الأسرى يصطدمون بـ«كابينت الحرب»: أولادنا متروكون لمصيرهم
من جهته، نقل الصحافي في «يديعوت أحرونوت»، نداف أيال، عن أحد المشاركين في اللقاء المشحون بين عائلات الأسرى ووزراء «كابينت الحرب»، قوله إن «اللقاء كان فظيعاً»، وإن الأهالي «طالبوا بالتحرك فوراً والقيام بأي شيء لإعادة أبنائهم»، مشيراً إلى أنه وفقاً لشهادات من عادوا من أسر «حماس»، فإن «أحد المختطفين كان يضرب نفسه بسبب وضعه النفسي الصعب، وثمة خوف حقيقي بسبب القصف، وهناك أيضاً شعور لدى المختطفين بأن الدولة تخلت عنهم». رغم ذلك، باتت لدى الأهالي قناعة بأن «قادة الكابينت لا يستوعبون بعد الوضع الخطير الذي يحيا فيه المختطَفون». حتى أنه وفقاً لأيال، «لم يُظهر نتنياهو التعاطف»، بل استمر في قراءة ورقة حضّرها مسبقاً، مدعياً أنه «لا يوجد، ولم يكن هناك أبداً، اقتراح من قبل حماس لطرح «الجميع مقابل الجميع» (علماً أن الناطق الرسمي باسم كتائب القسام أبو عبيدة، قال ذلك بنفسه في عدّة خطابات متلفزة)»، مشيراً إلى أن «قطر هي من طرحت فكرة كهذه في البداية، وحماس لم تكن وراءها قط. والتقدير الساحق في المؤسسة الأمنية هو أننا لن نوافق على ذلك أبداً، وفي نهاية المطاف، المختطفون هم دروع بشريّة لقادة حماس في مخابئهم».أمّا الأمر الثاني الذي طرحه نتنياهو وفقاً لأيال، فهو أن «استمرار المناورة البرية في حد ذاته ضروري للتوصّل إلى صفقة سريعة لعودة مختطفين إضافيين». وطبقاً لما نقله الصحافي عن مسؤول مقرّب من مجلس الحرب، فإنه «لا يوجد أدنى شك في أنه في حال كان هناك اقتراح إضافي، وأي إمكانية لإخراج المزيد من الرهائن من جحيم حماس، فسوف نفعل ذلك، حتى لو اضطررنا لوقف العملية البرية بضعة أيام». لكن بحسب أيال، فإن «إسرائيل لا تقوم بكل ما يلزم على المستوى الديبلوماسي على الأقل، ولا تتصرف بكفاءة وفعالية من أجل إطلاق سراح المختطفين»، رغم أن «حشد الدعم الدولي مهم، وأنه من خلال (العمل على المستوى الديبلوماسي) تستطيع إسرائيل أن تنقل رسالة بسيطة جداً: إن إطلاق سراح جميع المختطفين من شأنه أن يجعل نهاية الحرب أقرب. هل تريد أن تنتهي الحرب؟ لنبدأ بإعادة المختطفين إلى ديارهم». وخلص أيال إلى أن «حماس لم تقدّم عرضاً، ولكن إسرائيل قادرة على تقديم عرض وتحديثه علناً على المستوى الدولي. وأهمية مثل هذا الاقتراح لا تكمن فقط في توضيح تصميمها على إعادة مواطنيها أمام العالم، بل أيضاً أمام الجمهور الإسرائيلي وعائلات المختطفين هنا. إنهم لا يحتاجون إلى الاستماع إلى التصريحات المكرورة عن الالتزام الأسمى بإعادتهم، بل يحتاجون أيضاً إلى أن يروا إثباتاً على ذلك».
على أنّ كل ما تقدّم، لا يلغي، بحسب الصحافي نفسه، لا بل ربما يعزز «الحاجة إلى تقدم العملية البرية في جنوب قطاع غزة، بخاصة في خان يونس». ورأى أيال أن «الأسبوعين القادمين سيكونان حاسمين للحرب»، لافتاً إلى أن «الجيش الإسرائيلي يعلّق آماله على عدة وسائل مبتكرة – وليس فقط مياه البحر، بحسب تقارير أجنبية – لإجبار الإرهابيين على الخروج من الأنفاق، ومعهم الرهائن المحتجزين هناك». واعتبر أن «الرسالة التي يوجهها رؤساء الدول الغربية إلى إسرائيل بسيطة: اقضوا على حكم حماس، ولكن افعلوا ذلك في أسرع وقت ممكن، قبل العودة من عطلة عيد الميلاد، وبأقل قدر ممكن من الخسائر في صفوف المدنيين الفلسطينيين». وأشار، في هذا السياق، إلى أنه «من المتوقّع أن يصل مستشار الأمن القومي جيك سوليفان، إلى إسرائيل مرة أخرى في غضون أيام قليلة، وهذه المرة يريد البيت الأبيض أن يفهم بشكل أكثر دقة ما هي الخطة الإسرائيلية لمستقبل غزة. يتعين على إسرائيل أن تسرد القصة كاملة: ليس فقط عن أهوال السابع من أكتوبر، بل أيضاً عن وضع المختطفين الحالي، والمسار العسكري وتقدّمه، وكيف سيبدو المستقبل».