واشنطن- “رأي اليوم”- سلطت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية الضوء على “العقبات” التي تضعها الصين في وجه القوات الأوكرانية التي تستخدم طائراتها الاستهلاكية من دون طيار وتحولها إلى أسلحة في معركتها ضد القوات الروسية الغازية.
وتشير الصحيفة إلى تكليف جنود بالجيش الأوكراني بمهمة تحويل الطائرات الصينية التي يستخدمها الهواة إلى أسلحة قتالية، وتسلط الضوء على حالة جندي في اللواء 92 الميكانيكي الذي يوصل بطارية معدلة بطائرة كوادكوبتر حتى تتمكن من الطيران لمسافة أبعد، ثم يضع المشغلون قذيفة محلية الصنع بها لضرب الخنادق والدبابات الروسية، ما يحول المسيرات الصينية إلى صواريخ موجهة بشريا.
لكن الإمدادات توشك على الانتهاء مع وجود تعقيدات من الجانب الصيني، وفق التقرير.
وقال أوليس مالياريفيتش، وهو ضابط في اللواء 92 الميكانيكي: “في الليل نقوم بمهام قصف، وفي النهار نفكر في كيفية الحصول على طائرات بدون طيار جديدة”.
وتقول نيويورك تايمز إن القتال في أوكرانيا، أكثر من أي صراع في تاريخ البشرية، هو حرب طائرات بدون طيار، وهذا يعني الاعتماد المتزايد على موردي هذه المسيرات، وعلى وجه التحديد الصين، وفق “الحرة”.
وقد أبلغت روسيا مؤخرا بزيادة في الهجمات المسيرة التي تشنها أوكرانيا، والأخيرة تؤكد أن الأهداف داخل روسيا هي جزء من الصراع.
وخلال الأيام القليلة الماضية، تصاعدت وتيرة “حرب المسيرات” بين روسيا وأوكرانيا، وهو ما يصفه خبراء تحدث معهم موقع “الحرة” بالتحول استراتيجي، ويكشفون عن قدرات كلا من موسكو وكييف في ذلك الشأن، ويجيبون عن السؤال الأبرز “لمن الغلبة في “صراع الدرون”.
وفي حين تنتج إيران وتركيا مسيرات عسكرية تستخدم في النزاع، فإن الطائرات بدون طيار للهواة الرخيصة التي أصبحت منتشرة في كل مكان على خط المواجهة تأتي إلى حد كبير من الصين.
وتشير الصحيفة إلى أن ذلك أعطى ذلك للصين “نفوذا خفيا”، وبات على الأوكرانيين إيجاد طرق جديدة للحفاظ على إمداداتهم مع وجود “عقبات”، حيث قام الموردون الصينيون بتقليص مبيعاتهم، كما تدخل قواعد وضعتها بكين لتقييد تصدير مكونات الطائرات بدون طيار حيز التنفيذ في الأول من سبتمبر.
وتنتج الشركات الصينية مثل DJI وEHang وAutel ملايين المسيرات سنويا للمصورين الهواة والمحترفين، متفوقة بكثير على البلدان الأخرى.
وتمتلك شركة DJI، أكبر شركة لتصنيع الطائرات بدون طيار في الصين، أكثر من 90 في المئة من حصة سوق الطائرات بدون طيار الاستهلاكية العالمية، وفقا لمجموعة DroneAnalyst البحثية.
وخلال الشهور الماضية، قلصت الشركات الصينية مبيعات الطائرات بدون طيار ومكوناتها للأوكرانيين، وفقا لتحليل أجرته صحيفة نيويورك تايمز.
والشركات الصينية التي لاتزال راغبة في البيع غالبا ما تطلب من المشترين استخدام شبكات معقدة من الوسطاء، على غرار تلك التي استخدمتها روسيا للالتفاف على ضوابط التصدير الأميركية والأوروبية.
ويخشى كثيرون من أن القواعد الجديدة التي فرضتها الصين والتي تقيد بيع مكونات الطائرات بدون طيار يمكن أن تؤدي إلى تفاقم مشاكل سلسلة التوريد لدى الجيش الأوكراني مع اقتراب فصل الشتاء.
وهذه العقبات تمنح روسيا تفوقا. وقد بلغ إجمالي قيمة شحنات الطائرات بدون طيار الصينية إلى أوكرانيا حوالي 200 ألف دولار حتى يونيو من هذا العام، وفقا لبيانات تجارية. وفي الفترة ذاتها، تلقت روسيا شنات بقيمة حوالي 14.5 مليون دولار.
وقالت ماريا بيرلينسكا، خبيرة الطائرات بدون طيار القتالية ورئيسة مشروع “فيكتوري درونز” في أوكرانيا، الذي تولى تدريب القوات على استخدام التكنولوجيا: “علينا أن نعيد اكتشاف المزيد والمزيد من سلاسل التوريد المعقدة… علينا أن نقنع المصانع الصينية بمساعدتنا في المكونات، لأنها ليست سعيدة بمساعدتنا”.
وقالت إن الفوز في الحرب أصبح “ماراثونا تكنولوجيا”.