فشل الحرب يخفّض السقوف الأميركية | العاروري: كلام ما بعد «حماس» أوهام
في الأثناء، بدأ الفشل الإسرائيلي في الميدان في غزة يُترجَم تدريجياً، ضغطاً أميركياً على العدوّ. ويجري الحديث في إسرائيل حالياً عن قرب انتهاء الحرب بشكلها الحالي، لتتحوّل إلى اقتحامات موضعية لقطاع غزة.
وعكست بيانات البيت الأبيض انخفاض سقف التوقعات من الحرب، إذ أكد الناطق جون كيربي أن «واشنطن لا تعتقد أن بقاء الجيش الإسرائيلي في غزة هو الحل على المدى الطويل. ولن تدعم أي نوع من التهجير الدائم للفلسطينيين خارج غزة». وإذ أعلن أن بلاده ليست على اتصال بـ«حماس»، أكد أن «شركاءنا يقومون بذلك، وهم يساعدوننا كثيراً بالأمر».
وكشفت شبكة «سي إن إن» عن «تصاعد القلق والغضب بين أركان إدارة جو بايدن»، مشيرة إلى ذهول لدى بعض المسؤولين الأميركيين جراء صور القتلى المدنيين، بحيث صار بعضهم يقولون سراً إن هناك جوانب من العمليات الإسرائيلية لا يمكن الدفاع عنها».
لكن التراجع الأبرز ظهر في إمكان تحقيق اختراق عملي قريباً، بعدما نقلت وكالة «رويترز» حديث مصدر مقرّب من حركة «حماس» عن مفاوضات مع إسرائيل بوساطة قطرية حول «هدنة من ثلاثة أيام» في مقابل إطلاق سراح 12رهينة، نصفهم أميركيون».
وكان وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن قد أكد من طوكيو أن «غزة لن تكون تحت سيطرة حماس أو إسرائيل»، مضيفاً «إنه قد تكون هناك حاجة لفترة انتقالية ما في نهاية الصراع». وتابع أن «السلام القادر على الصمود يتعيّن أن ينطوي على اتحاد غزة والضفة الغربية تحت حكم السلطة الفلسطينية».
وبدأ محلّلون إسرائيليون يمهّدون لفشل الحرب على القطاع. ويرى المحلل في صحيفة «يديعوت أحرونوت»، ناحوم برنياع، أن «الأيام المقبلة قد تكون المرحلة الأخيرة، الحاسمة، في الجهدين: الحرب ضد حماس والمحاولة الأميركية – القطرية للتوصل إلى صفقة مخطوفين»، مشيراً إلى أن «تجارب الماضي في غزة وكذلك في لبنان تدل على عدم وجود احتمال مرتفع لاستئناف الاجتياح البري بعد اتفاق وقف إطلاق نار».
كذلك رأى المحلل العسكري في صحيفة «هآرتس»، عاموس هرئيل، أن «مدة استمرار الحرب، بحجم القوات الحالي، ليست غير محدودة. والولايات المتحدة تمارس ضغطاً من أجل تنفيذ هدن إنسانية أطول وتلمّح إلى أنه في المدى غير البعيد ستكون هناك حاجة إلى البحث في تغيير طبيعة الحرب»، مضيفاً إن «الإدارة الأميركية تتحدث مع إسرائيل حول ملاءمة شكل الحرب لاحقاً: سحب معظم القوات من القطاع والانتقال إلى طريقة الاقتحامات الموضعية».