اخبار لبنان

لودريان الأربعاء في بيروت سعياً لتعويم الدور الفرنسي وإحداث خرق بملف الرئاسة

لبنان24
يطل الأسبوع المقبل على محطات بارزة “غير ميدانية” تتصل باستحقاقات الأزمات الداخلية العالقة والمجمدة وفي مقدمها الأزمة الرئاسية كما أزمة ملف قيادة الجيش تحسباً للشغور فيها.
وإذ بات معلوماً أن الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان سيعود الأربعاء المقبل الى بيروت في فصل رابع حتى الآن من مهمته المتعلقة بأزمة الفراغ الرئاسي، بدا لافتاً أن أياً من المراجع الرسمية والقوى السياسية لا تملك معطيات محددة عما إذا كان لودريان سيحمل هذه المرة أفكاراً أو مقترحات جديدة غير تلك التي كان طرحها سابقاً وتالياً بدا كل ما يساق مسبقاً عن زيارته المقبلة أشبه بتكهنات غير مسندة الى معلومات دقيقة ذي صدقية.
وكتبت “الأنباء” الكويتية: تفيد معطيات المصادر المتابعة ان الحراك الفرنسي المستجد منشؤه الرغبة في اثبات الدور بعد نجاح الوساطة القطرية – المصرية في التوصل الى “هدنة غزة” بمواكبة أميركية مباشرة.
ونقلت “الشرق الأوسط” من مصادر سياسية لبنانية بأن السفير الفرنسي لدى لبنان هيرفيه ماغرو باشر اتصالاته بالقيادات السياسية الرئيسية لإعداد لائحة بأسماء المدرجين على جدول أعمال اللقاءات التي سيعقدها لودريان، بدءاً برئيس المجلس النيابي نبيه بري.
ولفتت المصادر السياسية إلى أن مهمة لودريان لن تقتصر على إعادة تحريك انتخاب رئيس للجمهورية، وإن كان ليس في وارد تبنّي دعم ترشيح مرشح معين، وقالت إنه يسعى لجس نبض الناخبين الكبار للتأكد من مدى استعدادهم لإخراج انتخاب الرئيس من المراوحة القاتلة التي يتخبط فيها.
وكشفت أنه يحضر هذه المرة إلى بيروت من دون أن يحمل معه أي أفكار جاهزة، وإن كان لم يسقط من حسابه ضرورة البحث عن مرشح من خارج الاصطفافات السياسية. وقالت إن عودته إلى بيروت تأتي في سياق تأكيده للحضور الفرنسي في المشهد السياسي لجهة انضمام باريس للدعوات الدولية والعربية للبنان بعدم الانجرار إلى الحرب بين حركة “حماس” وإسرائيل، وضرورة الحفاظ على التهدئة المعمول بها حالياً، مع رهانه على أنها قابلة للتمديد إفساحاً في المجال أمام تبادل دفعات جديدة من الأسرى والمحتجزين، لعلها تسهم في إطالة أمد وقف إطلاق النار.
وعدّت المصادر أن لودريان لا يحمل جديداً إلى لبنان، وأن جل ما يقوم به يبقى في إطار استكشاف المواقف، لعله يعيد الروح إلى الدور الفرنسي الذي تمثل أخيراً بإطلاق باريس لمبادرة بنسخة جديدة لإخراج الاستحقاق الرئاسي من الحلقة المفرغة التي يدور فيها ومدى استعداد الأطراف للالتفاف مجدداً وبرؤية جديدة لانتخاب الرئيس، إضافة إلى تنقية أجواء العلاقة الفرنسية – اللبنانية من الندوب التي أصابتها كرد فعل على انحياز ماكرون لوجهة نظر إسرائيل في حربها مع “حماس“.
ورأت أن باريس باتت على يقين بضرورة ردم الهوة السياسية التي أحدثها ماكرون من جراء رد فعله الأولي على اجتياح “حماس” للمستوطنات الإسرائيلية، وصولاً إلى المواقف التي صدرت عنه أثناء زيارته لتل أبيب والتي جاءت خصيصاً للتضامن معها.
ويبقى السؤال: هل تأتي زيارة لودريان إلى بيروت بالتنسيق مع الدول الأعضاء في اللجنة الخماسية، خصوصاً أنه لم ينقطع عن التواصل مع الولايات المتحدة ومصر والمملكة العربية السعودية وقطر التي يتردد أنها تدرس إيفاد الفريق المعني بالملف اللبناني إلى بيروت في مهمة استطلاعية لاستكشاف المواقف، أم أن لبنان يدخل حالياً في مرحلة جديدة غير تلك التي كانت قائمة قبل اندلاع الحرب بين “حماس” وإسرائيل؟
وهناك من يقول إن مجيء لودريان إلى بيروت يبقى تحت سقف استمزاج الآراء للتأكد من أن احتمال التمديد للهدنة الإنسانية بين “حماس” وإسرائيل لن ينسحب على الساحة اللبنانية لجهة استمرار ترحيل انتخاب الرئيس، فيما تؤكد مصادر سياسية أن ما يهم باريس في الوقت الحاضر، إعادة تعويم دورها في لبنان لعلها تعيد الروح إلى مبادرتها التي أخذت تتهاوى، ليس بسبب الخلاف بين اللبنانيين فحسب، وإنما لأن الفريق الفرنسي المكلف بالملف اللبناني افتقد إلى التناغم في طروحاته، ولم يحسن القراءة في كتاب واحد، وإنما ذهب بعيداً في تعدد الآراء التي أخذت تظهر للعلن كرد فعل على النسخة الأولى للمبادرة الفرنسية بتبنيها ترشيح فرنجية للرئاسة قبل أن تعود عنها باريس بانتداب ماكرون للودريان في مهمة لإعادة الروح إلى مبادرتها وتعويمها.

وقال مصدر مطلع لـ “الديار” امس ان مواعيد حددت للقائه مسؤولين وقيادات سياسية لبنانية الاسبوع المقبل، وانه سيجتمع الاربعاء مع رئيس المجلس النيابي نبيه بري وسيكون له لقاء مماثل مع رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي.

وعما سيحمله لودريان في شان الملف الرئاسي قال المصدر انه لم يرشح اي شيء عن فحوى زيارته، لكن الاجواء التي تسبق زيارته لا تدل على انه يحمل مبادرة جديدة، وبالتالي من الصعب التكهن مسبقا في هذا الشأن.
لكن المصدر كشف ان باريس من خلال استئناف مهمة لودريان اليوم ترى ان من الواجب والضروري القيام بمزيد من الجهد والضغط لاعادة تفعيل وتسريع الملف الرئاسي اللبناني وانه لا يجب انتظار نهاية حرب غزة.

ووفق الأجواء الفرنسية المحيطة بزيارة لودريان، فإن باريس تعتقد انه من الممكن إحداث خرق جديد في جدار لأزمة الاستحقاق الرئاسي اللبناني في هذه المرحلة، لكن من المهم ايضا ان يدرك اللبنانيون ان لا احد يستطيع ان يحل محلهم وان المسؤولية في انتخاب رئيس للجمهورية تقع على عاتق النواب وسائر الكتل النيابية.

ويلفت الفرنسيون إلى أنّ لبنان لا يحضر مؤتمرات اقليمية عديدة ويغيب عنها بسبب الشغور الرئاسي، وأنه من الضروري أن يستعيد دوره في هذا الشأن، وهذا يتطلب انتخاب رئيس الجمهورية.

أضافت “الديار” أن السفير الفرنسي في لبنان هيرفيه ماغرو تطرق خلال لقائه مع رئيس واعضاء لجنة الصداقة البرلمانية اللبنانية الفرنسية الخميس الماضي الى زيارة لودريان، مؤكدا ان هناك تنسيقا بين فرنسا وكل من قطر والسعودية في شان التحرك حول الملف الرئاسي اللبناني، وان تحرك الموفد الفرنسي يحظى بدعم المجموعة الخماسية.

وأعرب بعض اعضاء اللجنة عن انهم اصيبوا بصدمة من الموقف الفرنسي ازاء حرب غزة، لكن السفير ماغرو برر في مداخلة مطولة الموقف الفرنسي بان عملية حماس أدت الى مقتل عدد من الفرنسيين واختطاف آخرين وانها طاولت الكثير من المدنيين، لكنه اشار الى توازن الموقف الفرنسي لاحقا مؤكدا على دعم باريس لإسرائيل في الدفاع عن نفسه وتاييدها في الوقت نفسه لحق الشعب الفلسطيني في دولته المستقلة.

ولفت أيضاً الى أن فرنسا تدعم تحويل الهدنة الانسانية الى وقف اطلاق نار دائم، والانصراف بعد ذلك الى تفعيل العمل لحل سياسي يرتكز على اساس الدولتين.
وحرص على تاكيد العلاقة التاريخية والمتينة بين فرنسا ولبنان، وان باريس تدعم وتعمل على استقرار وسلامة لبنان.
اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى