موازين القوى

رسائل إيرانية صاروخية اقليمية بامتداد دولي ..؟!

رسائل إيرانية صاروخية اقليمية بامتداد دولي ..؟!

 

16-1-2024

 

لا يهم المسؤولين في طهران كثيرا ما ستكون عليها المواقف المحيطة بضرباتها الصاروخية من شمال العراق إلى شمال سوريا وصولاً الى باكستان ، والتي لا تبدو ستتوقف عند حدود جغرافية وسياسية عسكرية لما تشي عنارادة متنامية لدى القيادة الإيرانية بتوجيه رسائل تتخطى محيط الاقليم ، خارجة عن اطار الصراع الحالي الدائر بغزة والجبهات المتصلة بها ، رغم وجودها بشكل اساسي بعمق هذا الصراع..

خرجت ايران خلال ساعات عن الدبلوماسية المزعجة لخصومها ، والثقيلة على حلفاءها واصدقائها ، والتي عادة ما تستمر لسنوات بالتعامل مع احداث نارية تقابلها بسياسة مخصبة بنسبة مئوية اقل بكثير عن نسبة التخصيب النووي ..

كان بإمكان طهران ضرب اهداف اقل حدة ومسافة وتدمير للرد على الاعتداءات التي تعرضت لها خارج حدودها وبعمقها ،

أمامها الكثير من الاهداف والمواقع الرخوة للرد ، ومنها ما يمكن ضربه بشكل مبهم وغير ظاهر كحال الضربات الباردة بينها وبينّ لإسرائيل القائمة منذ اكثر من عشر سنوات بالمنطقة وحول العالم

لكنها لم ترد كل ذلك وان كان متاح واقل كلفة سياسية وعسكرية وامنية ، لانها ارادت فعلياً رفع السقف بالأثمان السياسية والعسكرية والامنية على اعداءها ، اولاً لتكوين حالة ردع طويلة الامد وهذا ما يعتبر بصميم الامن القومي الايراني الذي يرتكز على تجنب الصراعات الجانبية والحروب التي لا تتناسب وأهدافها الاستراتيجية التي تعتمد معايير مختلفة بالشكل والمضمون عن حروب المنطقة المتعددة والمتنوعة ..

رسائل الجمهورية الاسلامية لم تكن تهدف إلى الاهداف المعلنة بضرب مواقع محددة ذات صلة بأعمال ارهابية وامنية استهدفتها خارج وداخل ايران ،

وان كان ذلك جزء مؤكد من هذا الرد ، اما الرسالة الاساسية من خلال ضرباتها هي ايصال رسالة تتعلق بقدرتها النارية الدقيقة على ضرب اي هدف تريد بالمنطقة وخارجها..

قدرة صاروخية وجوية عالية الدقة والجودة تبرز ما يمكن وصفه مواجهة اي تفوق محتمل لإسرائيل وأمريكا وحتى أوروبا وحلفائهم بالمنطقة ،

وان قدرات ما يصفونها بوكلائها بالمنطقة هي خارج قدرتها الذاتية القادرة على فرض واقع ومعادلات لا تتصل حتى بالصراع الدولي بين امريكا والصين وروسيا..

ايران قالت لمن يريد معاينة اضرار صواريخها ومسيراتها ، انها قوة اقليمية كبرى بامتداد دولي ولا شيء دون ذلك ، وان لا صراع او اتفاق دولي او اقليمي يمكن ان يجعلها على هامش رسم الخرائط والمشاريع الجيوسياسية بالمنطقة والعالم بل بعمقه وبموقع القرار فيه ..

 

عباس المعلم / كاتب سياسي

16-1-2024

 

لا يهم المسؤولين في طهران كثيرا ما ستكون عليها المواقف المحيطة بضرباتها الصاروخية من شمال العراق إلى شمال سوريا وصولاً الى باكستان ، والتي لا تبدو ستتوقف عند حدود جغرافية وسياسية عسكرية لما تشي عنارادة متنامية لدى القيادة الإيرانية بتوجيه رسائل تتخطى محيط الاقليم ، خارجة عن اطار الصراع الحالي الدائر بغزة والجبهات المتصلة بها ، رغم وجودها بشكل اساسي بعمق هذا الصراع..

خرجت ايران خلال ساعات عن الدبلوماسية المزعجة لخصومها ، والثقيلة على حلفاءها واصدقائها ، والتي عادة ما تستمر لسنوات بالتعامل مع احداث نارية تقابلها بسياسة مخصبة بنسبة مئوية اقل بكثير عن نسبة التخصيب النووي ..

كان بإمكان طهران ضرب اهداف اقل حدة ومسافة وتدمير للرد على الاعتداءات التي تعرضت لها خارج حدودها وبعمقها ،

أمامها الكثير من الاهداف والمواقع الرخوة للرد ، ومنها ما يمكن ضربه بشكل مبهم وغير ظاهر كحال الضربات الباردة بينها وبينّ لإسرائيل القائمة منذ اكثر من عشر سنوات بالمنطقة وحول العالم

لكنها لم ترد كل ذلك وان كان متاح واقل كلفة سياسية وعسكرية وامنية ، لانها ارادت فعلياً رفع السقف بالأثمان السياسية والعسكرية والامنية على اعداءها ، اولاً لتكوين حالة ردع طويلة الامد وهذا ما يعتبر بصميم الامن القومي الايراني الذي يرتكز على تجنب الصراعات الجانبية والحروب التي لا تتناسب وأهدافها الاستراتيجية التي تعتمد معايير مختلفة بالشكل والمضمون عن حروب المنطقة المتعددة والمتنوعة ..

رسائل الجمهورية الاسلامية لم تكن تهدف إلى الاهداف المعلنة بضرب مواقع محددة ذات صلة بأعمال ارهابية وامنية استهدفتها خارج وداخل ايران ،

وان كان ذلك جزء مؤكد من هذا الرد ، اما الرسالة الاساسية من خلال ضرباتها هي ايصال رسالة تتعلق بقدرتها النارية الدقيقة على ضرب اي هدف تريد بالمنطقة وخارجها..

قدرة صاروخية وجوية عالية الدقة والجودة تبرز ما يمكن وصفه مواجهة اي تفوق محتمل لإسرائيل وأمريكا وحتى أوروبا وحلفائهم بالمنطقة ،

وان قدرات ما يصفونها بوكلائها بالمنطقة هي خارج قدرتها الذاتية القادرة على فرض واقع ومعادلات لا تتصل حتى بالصراع الدولي بين امريكا والصين وروسيا..

ايران قالت لمن يريد معاينة اضرار صواريخها ومسيراتها ، انها قوة اقليمية كبرى بامتداد دولي ولا شيء دون ذلك ، وان لا صراع او اتفاق دولي او اقليمي يمكن ان يجعلها على هامش رسم الخرائط والمشاريع الجيوسياسية بالمنطقة والعالم بل بعمقه وبموقع القرار فيه ..

 

عباس المعلم / كاتب سياسي

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى