موازين القوى

اليمنيون يعلنون استهداف سفينة أميركية بالصواريخ والمسيّرات كانت “تقدّم الدعم” لإسرائيل غداة إعلان واشنطن ولندن إسقاط أكثر من 20 طائرة مسيّرة وصاروخًا فوق البحر الأحمر.. وليبرمان يعتبره “أمرا لا يحتمل”

اليمنيون يعلنون استهداف سفينة أميركية بالصواريخ والمسيّرات كانت “تقدّم الدعم” لإسرائيل غداة إعلان واشنطن ولندن إسقاط أكثر من 20 طائرة مسيّرة وصاروخًا فوق البحر الأحمر.. وليبرمان يعتبره “أمرا لا يحتمل”

صنعاء-(أ ف ب) – الاناضول- أعلن اليمنيون الأربعاء استهداف سفينة أميركية بالصواريخ والمسيّرات معتبرين أنها كانت “تقدّم الدعم” لإسرائيل، وذلك غداة إعلان واشنطن ولندن إسقاط أكثر من 20 طائرة مسيّرة وصاروخًا فوق البحر الأحمر.

ونقل بيان عن المتحدث العسكري باسم الحوثيين العميد يحيى سريع على منصّة “إكس” قوله “نفذتِ القواتُ البحريةُ والقوةُ الصاروخيةُ وسلاحُ الجوِّ المسيرُ في القواتِ المسلحةِ اليمنيةِ عمليةً عسكريةً مشتركةً بعددٍ كبيرٍ من الصواريخِ البالستيةِ والبحريةِ والطائراتِ المسيرةِ استهدفتْ سفينةً أمريكيةً كانتْ تقدمُ الدعمَ للكِيانِ الصِّهيوني”.

ومن جهته اعتبر رئيس حزب “إسرائيل بيتنا” وزير الحرب الإسرائيلي الأسبق أفيغدور ليبرمان، أن إطلاق جماعة “أنصار الله” اليمنية الصواريخ والطائرات المسيرة باتجاه السفن في البحر الأحمر “أمر لا يحتمل”.

جاء ذلك في تدوينة في حسابه على منصة “إكس”، بعد إعلان “أنصار الله”، في وقت سابق من اليوم الأربعاء “استهداف سفينة أمريكية كانت تقدّم الدعم للكيان الصهيوني بعدد كبير من الصواريخ البالستية والبحرية والطائرات المسيرة”.

وقال ليبرمان: “التقرير الذي يفيد بأن الحوثيين أطلقوا من اليمن الليلة الماضية عشرات الصواريخ والطائرات دون طيار على السفن المبحرة في منطقة البحر الأحمر هو ببساطة أمر لا يحتمل”.

وأضاف: “لا يمكن أنه فيما يقوم الحوثيون بإغلاق ممرات الشحن بأكملها وإلحاق الضرر بالسفن التجارية، فإنهم هم أنفسهم يواصلون استخدام ميناء الحديدة دون عوائق وينقلون شحنات الأسلحة من إيران عبره”.

واعتبر أنه يجب تغيير التعامل مع الحوثيين، مضيفًا: “الشرق الأوسط هو الغابة الأكثر وحشية على وجه الأرض، وفي هذه الغابة يجب أن نتصرف بشكل مختلف”.

وأسقطت القوات الأميركية والبريطانية أكثر من 20 طائرة مسيرة وصاروخًا فوق البحر الأحمر أطلقها اليمنيون، في ما وصفته لندن الأربعاء بأنه “أكبر هجوم” ينفذّوه منذ بدء حرب غزة.

وأعلنت “انصار الله” اليمنية الأربعاء استهداف سفينة أميركية بالصواريخ والمسيّرات معتبرين أنها كانت “تقدّم الدعم” لإسرائيل، من دون تقديم مزيد من التفاصيل.

وقال الجيش الأميركي إن السفن الحربية والطائرات التابعة للحلفاء الغربيين أسقطت مساء الثلاثاء 18 طائرة مسيرة وثلاثة صواريخ في أحدث تدخل عسكري لها في البحر الأحمر.

وأكد وزير الدفاع البريطاني غرانت شابس أن المدمرة البريطانية إتش إم إس دايموند تدخلت بإطلاق “مدافعها وصواريخ سي فايبر” بعدما اتجهت المسيرات “نحوها ونحو سفن تجارية في المنطقة” مضيفًا أنها نجحت “إلى جانب السفن الحربية الأميركية، في صد أكبر هجوم للحوثيين” في البحر الأحمر.

وفي تصريح لاحق، قال شابس لشبكة سكاي نيوز إنه “ما من شك” في تورط طهران في هذه الهجمات وفي توفير الأسلحة والمعلومات الاستخبارية للحوثيين. وأضاف “طفح الكيل … يجب أن نكون واضحين مع الحوثيين بأن هذا يجب أن يتوقف، وهذه هي رسالتي البسيطة لهم اليوم: تابعوا بعناية ما سيحدث”.

يأتي ذلك بعد أسبوع من التحذير الذي وجهته 12 دولة بقيادة الولايات المتحدة لليمنيين من أنهم سيواجهون عواقب إذا لم يوقفوا استهداف السفن التجارية في البحر الأحمر، أحد أهم الممرات المائية للتجارة العالمية.

وخلال الأسابيع الماضية، شنّ الحوثيون أكثر من 25 عملية استهداف لسفن تجارية يشتبهون بأنها مرتبطة بإسرائيل أو متّجهة إلى موانئ إسرائيلية، قرب مضيق باب المندب الاستراتيجي عند الطرف الجنوبي للبحر الأحمر، تضامنًا مع قطاع غزة الذي يشهد حربًا مع إسرائيل منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر.

– “ردّ أوليّ” –

وقال شابس في بيانه “لقد أوضحت المملكة المتحدة وحلفاؤها في السابق أن هذه الهجمات المخالفة للقانون غير مقبولة على الإطلاق، وإذا استمرت فإن الحوثيين سيتحملون العواقب… سنتخذ الإجراءات اللازمة لحماية أرواح الأبرياء والاقتصاد العالمي”.

وبعد ساعات، جاء في بيان تلاه المتحدث العسكري باسمهم العميد يحيى سريع “نفذتِ القواتُ البحريةُ والقوةُ الصاروخيةُ وسلاحُ الجوِّ المسيرُ في القواتِ المسلحةِ اليمنيةِ عمليةً عسكريةً مشتركةً بعددٍ كبيرٍ من الصواريخِ البالستيةِ والبحريةِ والطائراتِ المسيرةِ استهدفتْ سفينةً أمريكيةً كانتْ تقدمُ الدعمَ للكِيانِ الصِّهيوني”.

ولم يحدّد البيان مكان الهجوم ولا ما إذا كان نفسه الذي تحدثت عنه واشنطن ولندن.

وأكد اليمينون أن الهجوم الأخير يأتي “كردٍ أوليٍّ على الاعتداءِ الغادرِ الذي تعرضتْ لهُ قواتُنا البحريةُ من قِبلِ قواتِ العدوِّ الأمريكيِّ” في 31 كانون الأول/ديسمبر، والذي أسفر عن مقتل عشرة عناصر كانوا على متن زوارق هاجمت سفينة تجارية.

والسبت الماضي، توعّد رئيس المجلس السياسي الأعلى مهدي المشاط، أبرز مسؤول سياسي لدى حركة “أنصار الله” (الحوثيين) واشنطن بالردّ على مقتل قوات البحرية. ونقلت وكالة أنباء “سبأ نت” اليمنية التابعة للحوثيين عنه قوله أمام قيادات عسكرية وأمنية، إن “دماء شهداء القوات البحرية دشنت معركة جديدة مع العدو الأمريكي والرد عليه آن لا محالة”.

وكانت القيادة العسكرية الأميركية في الشرق الأوسط (سنتكوم) قالت في بيان إنّ “الحوثيين المدعومين من إيران شنّوا هجوماً معقّداً بطائرات مسيّرة هجومية أحادية الاتّجاه إيرانية التصميم، وصواريخ كروز مضادّة للسفن، وصاروخ بالستي مضادّ للسفن، من مناطق يسيطر عليها الحوثيون في اليمن باتجاه جنوب البحر الأحمر”.

وأوضح البيان أنّ القوات الأميركية والبريطانية المنتشرة في المياه المجاورة أسقطت في المجموع 18 مسيّرة وصاروخين مجنحين (كروز) وصاروخاً بالستياً.

وأوضحت سنتكوم في بيانها أنّ التصدّي لهذا الهجوم الحوثي الجديد تولّته مقاتلات إف18 أقلعت من على متن حاملة الطائرات الأميركية آيزنهاور وثلاث مدمرات أميركية والمدمرة البريطانية.

– مخاوف –

وهذه المواجهة هي الأحدث منذ أن شكلت الولايات المتحدة قوة عمل بحرية متعددة الجنسيات الشهر الماضي لحماية طرق الشحن في البحر الأحمر من هجمات الحوثيين التي تعرّض 12 بالمئة من التجارة العالمية للخطر.

وينضوي الحوثيون الذين يسيطرون على أجزاء واسعة في شمال اليمن أبرزها صنعاء، في “محور المقاومة” الذي تقوده طهران ويضم العديد من الأطراف والفصائل الإقليمية المناهضة لإسرائيل.

بدأت الحرب بين إسرائيل وحماس بعدما شنّت الحركة هجوما على جنوب إسرائيل انطلاقا من قطاع غزة في السابع من تشرين الأول/أكتوبر، أدى إلى مقتل نحو 1140 شخصا غالبيتهم من المدنيين، بحسب حصيلة أعدتها وكالة فرانس برس استنادا إلى أرقام إسرائيلية.

وفي أعقاب الهجوم، سارعت الولايات المتحدة بتقديم مساعدات عسكرية لإسرائيل التي تنفذ حملة من القصف المدمر وعمليات برية أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 23357 شخصًا معظمهم من الأطفال والنساء، وفقًا لوزارة الصحة في القطاع الذي تديره حماس.

أثارت الحملة المدمرة والحصيلة المرتفعة للقتلى غضبًا واسع النطاق في الشرق الأوسط ودفعت الأطراف المناهضة لإسرائيل والولايات المتحدة، الى شنّ سلسلة عمليات في أنحاء مختلفة من الشرق الأوسط، ما أثار مخاوف من تحول الحرب الى نزاع إقليمي واسع النطاق.

وتعرضت القوات الأميركية في العراق وسوريا لهجمات متكررة بطائرات مسيرة وصواريخ تقول واشنطن إن منظمات ترعاها إيران تقف وراءها.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى