أعرف عدوك
الحرب تدخل مرحلة حاسمة: إسرائيل تعمّق تورطها
تمرّ الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، في مراحل حاسمة هذه الأيام، إما أن تفتح الباب على نهايتها، في ظل البحث عن المخرج السياسي لوقفها، وتعذّر تحقيق «صورة الانتصار» المنشودة إسرائيلياً، أو أنها ستمهد لامتدادها على مراحل طويلة ومختلفة، ودخولها أنساقاً قتالية متعدّدة، ربما تكون غير متاحة كثيراً في القطاع، تبعاً لطبيعته الجغرافية والديموغرافية. وهذا «السيناريو» هو الذي حذّر الأميركيون، زملاءهم الإسرائيليين، منه، خلال التخطيط للعملية البرية في غزة. وليست غزة، بأي حال من الأحوال، الموصل أو الرقّة؛ إذ لا تعدّ منطقة عمليات عسكرية فقط، بعيداً عن المدنيين، كما أن المقاومين فيها ليسوا كمقاتلي «داعش» وغيرها من التنظيمات الفتيّة التي لم تكن تمتلك خبرات عسكرية واسعة، ولا الأرض أرضها، فضلاً عن أن عائلات المقاتلين هنا لا تنتظر الموت خلف الباب، إن لم يدافع عنها رجالها، ويردّوا عدوّها عن قتلها..ومع مرور شهرين من الحرب على «حماس»، كما يسمّيها العدوّ، فإن «إسرائيل لم تكسر شوكتها بعد. وصحيح أن المنظّمة تلقت ضربات شديدة، لكن صفّها القيادي يؤدي مهامه. إذا أراد فإنه يقاتل، وإذا أراد فإنه يوقف القتال. هو لا يزال ينجح في أن يطلق هنا وهناك رشقات إلى المركز في ساعات محدّدة. والأهم، السنوار لم يستسلم»، بحسب ما يؤكّده الكاتب أرئيل كهانا في صحيفة «يسرائيل هيوم» العبرية اليمينية. وفي هذا السياق، يقول الكاتب إنه «ليس مؤكداً أن لدينا ثمانية أسابيع أخرى كي نحقّق هذا السيناريو. فساعة الرمل الدولية انقلبت»؛ صحيح أنه «لم يُخرج أخد في الغرب بعد بطاقة حمراء. لكن مثلما قال (وزير الخارجية الأميركي) بلينكن لكابينت الحرب: «لا أعتقد أنه توجد لكم أشهر»، وتوجد مؤشرات أخرى تدل على أن هذا هو الوضع». وينظر الكاتب الى الحرب في غزة على أنها ليست منفصلة عما يجري على الجبهة الشمالية، وهي بالفعل نظرة القيادة الأمنية والسياسية في تل أبيب أيضاً. «وإذا كانت المهمة في الجنوب بعيدة عن أن تكون كاملة، ففي الشمال الوضع أسوأ بكثير»، بحسب الكاتب الإسرائيلي، الذي يضيف أن «وزير الدفاع غالانت طرح استعراضاً عبثياً حين ادّعى بأن حزب الله أُبعد 3 كيلومترات عن الجدار»، فـ«الحقائق معاكسة: إسرائيل هي التي هربت عن خط الحدود كي تمنع الإصابات لرجالنا. حزب الله فقد مقاتلين وبعضاً من استحكاماته على طول الجدار. وحتى هذه اللحظة، هو لا يزال مؤهّلاً لأن يضرب إسرائيل بواسطة منظومات الصواريخ وقوة الرضوان التي بناها. في هذه الجبهة إنجازات إسرائيل محدودة جداً». ويختم الكاتب بالقول إنه «بعد شهرين من نشوب الحرب، علينا أن نعمل ضمن فرضية بأنه لا يوجد تحت تصرّفنا إلا شهر آخر لمواصلة المناورة البرية الكبرى».في هذا الوقت، وبخلاف ما يردّده رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، ووزراء حكومته وقادة جيشه، حذّرت صحيفة «يسرائيل هيوم»، من أن «تواصل العملية البرية وتعميقها في جنوب القطاع لا يضمنان إعادة الأسرى الإسرائيليين الذين تحتجزهم حركة حماس». وفي تقرير أعدّه معلّقها العسكري يوآف ليمور، ونُشر أمس، قالت الصحيفة، أن «إسرائيل وصلت إلى طريق مسدود في كل ما يتعلّق بقضية أسراها لدى حركة حماس لأنها فقدت وقتاً ثميناً، قبل شروعها في معالجة هذه القضية». وانتقدت الصحيفة عدم سعي حكومة الاحتلال إلى «استغلال الفرص المتاحة وإعادة أكبر عدد ممكن من أسراها عبر صفقات التبادل، انطلاقاً من افتراض مفاده أن الأمور في المستقبل قد تكون أكثر سوءاً». وأشار ليمور إلى أنه «لم تكن لدى نتنياهو وأعضاء المجلس الوزاري المصغّر إجابات مقنعة عند لقائهم الليلة الماضية (أول من أمس) ممثّلي عوائل الأسرى لدى حماس»، مضيفاً أن «نتنياهو وأعضاء مجلس الحرب لم يتمكّنوا من القول إن الاستراتيجية الحربية التي يعكفون عليها في قطاع غزة تضمن في نهاية المطاف إعادة الأسرى».
وتابع التقرير أنه «لا يوجد ما يضمن أن يسهم تكثيف الضغط العسكري على حركة حماس في دفعها إلى تغيير موقفها من مسار التفاوض بشأن تبادل الأسرى»، فيما «تتعاظم المخاطر على حياة الأسرى الإسرائيليين، بسبب القصف أو انتشار الأمراض». وأشار الكاتب إلى أن تشبّث قيادة العدو بالرأي القائل إن «حركة حماس لا تفهم إلا لغة القوة»، وأن الضغط العسكري عبر توسيع وتعميق المناورة البرية سيجبر قائد الحركة، يحيى السنوار، على إبداء مرونة في كل ما يتعلق بالأسرى، «قد يتبين لاحقاً بأنه خطأ يصعب إصلاحه».
على خط واشنطن – تل أيبب، قالت الخارجية الأميركية، مساء أمس، إن واشنطن «تتفهّم أنه ستكون هناك فترة انتقالية ما بعد نهاية العمليات القتالية الكبرى داخل غزة». كما أعلنت معارضتها «أيّ تقليص في مساحة قطاع غزة بعد الحرب، وسنرفض أي مناطق عازلة داخل القطاع». وأعلنت الخارجية، أنّ(نا) «نناقش مع حلفائنا وشركائنا الوضع في غزة بعد الحرب، ولن نقبل بوضع لا يضمن الأمن للفلسطينيين»، لكن «من المبكّر للغاية تحديد أي حلّ قاطع للوضع في غزة بعد الصراع، مشيرةً الى أن «الصراع في غزة يشكّل تهديداً للأمن الإقليمي والعالمي». وفي المقابل، نقلت القناة 13 الإسرائيلية عن مصادر إسرائيلية مطّلعة، قولها إن «المؤسّسة الأمنية توصي بالموافقة على طلب أميركي لزيادة كمية الوقود الداخلة إلى غزة، لكنها أوصت أن يتمّ ذلك بشكل تدريجي». وتلعب واشنطن وتل أبيب هنا، اللعبة التي باتت معروفة وممجوجة، وهي مطالبات أميركية علنيّة ذات طابع «إنساني»، يقابلها تمنّع إسرائيلي، ثم استجابة، وفي المقابل «منحة» زمنية أكبر من الولايات المتحدة لإسرائيل، لاستكمال حربها وجرائمها ضد المدنيين العزّل في قطاع غزة، بمزيد من الدعم والغطاء الأميركيين.
وتابع التقرير أنه «لا يوجد ما يضمن أن يسهم تكثيف الضغط العسكري على حركة حماس في دفعها إلى تغيير موقفها من مسار التفاوض بشأن تبادل الأسرى»، فيما «تتعاظم المخاطر على حياة الأسرى الإسرائيليين، بسبب القصف أو انتشار الأمراض». وأشار الكاتب إلى أن تشبّث قيادة العدو بالرأي القائل إن «حركة حماس لا تفهم إلا لغة القوة»، وأن الضغط العسكري عبر توسيع وتعميق المناورة البرية سيجبر قائد الحركة، يحيى السنوار، على إبداء مرونة في كل ما يتعلق بالأسرى، «قد يتبين لاحقاً بأنه خطأ يصعب إصلاحه».
على خط واشنطن – تل أيبب، قالت الخارجية الأميركية، مساء أمس، إن واشنطن «تتفهّم أنه ستكون هناك فترة انتقالية ما بعد نهاية العمليات القتالية الكبرى داخل غزة». كما أعلنت معارضتها «أيّ تقليص في مساحة قطاع غزة بعد الحرب، وسنرفض أي مناطق عازلة داخل القطاع». وأعلنت الخارجية، أنّ(نا) «نناقش مع حلفائنا وشركائنا الوضع في غزة بعد الحرب، ولن نقبل بوضع لا يضمن الأمن للفلسطينيين»، لكن «من المبكّر للغاية تحديد أي حلّ قاطع للوضع في غزة بعد الصراع، مشيرةً الى أن «الصراع في غزة يشكّل تهديداً للأمن الإقليمي والعالمي». وفي المقابل، نقلت القناة 13 الإسرائيلية عن مصادر إسرائيلية مطّلعة، قولها إن «المؤسّسة الأمنية توصي بالموافقة على طلب أميركي لزيادة كمية الوقود الداخلة إلى غزة، لكنها أوصت أن يتمّ ذلك بشكل تدريجي». وتلعب واشنطن وتل أبيب هنا، اللعبة التي باتت معروفة وممجوجة، وهي مطالبات أميركية علنيّة ذات طابع «إنساني»، يقابلها تمنّع إسرائيلي، ثم استجابة، وفي المقابل «منحة» زمنية أكبر من الولايات المتحدة لإسرائيل، لاستكمال حربها وجرائمها ضد المدنيين العزّل في قطاع غزة، بمزيد من الدعم والغطاء الأميركيين.