موضوعات وتقارير

تقرير لـ”The Hill”: غزة وسوريا وجهان لعملة واحدة.. ما علاقة إيران؟

ترجمة رنا قرعة -لبنان24

يعكس القتال الأخير بين إسرائيل ومسلحي حماس، بما في ذلك قرار الأولى باقتحام عدة مستشفيات في شمال غزة وتكتيكات حرب العصابات التي تتبعها الجماعة المسلحة عبر القطاع، أحدث مثال على أنشطة إيران المزعزعة للاستقرار في كل أنحاء الشرق الأوسط.
 
 وبحسب صحيفة “The Hill” الأميركية، “الواقع أن الحرب بين إسرائيل وحماس تعمل على تحويل الديناميكيات الجيوسياسية في المنطقة بشكل جذري، الأمر الذي يؤدي إلى الإضرار بالأمن الإقليمي الأوسع والناس الأبرياء. إلا أن هذه النتيجة لا توجد في الفراغ، بل إنه يعكس ميل الجمهورية الإسلامية إلى العمل اتعميق المواقف الفوضوية في كل أنحاء المنطقة لصالحها. وتعكس تصرفات طهران الخبيثة في الأراضي الفلسطينية المحتلة اتجاها طويل الأمد أدى إلى نتائج سلبية في كل أنحاء الشرق الأوسط“.
وتابعت الصحيفة، “تشكل سوريا خير مثال على ذلك. لقد دعمت إيران بشكل مباشر وغير مباشر حكومة الرئيس السوري بشار الأسد خلال قسم كبير من الصراع الذي امتد على مدى السنوات الاثنتي عشرة الماضية، حيث قدمت المعدات العسكرية والتدريب وغير ذلك من الأصول إلى جانب المساعدات الاقتصادية وبعض الغطاء السياسي في المنتديات الإقليمية والدولية. وتعمل في سوريا مجموعات متعددة مدعومة من إيران وتشكل ما يسمى بـ “محور المقاومة”، بما في ذلك حزب الله وحماس، بدعم من الحرس الثوري الإيراني. وتقوم هذه الجماعات بانتظام بتهريب الأسلحة والمخدرات والمقاتلين عبر سوريا لدعم طموحات إيران الإمبراطورية”.
وأضافت الصحيفة، “عوضاً عن دعم التطلعات الديمقراطية لمعظم السوريين، تهدف هذه المجموعات إلى دعم الأسد وأعوانه كأعضاء نشطين في اقتصاد الحرب في سوريا. وخلافاً للتصريحات العلنية، فإن هذه المجموعات لا تعمل لصالح السوريين، ناهيك عن الحكومة السورية، بل إنها امتداد لاستراتيجية إيران الأمنية الخارجية التي تهدف إلى ردع أعداء طهران. وتزعم الطموحات الإمبريالية للجمهورية الإسلامية في كل أنحاء المنطقة أنها تدعم رغبات الشارع العربي والإسلامي بينما تدعم بنشاط الجهات الفاعلة المهتمة بقمع المقاومة وترحب في الوقت نفسه بالصراعات الإقليمية”.
وبحسب الصحيفة، “ها هم يكررون هذا النموذج في غزة اليوم. وبينما تزعم حماس وإيران أنهما تدعمان المصالح الحقيقية للفلسطينيين وآمالهم في دولة مستقبلية، فإن الواقع أكثر ضبابية. وتستخدم هذه الجماعات المقاومة الفلسطينية لتحقيق أجنداتها، آمال إيران في الهيمنة الإقليمية ورغبة حماس في السيطرة على الأراضي الفلسطينية المحتلة. وفي نهاية المطاف، يشتمل برنامج حماس وإيديولوجيتها على المقاومة العنيفة والنضال، مهما كان الثمن. وقد أثبت هذا الموقف أنه مميت بالنسبة للفلسطينيين في غزة، الذين يواجهون اليوم حملة عسكرية إسرائيلية وحشية تستهدف المدنيين والبنية التحتية المدنية بشكل عشوائي. ففي حين أنكرت إيران أي دور لها في هجمات حماس في 7 تشرين الأول، فقد أشادت بقتال حماس ضد إسرائيل، إلى جانب المجموعات الأخرى مثل حزب الله”.
ورأت الصحيفة أنه “في حين تتحمل إسرائيل جزءًا كبيرًا من المسؤولية عن الضربات التي تلحق الضرر بالمدنيين بموجب القانون الدولي، فإن الجهات الفاعلة في محور المقاومة تلعب دورًا مهمًا في هذا الكابوس. وتعمل حماس على ترسيخ نفسها داخل البنية التحتية المدنية أو بالقرب منها، مما يعرض المدنيين للخطر. والأسوأ من ذلك أن الجهود الإيرانية الساخرة لتسليح حماس وغيرها من الجماعات الفلسطينية المسلحة تعمل على تأجيج الصراع في غزة والضفة الغربية”.
وبحسب الصحيفة، “في هذا السياق، تمثل سوريا وفلسطين وجهين لعملة واحدة في ما يتعلق بدور إيران المزعزع للاستقرار في الشرق الأوسط. تزدهر طهران في حالة من الفوضى، وتهدف بنشاط إلى تعميق عدم الاستقرار لدعم عقيدة أمنية خارجية تتطلب مشاكل أمنية خارج حدودها. ويعمل هذا النهج على تحويل التهديدات الأمنية إلى الخارج وبعيداً عن إيران، ويتم تفعيلها من خلال اختيار مصالح وآمال القادة والحركات والمجموعات والبلدان الإقليمية لتحقيق مصالحها الخاصة. ومع ذلك، تدعي طهران أنها تدعم مصالح وطموحات شعوب المنطقة. وكما يبدو جلياً في كل من سوريا وغزة، فإن هذا الافتراض بعيد كل البعد عن الحقيقة. ففي سوريا، ثار الملايين ضد الأسد دعماً للديمقراطية، وهي التحركات التي عملت الجمهورية الإسلامية بنشاط ضدها. وغزة هي تكرار مؤسف آخر لهذه القصة”.
وختمت الصحيفة، “تشكل سوريا وغزة مثالين لما يحدث عندما يُسمح لإيران باستغلال عدم الاستقرار الإقليمي لصالحها. والنتيجة لا تدعم إقامة منطقة أكثر ازدهاراً وديمقراطية، بل منطقة غارقة في الصراع والألم. وعلى هذا النحو، فإن دعم التطلعات الديمقراطية الحقيقية لشعبي سوريا وفلسطين، كمثال لمسار أفضل للمنطقة الأوسع، يجب أن يكون له أهمية قصوى في مقاومة مثل هذه الجهات الخبيثة. وأصبح الدور القيادي الذي تلعبه واشنطن أكثر أهمية من أي وقت مضى في هذا الصدد”.
اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى