الشرقي .. هوية إثنية أم موقف سياسي؟
الشرقي .. هوية إثنية أم موقف سياسي؟
عبد العزيز صالحه
صفة الشرقي أو “السفرديم” تطلق على كل مستوطن من أصول شرقية أو آسيوية أو إفريقية، عُرف هذا المصطلح في كيان العدو وأصبح مثالاً للعنصرية والتفرقة بين مستوطني الكيان.
أقيم الكيان على أكتاف ما يعرف بـ “الاشكناز” أو الغربيين، وهم اليهود الذين هاجروا من الأمريكيتين والدول الأوروبية وأستراليا وجنوب إفريقيا واليهود الروس، وبدأ هذا العنصر الغربي بالتعالي وممارسة العنصرية على كل ما هو “سفاردي”، وتعاظمت هذه الخلافات في كيان العدو مع مرور الزمن وأصبحت إحدى الفجوات والمحددات المركزية في تصنيف مستوطني الكيان بين شرقي وغربي وغير ذلك.
في الكيان وكما هو معروف فإن العنصرية الأساسية موجهة ضد العرب الفلسطينيين بشكل أساسي، لكنها ممارسة ممن يسمونهم ضد اليهود الشرقيين، ومن قبل كلّ هؤلاء ضد “الفلاشا” المضطَهدين دوماً.
تراكمت هذه العنصرية ووصلت لكل مناحي الكيان، بدايةً من الجيش وأجهزة التعليم لتصل إلى كافة المؤسسات الرسمية.
إن مراكمة مثل هذه الأوضاع ستعمل على تصدع حدود التفكك للنسيج المكون للشارع الصهيوني، رغم حرص الحكومات الصهيونية على بثّ الشحنات الدينية والقومية في صفوف المتشككين في مستقبل “إسرائيل”، عبر كتابة المقالات وتنظيم اللقاءات المُحفزة، لخطاب المزاعم التاريخية المزيفة بالعودة إلى أرض الميعاد، والدعوة إلى المحافظة على تماسك النسيج المجتمعي في الداخل الصهيوني.
إلا أن كل محاولات قيادات العدو باءت بالفشل في التقليل من نسبة العنصرية الدينية والقومية والعرقية التي تملأ كيان العدو.
هذه العنصرية تعكس حجم هشاشة الكيان في تجانسه، وتعكس حالة التشرذم والتي تتجلى هذه الأيام في الصراع على السلطات والمتمثل في الصراع بين السلطة التشريعية والقضائية.
هناك اختلاف بين “السفرديم” و”الأشكناز” في عدد من القضايا:
لون البشرة، واللباس، واللغة والطقوس الدينية، وعادات الطعام، والأعياد والمناسبات.
اليوم ومع تغلغل العنصرية داخل مجتمع العدو أصبحت صفة “الشرقي” أحد أهم مصطلحات العنصرية والتي يمنع على أثرها الشرقي من تقلّد مناصب معينة في كيان العدو.
فالشرقيون يحتلون المواقع الدنيا في السلم الوظيفي في مؤسسات الكيان والقطاع الخاص، وتحولت “الشرقية” من صفة إثنية إلى موقف سياسي وعنصري يعزل الشرقيين ويحرمهم من الكثير من الحقوق فقط لأنهم شرقيون.