قراءة في حرب غزة
بقلم العميد المتقاعد حسين الشيخ علي-موقع المقال
إن ما نشهده من حرب إسرائيلية فلسطينية اليوم هي نتيجة اهمال المجتمع الدولي لحقوق الشعب الفلسطيني وفرض حل الدولتين بطريقة عادلة من جهة.
والتعصب اليهودي ضد الديانتين المسيحية والإسلامية وتدنيس مقدساتهما والشواهد كثيرة على ذلك، واعتقادهم بانهم شعب الله المختار وأن الله سخّر لهم بقية الشعوب لخدمتهم. بالإضافة إلى الحصار والقهر للشعب الفلسطيني على مدى عقود من الزمن. بالإضافة إلى التدخلات الدولية في المنطقة ومصالحها وصراعاتها من جهة ثانية.
هي اسباب رئيسية لعدم الإستقرار في المنطقة على الرغم من كل محاولات التطبيع التي لم تعط للفلسطينيين حقهم في إقامة دولتهم المستقلة كبقية دول المنطقة.
وتمتاز هذه الحرب عن المعارك السابقة بين الجيوش العربية وحركات المقاومة منذ عام النكبة 1948 بأنها:
– تجري على أرض فلسطين المحتلة بين الطرفين وليس خارجها.
– من ينفذها هم الفلسطينيون وحدهم ولو بدعم من الدول الإقليمية.
– مسرح عملياتها الضيق في قطاع غزة المحاصر، فلا إمكانية لتراجع الفلسطسنيين او هروبهم من المعركة.
– احتفاظ المقاتلين الفلسطينيين بحالتهم المعنوية لأن الدمار يطاول الأبنية السكنية والمؤسسات المدنية ولا يصل إلى مخابىء المقاومين.
– القتال المتقارب الذي يلغي التفوق الجوي لإسرائيل ويوقع اكبر قدر ممكن من الخسائر بالجنود والمدنيين في اسرائيل.
– القتال بمجموعات صغيرة سريعة التحرك ومدربة جيداً.
– التحضير لخوض الحرب لعدة أيام وربما أسابيع لأن ذلك يرهق الجيش والمجتمع الإسرائيلي.
– التأييد الشعبي للمقاومة الفلسطينية بعد فشل كل الحلول السلمية واليأس من الحصار والجوع والتوق إلى الحرية، وخاصة بعد تخلي الدول العربية عن القضية الفلسطينية.
* المؤشرات المستقبلية لهذه الحرب:
– إنفراط عملية السلام في الشرق الأوسط، سواء ربح من ربح وخسر من خسر.
– إزدياد الحقد والكراهية بين الشعبين الاسرائيلي والفلسطيني وهذا ما سيؤسس لصراعات طويلة الأمد مهما كانت نتيجة الحرب، بالإضافة الى عدم قبول التطبيع من قبل الشعوب العربية نتيجة لما تم حفظه في الذاكرة والوعي الجمعي وفي اللاوعي للمجازر المرتكبة بحق الشعب الفلسطيني.
– إزدياد حالة الفقر التي تعتبر بيئة مناسبة للتطرف والعنف في المنطقة.
– تأزم الصراع الدولي على المنطقة مما يبقيها في حالة توتر دائم.
– في حال صمود المقاومة الفلسطينية لن تقبل بالحصار مجدداً، وستعمل على تعزيز قدراتها، وعلى استرجاع ما أمكن من فلسطينيي الشتات لتطويعهم في صفوفها استعداداً للحرب اللاحقة.
– في حال إنتصار إسرائيل في الحرب سوف تعمل على تقسيم قطاع غزة الى عدة وحدات جغرافية غير متصلة وتهجير اكبر عدد من الفلسطينيين إلى الدول العربية، مما سيزيد من مشاكلها الداخلية. وستعمد لاحقاً إلى إستكمال حربها ضد البلدان العربية التي توجد فيها مقاومة، لإستثمار هذا الإنتصار. مع فوز اليمين المتطرف بالحكم دائما في إسرائيل.
العميد المتقاعد حسين الشيخ علي