التحدي متعدد الجبهات.. استعادة الردع وتجنب التصعيد #ترجمة_الهدهد “لا نريد التصعيد ولا نطمح إلى الحرب، ولكن إذا طلب منا ذلك فلن نتردد في استخدام القوة”، هذا هو جوهر الرسالة التي طلب وزير جيش العدو “يوآف غالانت” نقلها إلى قيادة حــ..ــمــ..ــاس في قطاع غزة، في تصريحاته هذا الأسبوع بمناسبة مرور 50 عامًا على حرب 1973. باقي التفاصيل..

“لا نريد التصعيد ولا نطمح إلى الحرب، ولكن إذا طلب منا ذلك فلن نتردد في استخدام القوة”، هذا هو جوهر الرسالة التي طلب وزير جيش العدو “يوآف غالانت” نقلها إلى قيادة حماس في قطاع غزة، في تصريحاته هذا الأسبوع بمناسبة مرور 50 عامًا على حرب 1973.
على خلفية هذا التحذير، تصاعد أحداث الاحتكاك والتظاهرات العنيفة على السياج الحدودي مع قطاع غزة بتوجيه من حركة حماس، وبينما كان “غالانت” يتحدث، نشر “الشاباك” بيان آخر من بيانته التي أصبحت جزءًا من روتيننا اليومي، وهذه المرة حول الكشف عن منظمة تعمل في الأراضي المحتلة عام 1948 والضفة الغربية وتخطط لتنفيذ هجمات، وفي هذه الحالة الذي كان يوجهها هم مسؤولون إيرانيون.
وصل هذا البيان إلى مكاتب وسائل الإعلام حتى قبل أن يجف حبر سلسلة رسائل الشهر الماضي، سبقها، إعلان عن ضبط متفجرات ومواد متفجرة معيارية في معبر كرم أبو سالم أثناء محاولة تهريبها إلى منطقة الضفة الغربية، على الأرجح من قبل عناصر حماس في غزة؛ وبيان عن الكشف عن منظمة متورطة في تهريب الأسلحة من الأردن إلى المقاومة في الضفة الغربية؛ ونشر الكشف عن شبكة تهريب في الكيان تعمل في خدمة حزب الله، ومن بين أمور أخرى، كان من المفترض أن تتلقى أسلحة مصنوعة في الخارج وتنقلها لتستخدمها أطراف مختلفة في داخل الكيان.
بدون مغامرات..
إن مجموع هذه البيانات، التي لا تتضمن العديد من الأحداث التي يُنظر إليها كجزء من روتين الأمن الجاري، توضح حجم التحدي المباشر الذي تواجهه المنظومة الأمنية في الكيان، ويستثمر خصوم الكيان الكثير من الجهود لبناء البنى التحتية للمقاومة، وتزويدها بالوسائل القتالية المتنوعة وإعدادها لتنفيذ الهجمات والمهام الأخرى.
يتم تنفيذ هذا الجهد عبر قنوات مختلفة، من قبل أطراف عديدة، إيرانيون، عناصر حزب الله، عناصر حماس والجهاد، وتتم إدارته من عدة ساحات، لبنان، الأردن، غزة، الضفة الغربية، مع فلسطينيين من الضفة الغربية وغزة، كل هذا يحدث أيضًا إلى جانب مبادرات محلية وهجمات ملهمة لا تتم بتوجيه مباشر من الأطراف الرسمية، بل تتأثر بالتحريض والأجواء العامة التي تسعى إلى خلقها.
ويعكس تصريح “غالانت” الاهتمام الإسرائيلي بتجنب التصعيد، والحقيقة أنه ما لم يكن ذلك ضرورياً، فليس للكيان أي مصلحة في الدخول في مغامرة عسكرية في قطاع غزة أو لبنان، إن الفائدة من المواجهات العسكرية المحدودة في هذه الساحات لا يبرر بالضرورة تكاليفها اليوم، أمنيًا واقتصاديًا وسياسيًا، ويضاف إلى ذلك أن تحويل الاهتمام والطاقات إلى هذه الساحات سيأتي على حساب الجهود المطلوبة فيما يتعلق بإيران، وعلى أقل تقدير لن يساعد في العلاقات الإقليمية التي يجري بلورتها وتتراكم في هذا الوقت.
وهذا مفهوم أيضاً في إيران وغزة ولبنان، ومن هنا يأتي التحدي الذي يواجه المستوى السياسي في الكيان، كيفية منع الخصوم من تفسير مجموعة الاعتبارات الإسرائيلية هذه على أنها فرصة لهم، أو بلغة أخرى: كيف نجعلهم يكبحون أنشطتهم، من دون الانجرار إلى مواجهة عسكرية.
ترتكز السياسة الأمنية على مبدأ الردع الأساسي بين الكيان والخصوم، وفوق ذلك تضاف طبقة من جهود الدفاع والصد والإحباط، والأدوات غير العنيفة مثل الضغط الاقتصادي أو السياسي.
إن هذه الجهود لا تحقق فعالية منخفضة، ولكنها ليست كافية للإضرار بالدافعية وتعزيز الردع، علاوة على ذلك، يتم توجيه الجهود في الروتين ضد المخاطر المباشرة وليس ضد القدرات والبنى التحتية في غزة أو لبنان.
كما أن جدوى الضغوطات السياسية أو الاقتصادية محدودة للغاية عندما يتعلق الأمر بغزة أو لبنان، صحيح أن نظام الاعتبارات لدى أعداء الكيان لا يتجاهل المصالح في هذه المجالات، لكنه يفترض أن استخدام كيان العدو لهذه الوسائل سيكون محدودا من ناحية الزمان أو النطاق، وبالتالي فإن الجدوى التي يحققها الكيان من وراء هذه الأدوات او الوسائل محدودة للغاية، بغض النظر عن الواقع الحالي، ضد “رؤوس الأفعى”.
فحص من جديد..
من الأفضل للمنظومة الأمنية أن تعيد النظر في تصورها أو مفهومها فيما يتعلق بتوازن الربح والخسارة من دخول الآلاف من سكان غزة إلى الداخل المحتل كل يوم، خاصة في ضوء رغبة كبار مسؤولي حماس في غزة في تأجيج الهجمات داخل الضفة الغربية ومنها، وفي كل الأحوال فإن الحل للمعضلة “الإسرائيلية” لن يأتي من هذا.
ما الذي يمكن فعله لتعزيز الردع وجعل رؤوس الأفعى كبح شهيتهم تجاه الكيان؟ وبدون الخوض في التفاصيل، أعتقد أنه من الصحيح زيادة الجهود الهجومية “الإسرائيلية” بشكل منخفض، أولا وقبل كل شيء ضد مرتكبي الهجمات، المخاطر في هذا المسار من العمل واضحة، لذلك يجب الاستعداد أيضًا لتدهور محتمل، لكن الفائدة الرادعة منه ليست موضع شك.
المصدر: إسرائيل اليوم/ مئير بن شبات