أن يبقوا إلى جانبه لأنه غير واثق من عدم السقوط مجدّداً. هذه هي حال إسرائيل التي طلبت، خلال 24 ساعة، أن تأتي أميركا بكل ما يمكن لمساعدتها: مليارات الدولارات على عجل، فتح المخازن الإستراتيجية لنقل الذخيرة من دون سقف ومن دون تحديد وجهة الاستعمال، وفوق ذلك، إرسال جيوش إلى الساحل الفلسطيني لطمأنة الكيان بأنه ليس متروكاً لقدره.

ربما يقال إنه ليس من مصلحة الأميركيين والغرب انهيار إسرائيل، وخسارة هذا الاستثمار الكبير. لكن/ ينبغي التنبّه إلى أن ما يجري الآن، هو أن إسرائيل تقول لنفسها أولاً، ولرعاتها وحلفائها ثانياً، ولخصومها وأعدائها ثالثاً، إنها ليس في وضع يمكنها فيه إدارة أمورها بنفسها. وهذا يعني، عملياً، ليس فقط دخول القادة الأميركيين السياسيين والعسكريين إلى غرف العمليات السياسية والعسكرية، بل يعني أيضاً أننا أمام اختبار نادر حيال فكرة أن إسرائيل لم تعد قادرة على الصمود من دون وجود مباشر للولايات المتحدة.

في هذا السياق، يعرف الجميع أن ما تطلبه إسرائيل من أميركا وحلفائها يتجاوز توفير الغطاء لجنونها الدموي ضد أبناء غزة، ليلامس توفير المناخ الإقليمي السياسي والعسكري الذي يتيح لها تنفيذ جريمتها من دون التعرّض لأخطار إضافية. وبهذا المعنى، وفّر الأميركيون الضغط الكبير على كل العواصم في المنطقة، ومنعوا الحكومات من الإقدام على أي خطوة تضعف الموقف الإسرائيلي، وواصلوا دعمهم للعمليات الإجرامية من دون الاهتمام بأي سردية أخرى. لكن الأهم هو أن الولايات المتحدة وجدت نفسها، للمرة الأولى، معنية بتوفير العناصر اللوجستية والعسكرية لضمان عدم توسّع الحرب. وبهذا المعنى، يُفهم بصورة جيدة أن الوجود العسكري الأميركي الحالي، وإن كانت وظيفته ردعية، إلا أن حاجة إسرائيل إلى البقاء ستحوّله إلى سلاح هجومي في لحظة معينة. أي إن أميركا تقف الآن، ليس أمام مشهد اختبار هيبتها في المنطقة، بل أمام استحقاق أن تجرّها إسرائيل، بطريقة أو بأخرى، لتكون في قلب معركة لا يمكن لأحد توقّع طبيعتها وحجمها.

والظاهر، ان الاميركيين، ادركوا ان الدفعة الاولى من التعزيزات العسكرية لم تجد نفعا في ردع محور المقاومة، فقرروا ارسال المزيد. ولم يعد الحديث يقتصر على حاملتي الطائرات «فورد» و «ايزنهاور» بل اعلن امس عن إرسال أكبر الغواصات الأميركية «أوهايو» الى الشرق الأوسط. كما اعلنت الولايات المتحدة ان قاذفة لانسر من طراز B-1 التابعة لسرب التزود بالوقود الجوي، بدأت القيام بمهامها في المنطقة. وقد صُممت هذه المهمة لتأكيد سرعة الحركة وقابلية التشغيل بين الولايات المتحدة وشركائها، مع إظهار قدرة الجيش الأميركي على الاستجابة للأزمات والطوارئ عبر مسارح العمليات.

بهذا المعنى، يجب التوقف ملياً عند التشريح السياسي الذي قدّمه نصرالله في خطابه الجمعة الماضي. وهو خطاب مدروس بعناية، لأنه يحمل عنواناً جديداً للمواجهة، يتلخّص بأن المعركة الآن باتت مركّزة أيضاً على الاحتلال الأميركي الآيل إلى التوسع في المنطقة. ففي حين كان محور المقاومة يدرس كيفية طرد ما تبقّى من قوات أميركية في سوريا والعراق، يجد نفسه الآن مضطراً للأخذ في الاعتبار أن المواجهة توسّعت لتشمل القواعد العسكرية الأميركية المتنقّلة في البحر، أو تلك التي يُتوقع أن تقام داخل كيان الاحتلال في وقت قريب. وهذا يعني أن موجبات المعركة الكبرى، وإن كانت في الأصل تضع العامل الأميركي في الحسبان، صارت مضطرة اليوم للتعامل مع هذا العامل باعتباره شريكاً فاعلاً ومباشراً في الحرب التي تشنّها إسرائيل.

بناءً عليه، فإن سياق المرحلة الجديدة التي أشار إليها السيد نصرالله يتصل بمهام متنوّعة، فيها ما هو ساخن ومتصل بما يجري في الحرب على غزة، حيث يبدو أن المقاومة في لبنان قررت تطوير نوع المواجهات مع قوات الاحتلال على الحدود الجنوبية للبنان، وفتح الباب أمام أسلحة وتكتيكات جديدة ستظهر في الميدان، إضافة إلى الاستعداد وإظهار الجهوزية الكاملة لاحتمال تدحرج الأمور، جدياً، إلى مواجهات أوسع من تلك القائمة الآن مع قوات الاحتلال. لكن الأهم، هو إعادة تنظيم آليات عمل قوى محور المقاومة مجتمعةً، في سياق إنهاك العدو ومنعه من القضاء على المقاومة في غزة، وإشعاره بأن الدعم العسكري الأميركي لا يوفّر حماية جدية له. والأهم من ذلك هو دفع الأميركيين إلى إعادة النظر في أصل وجودهم هنا، والأخذ في الاعتبار أن ما سيتعرضون له من جانب قوى محور المقاومة، لن يكون أقل مما يفيد في طرد الاحتلال الأميركي من المنطقة.

وتنبغي الإشارة هنا إلى أن من يفكّر الآن في أن ضرب الاحتلال الأميركي يمثل بحد ذاته ضربة قاسية وربما أكثر من ذلك للعدو الإسرائيلي، عليه أن يفكر بطريقة إدارة العملية. وإذا كان القرار واضحاً، وإرادة القتال حاضرة، وربما الإمكانات كافية، إلا أن الأهم، هو وضع آلية تسمح بتنفيذ هذه المهمة الكبيرة، بأكلاف محسوبة بدقّة، وبما لا يتيح للأميركيين أن يتحولوا إلى مجانين أكثر من مجانين إسرائيل. وهذه الحسابات المطلوبة لا تعني التراجع أو الارتداع. وربما هذا ما يشكّله جوهر خطاب نصرالله الأخير، لأن من فكّر بأن حزب الله مرتدع وخائف من الدخول في مواجهة شاملة، ليس موجوداً حكماً في مركز القرار سواء في الولايات المتحدة أو في ما تبقّى من غرف قيادة إسرائيلية.

أما الذين كانوا ينتظرون من السيد نصرالله أن يخرج عليهم ليقول لهم: انظروا إلى حاملة الطائرات تحترق، فعليهم التروّي قليلاً، وانتظار ما سيقوله الرجل السبت المقبل. لكن الأهم، عليهم الاستعداد لجولة أقسى من الحرب المفتوحة مع الاحتلال الأميركي وكل أدواته وأذرعه العسكرية والسياسية والدبلوماسية والإعلامية والمدنية، وهي أدوات عليها أن تقرر سريعاً في أي جبهة تقف، لأن معركة تحرير فلسطين لم تعد ترفاً أو خيالاً، وهي حكماً ستجرف معها الغزو الأميركي لمنطقتنا ومحو آثار احتلاله القائمة في بلادنا، على أكثر من صعيد.

المصدر
الكاتب:
الموقع : almanar.com.lb
نشر الخبر اول مرة بتاريخ : 2023-11-06 07:04:33
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى