موازين القوى

الردع الاستراتيجي لحزب الله يقلّص طموحات العدوّ

• حزب الله.. على طريق القدس

 

• الردع الاستراتيجي لحزب الله يقلّص طموحات العدوّ (علي حيدر ـ الاخبار)

• هذا ما تبلّغ قائد الجيش من “اليونيفيل” عن التصعيد… ومن البريطانيين عن الأبراج (نداء الوطن)

• أفكار فرنسية بمحتوى إسرائيلي: “تحرير” اليونيفيل لا شبعا (رواند بوضرغم ـ لبنان الكبير)

• الجديد “الانفتاحي” اللافت في تصريحات عبد اللهيان في بيروت (ابراهيم بيرم)

• نشر موقع ” كالكاليست” العبري بحث مؤلف من 130 صفحة يتحدث عن قدرة حزب الله على الحاق الدمار بإسرائيل في حال قررت شن الحرب على لبنان، وبحسب البحث الإسرائيلي:

o الحزب سيطلق بين 2500 و 3000 صاروخ يومياً من مديات مختلفة.

o تقويض منظومة سلاح الجو.

o مسيرات ومحلقات الحزب ستلحق أضرارًا في القبة الحديدية.

o نيران الحزب ستطال هنكارات تخزين سلاح الجو.

o سيقصف بنى تحتية ومرافق.

o سيواجه الجيش الإسرائيلي قتالاً مع قوات الرضوان داخل مستوطنات الجليل.

• رئيس المجلس الإقليمي ميتا آشر بالجليل الغربي: نتنياهو لا يملك إجابة عن الوضع في الشمال ومتى سيعود السكان إلى هناك، أخر مرة ألتقيت به سألته عن حالة عدم اليقين التي نحن فيها، وجوابه مثل الأبكم، الأعمى، والأصم ينظر بعين فارغة ولا رد ولا إجابة.

• نتنياهو يأمر قيادة الجيش بتجهيز مراجعة أمنية مع وزراء الحكومة تتطرق إلى الجبهة الشمالية

• إذاعة الجيش الإسرائيلي:رئيس الأركان يقرر سحب الفرقة 98 من غزة إلى الحدود مع لبنان.

• صفحة ليئور كينان: عضو الكنيست ماتان كاهانا،من حزب المعسكر الوطني :”أدعو إلى تحديد موعد متفق عليه لإجراء الانتخابات، بمجرد أن تستقر الحرب ،ويصبح الوضع في الشمال أكثر وضوحا هذا العام.”.

• إعلام إسرائيلي عن جندي في الاحتياط أُطلق سراحه من الخدمة عند الحدود مع لبنان: المهمة التي تم تجنيدنا من أجلها لم تكتمل، بينما نعود إلى منازلنا، لا يزال سكان رأس الناقورة ومتات والمطلة وكريات شمونه والمنارة وشلومي بعيدين عن منازلهم.

• إذاعة الجيش الإسرائيلي: رئيس هيئة الأركان يقرر نقل الفرقة المدرعة 36 من قطاع غزة إلى الحدود مع لبنان

• موقع مجلة إيبوك العبري: حماس ازدادت قوة في جنوب لبنان. تزيد حماس من عملها ضد إسرائيل من الأراضي اللبنانية، لكن نجاح إغتيال صالح العاروري في بيروت، يقلل من احتمال انتقال كبار مسؤولي حماس إلى هناك من قطر.

 

• الردع الاستراتيجي لحزب الله يقلّص طموحات العدوّ

علي حيدر ــ الاخبار ــ يحاول قادة العدو وخبراؤه إسكات أصوات المستوطنين التي تتعالى اعتراضاً على فشل الجيش حتى الآن في توفير الشعور بالأمان لعودتهم. لذلك، تحاول دوائر التقدير والقرار احتواء ضغوطهم عبر تركيز الحديث على جانب من المشهد العملياتي يتمحور حول إنجازات تكتيكية في المعركة الدائرة مع حزب الله، وهو أمر غير مفاجئ بلحاظ تطوّر قدرات جيش العدو. بالموازاة يقرّ هؤلاء القادة والخبراء أنفسهم بالفشل في تحقيق أي إنجاز استراتيجي. فلا الجيش نجح حتى الآن في إسقاط قواعد الاشتباك التي فرضها حزب الله منذ الثامن من تشرين الأول، ولا تمكّن من فرض معادلة ردع تثنيه عن مواصلة هذا الخيار الاستراتيجي – العملياتي، والأهم أن العدو عجز عن فك الارتباط بين جبهتَي لبنان وغزة.اللافت في القراءات الإسرائيلية أن الرأي العام والخبراء يقرون، أيضاً، بأن حزب الله «حقّق إنجازاً استراتيجياً» تمثّل بـ«إخلاء عشرات الآلاف من الإسرائيليين من منازلهم»، وفق رئيس الاستخبارات العسكرية السابق (أمان) اللواء تامير هايمن. ويتقاطع مع هذا التوصيف عدد من الخبراء والمسؤولين الذين يتفقون على مجموعة مفاهيم، منها: «لا يوجد ردع في الشمال؛ سياسة الاحتواء فشلت؛ ولا يمكن الاستمرار في هذا البينغ بونغ ووجود حزام أمني في أراضينا وتحوّل سكان الجليل إلى حقل رماية لحزب الله».

فرض هذا الواقع على قيادة العدو رفع منسوب الضغوط، ولو من موقع الردود على ضربات حزب الله، عبر توسيع مدروس ومضبوط للنطاق الجغرافي للمعركة. ويعود ذلك، بشكل رئيسي، إلى فشل استراتيجية «الردع الفعّال» التي أعلنها نتنياهو كعنوان للسياسة العملياتية لجيش العدو. لكنه عكس، من جهة أخرى، مفاعيل ضربات حزب الله على المستوييْن الأمني والسياسي، وتداعياتها على صورة الجيش في نظر المستوطنين.

في المقابل، ردّ حزب الله على مساعي العدو بضربات مدروسة اعتبرتها قيادة العدو خارج القواعد الحاكمة على الميدان حتى الآن. تمثّل ذلك بضرب أهداف خارج النطاق الجغرافي للمعركة المستمرة منذ حوالي أربعة أشهر، وصف العدو بعضها بالحساسة، إضافة إلى خصوصيات عسكرية اتّسمت بها أهداف أخرى. كما شكّل استخدام حزب الله وسائل قتالية جديدة نوعاً من الارتقاء انطوى على رسائل، أكثر من يعي أبعادها العملياتية قادة الجيش، ومن ورائهم المستوى السياسي.

هذا الواقع المتداخل والمعقَّد على المستوييْن السياسي والميداني، وضع تل أبيب أمام تحدٍّ مفصلي، تمّ التعبير عنه في الساحة الإسرائيلية على أنه «صراع إرادات»، تسعى فيه إسرائيل إلى «الفصل بين حماس والمحور الشيعي وانتزاع تهديد (قدرات) حزب الله في التوغّل إلى الأراضي الإسرائيلية»،كما عبَّر هايمن.

مع ذلك، يكشف الحديث عن «صراع الإرادات»، بدلاً من حرب إسرائيلية لاجتثاث قدرات حزب الله، عن مفاعيل قوة الردع الاستراتيجي للحزب، والتي من دونها ما كان استطاع أن يخوض معركة مؤطّرة جغرافياً ومكبوحة على مستوى النيران، ومضبوطة إلى حد عدم الدفع نحو التدحرج إلى حرب واسعة، على خلاف السياسة العدوانية التي يتّبعها في قطاع غزة. كذلك تجلّت قوة ردع حزب الله في تحديد قادة العدو معايير تكتيكية لأي صيغة مستقبلية، على حساب الطموحات الاستراتيجية، تعبيراً عن إدراكهم لحجم التحوّلات التي استجدّت على معادلات القوة بين الحزب وجيش العدو. فبعدما كان العدو يحمي مستوطناته الشمالية من خلال احتلال «حزام أمني» في الأراضي اللبنانية، بات يقيم «حزاماً أمنياً» داخل «أراضيه». واللافت أن قادته وضعوا ذلك في خانة الإنجازات كونه سلب حزب الله المزيد من الأهداف، وإن عبر تهجير المستوطنين واختباء الجنود والاحتماء في التحصينات!

استخدام حزب الله وسائلَ قتالية جديدة انطوى على رسائل يعي جيش العدو والمستوى السياسي أبعادها

وبعدما كان الخطاب السياسي الرسمي، الأميركي والإسرائيلي، يركّز على المطالبة بنزع سلاح حزب الله والتهديد بتدميره إن لم يتحقق ذلك، أصبح الهم الأول في تل أبيب توفير الشعور بالأمن للمستوطنين، عبر إبعاد قوة حزب الله الهجومية، «قوة الرضوان»، عن الحدود، في إقرار صريح بفشل استراتيجية الردع والدفاع. والأهم، أن المطالبة بإبعاد «قوة الرضوان» تعكس أيضاً عدم ثقة المستوطنين بجيشهم وقدراته في مواجهة حزب الله.

اللافت أن تغليب السقف التكتيكي في المطالب أصبح مهيمناً على الخطاب الإسرائيلي الرسمي، وإن على حساب تكريس وارتفاع المخاطر الاستراتيجية. فرغم تأكيد هايمن على المطالبة بإبعاد «قوة الرضوان»، إلا أنه أقرّ في الوقت نفسه بأنه «ليس هناك وهم بأن تهديد حزب الله بشن هجوم واسع النطاق (برياً) سيختفي»، مضيفاً أن إسرائيل «ستبقى مع تهديد عشرات آلاف الصواريخ لحزب الله على الجبهة الداخلية». وتقاطع بذلك مع تأكيد قائد الفيلق الشمالي السابق اللواء آيال بن رؤوبين، أن «حزب الله لن يختفي من حياتنا»، في إشارة إلى ضرورة خفض سقف التوقّعات لأسباب استراتيجية، وأيضاً داخلية تتصل بمخاطبة الجمهور الإسرائيلي.

رغم حجم التعقيدات التي تتّسم بها جبهة لبنان، وفشل كل المحاولات السياسية والميدانية حتى الآن، إلا أن التقدير الذي لا يزال مهيمناً في كيان العدو، كما عبَّر اللواء هايمن المقرّب جداً من دوائر التقدير والقرار، هو أن «حرباً شاملة في الشمال ليست حتمية»، من دون أن يستبعد إمكانية التدهور إليها. إلا أن النظرة التشاؤمية إلى المستقبل كمنت في تأكيده على عودة «الاستيطان على طول الحدود مرة أخرى جزءاً من القصة الصهيونية الطلائعية»، وهو تعبير ينطوي على مضامين ثقافية تاريخية تشكل إقراراً بالعودة إلى الأيام الأولى التي كان يلعب فيها الاستيطان الحدودي دوراً رئيسياً في الدفاع عن الأمن والوجود. لكنّ المختلف هذه المرة، كما يتم التعبير عنه في جيش العدو، هو «تغيّر التهديد وتغيّر العدو». وبتعبير أوسع دلالة، فإن ذلك مقرون بتغيّر جوهري في البيئتين الإقليمية والعملياتية يساهم في تسارع انحدار مكانة إسرائيل الاستراتيجية والردعية.

 

• هذا ما تبلّغه قائد الجيش من “اليونيفيل” عن التصعيد… ومن البريطانيين عن الأبراج

كلير شكر ــ نداء الوطن ــ بينما كان وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان يعلن أنّ التطورات في غزة تتجه نحو الحل السياسي، لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، «لا يزال يرى الحل في الحرب لإنقاذ نفسه»، كانت الخشية من توسّع دائرة الحرب في الجنوب، وغلبة لغة النار على الديبلوماسية، تشغل بال قائد الجيش العماد جوزاف عون.

يقول من يلتقي الجنرال إنّ مؤشرات التصعيد في الجنوب لا تنبئ بالإيجابية رغم محاولات الأميركيين والأوروبيين لجم الحكومة الإسرائيلية، إلّا أنّ خوض نتنياهو معركة بقائه قد تدفعه إلى جرّ الأميركيين إلى توسيع إطار المعركة فيما قدرة واشنطن على لجمه محدودة، وفق ما بيّنت وتبيّن التطورات الميدانية. وهذا ما يجعل الخيارات الحربية تتجاوز الخيارات الديبلوماسية التي عرضت خلال الأسابيع الأخيرة على لبنان وتتضمن وقفاً لإطلاق النار وتثبيت الحدود البرية بعدما أبلغ الموفد الأميركي آموس هوكشتاين المسؤولين اللبنانيين أنّ الانسحاب من مزارع شبعا لا يندرج ضمن العرض الموضوع أمام لبنان.

وحين يُسأل عما اذا كان من الممكن أن تكون جولة التصعيد الأخيرة مقدمة لوقف إطلاق النار يجيب: أتمنى ذلك ولكن سلوك رئيس الحكومة الإسرائيلية لا يشير إلى ذلك. ويكشف أنّ قوات اليونيفيل أبلغته أخيراً نقلاً عن الإسرائيليين أنّ مدينة النبطية صارت برمتها في دائرة الاستهداف، خصوصاً بعد الهجوم الذي نفذته طائرة مسيّرة وسط المدينة، ما يرفع منسوب التأكيد بوجود خرق أمني كبير يطال «حزب الله»، الأمر الذي لا ينكره الأخير.

من هنا، فإنّ هذه المساعي الديبلوماسية تتزامن مع الهجمة الغربية لمساعدة الجيش من باب تعزيز وجوده في الجنوب حيث يفترض تطويع أكثر من خمسة آلاف عسكري ذلك لأنّ تطبيق القرار1701 يقتضي توسيع دائرة انتشار الجيش في جنوب الليطاني، من دون أن يعني ذلك أنّ المطلوب تعديل في مهامه أو في مهام اليونيفيل. كما أنّ سحب أي لواء من فوج من الأفواج المنتشرة في الجنوب، سيضرب مهمات الجيش في حماية الأمن الداخلي لا سيما لجهة ملاحقة الخلايا الإرهابية حيث تتحدث المعلومات عن إلقاء القبض حديثاً على خمس خلايا (من العراق وسوريا) بخلفية «داعشية». وبالتالي إنّ الحاجة للتطويع هي ضرورية لسدّ النقص.

وفي هذا السياق، عرض البريطانيون بناء أبراج مراقبة تشبه تلك التي موّلوا بناءها على طول الحدود الشرقية، والتي لا تختلف في طبيعتها عن المراكز العسكرية الموجودة راهناً في الجنوب، ولكنها أكثر تحصيناً وتجهيزاً وتتضمن برج مراقبة، غير أنّه يبدو أنّ تجهيز هذه الأبراج بكاميرات مراقبة لا يحظى بقبول «حزب الله» خشية من تسرّب الصور إلى البريطانيين، ولو أنّ الجيش هو من يدير هذه المهمة على الحدود الشرقية خصوصاً وأنّ البريطانيين اكتفوا فقط بالتمويل ولم يعد لهم هناك أي علاقة، فضلاً عن أن الإمكانات التقنية التي تتمع بها إسرائيل تجلعها بغنى عن هذه الكاميرات التي ستكون مهمتها رصد الجهة الإسرائيلية لا اللبنانية.

بالتوازي، يتحدث قائد الجيش وفق زواره، عن أهمية تعيين رئيس للأركان، الأمر الذي يسمح له بأن يجري سلسلة رحلات خارجية للبحث عن وسائل تدعم الجيش في هذه الظروف، كاشفاً أنّه تحدث حديثاً مع المسؤولين القطريين لتفعيل المساعدة المالية للجيش، كما مع العديد من الدول التي يقوم العديد منها بتقديم العون، كالولايات المتحدة، فرنسا، ايطاليا، بريطانيا، قطر، فيما اشترط البعض الآخر ألّا تكون تلك المساعدة مجانية، ولكن بثمنها.

ماذا عن علاقة قائد الجيش بالقوى السياسية؟

يتوقف العماد عون وفق زواره عند العلاقة الجيدة التي تجمعه برئيس مجلس النواب نبيه بري، ولو أنّ بعض الملفات تتطلب جهداً مضاعفاً لتأمين تأييد رئيس المجلس، لكن العماد عون يتحدث بإيجابية عن علاقته بالرئيس بري حين يأتي الحديث على ذكره. كذلك يصف علاقته بـ»القوات» التي لديها مصلحة وفق تقديره في تعزيز قدرات الجيش. ولا ينفي وجود تنسيق أمني مع «حزب الله» ونقاش مستمر بينهما حول كيفية الحؤول دون توسيع رقعة الحرب.

أمّا بالنسبة للعلاقة المستجدة مع رئيس «تيار المرده» سليمان فرنجية على أثر العشاء الذي جمعهما، فيكتفي بالقول إنّها كانت جلسة مصارحة وتوضيح لبعض المواقف والكلام السابق الذي نقل عن لسانيهما لبعضهما البعض، مؤكداً أنّ معظم دردشات السهرة ركّزت على هوايتهما المشتركة أي الصيد.

بالمقابل، فإنّ العلاقة مع رئيس «التيار الوطني الحر» جبران أشبه «بالفالج الذي لا يعالج»، لا بل يحمله مسؤولية الحملة السياسية التي يتعرّض لها، فيما تعيين رئيس للأركان لن يزيد في طين العلاقة مع وزير الدفاع بلّة، لأنّها بالأساس «معطوبة» وغير قابلة للإصلاح.

أمّا بالنسبة لفسخ عقد الوزير السابق ناجي البستاني، فيتبيّن أنّ هناك تراكمات ورزمة ملاحظات تسجلها قيادة الجيش على من يفترض أنّه محاميها، تبدأ بملف صواريخ الغراد الصربية التي تبيّن أنها غير صالحة للاستخدام، وكذلك حين تبيّن ايضاً أنّ المستشار القانوني لعب دوراً مزدوجاً في استشارته من باب العمل على جرّ قائد الجيش للمثول أمام النيابة العامة… ولا تنتهي بتشكيلات المحكمة العسكرية.

يصرّ قائد الجيش وفق زواره، على التأكيد أنّ أياً من القوى السياسية المحلية أو الإقليمية أو الدولية لم يفاتحه بملف رئاسة الجمهورية، وحين يقال له على سبيل المثال لا الحصر إنّ الرئيس بري يرفض تكرار تجربة العسكر في الرئاسة، يجيب «أنا أيضاً أرفضها ولينتخبوا رئيساً». كلّ تركيزه في هذه المرحلة على أداء الجيش وكيفية تأمين مقومات صموده وقدرته على تنفيذ القرار 1701 حين تأتي ساعة التفاهمات السياسية، مؤكداً رفضه إقحام السياسة في صفوف المؤسسة العسكرية، ويحرص دوماً على تنقية الشوائب حيث تتحدث المعلومات عن إحالة حوالى 80 ضابطاً إلى المجلس التأديبي وصدور قرارات بفصل حوالى 30 ضابطاً.

 

• أفكار فرنسية بمحتوى إسرائيلي: “تحرير” اليونيفيل لا شبعا

رواند بو ضرغم ــ لبنان الكبير ــ في زحمة الموفدين الدوليين الى لبنان، تبقى زيارة وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيغورنيه هي الأكثر أهمية بين سلفه البريطاني دايفيد كاميرون وخلفه الايراني حسين أمير عبد اللهيان، إذ حضر سيغورنيه الى بيروت بعد زيارته تل أبيب، وقالت معلومات موقع “لبنان الكبير” إنه سلم الجانب اللبناني ورقة أفكار تتضمن المطالب الاسرائيلية التقليدية، ولكنها للمرة الأولى تأتي على شكل ورقة محددة المعالم، على الرغم من أنها غير مكتملة لأنها خُطّت بقلم فرنسي بعد مشاورات له مع الاسرائيليين.

مصدر قيادي رفيع المستوى أكد لموقع “لبنان الكبير” أن الجواب اللبناني وصل الى الفرنسيين، وتحديداً في أقل من ثمانٍ وأربعين ساعة بواسطة مبعوث رسمي، وأن من الصعوبة أن يمضي لبنان بمثل هذه الصيغة المقدمة، لأنها تتضمن مجموعة مطالب تنسف في جوهرها القرار الدولي ١٧٠١، وسمع المبعوث الرسمي كلاماً واضحاً من الجانب اللبناني المتمثل برئيس مجلس النواب نبيه بري أن الموقف اللبناني الرسمي متمسك بالقرار ١٧٠١، وليست هناك أي نية بابتداع اجراءات أو ترتيبات جديدة عليه تغيّر مضمون هذا القرار الدولي.

ووفق معلومات موقع “لبنان الكبير” قُرئ من الأفكار الفرنسية أن إسرائيل لن ترتدع عن خروقها الجوية والبحرية، ولا نية عندها بتحرير مزارع شبعا وتسهيل المفاوضات البرية غير المباشرة، وهي تطرح عبر الوسيط الفرنسي بعض الترتيبات الجديدة منها جعل منطقة جنوب الليطاني منطقة عازلة وإبعاد قوة “الرضوان” الى شمالي الليطاني. كما أن الفرنسي نقل الأفكار الاسرائيلية بتعديل عمل قوات الطوارئ الدولية “اليونيفيل” بتحريرها وجعل تحركاتها في منطقة الجنوب غير منسقة مع أي من الجهات اللبنانية الرسمية أو مع “حزب الله”، ولكن من غير ذكر الفصل السابع، وهذا ما رفض بعضه الجانب اللبناني وتحفظ عن بعضه الآخر، لذلك فإن الجواب اللبناني وفق مصدر سياسي رفيع المستوى غير سلبي ولكن عليه الكثير من الملاحظات، يبدأ النقاش الجدي فيه ما بعد انتهاء الحرب على غزة.

هذه المساعي الدولية ستتفاعل وستبقى مستمرة، والموقف اللبناني واضح راهناً، وهو عنوان بجزءين: وقف الحرب على غزة، وتطبيق القرار الدولي ١٧٠١ من الجانبين.

أما زيارة وزير الخارجية الايراني فلم تخرج عن إطار المتابعة واستطلاع آفاق ما بعد الحرب وتأكيد الحرص على عدم توسعة الحرب، ولكن مع الإبقاء على قاعدة الضغط باتجاه انهاء العدوان على غزة، وهذا يعني أن الموقف الايراني لا يزال على حاله بعدم فصل لبنان عن أحداث غزة، ولكن المسار اتخذ الوجهة الأكثر هدوءاً، بالاصرار على عدم التصعيد.

وعليه، تترقب الجهات الدولية وعلى رأسها الولايات المتحدة الأميركية والجمهورية الايرانية الوجهة الاسرائيلية، على الرغم من أن مسار المفاوضات لا يزال مستمراً والارادة الدولية واضحة بعدم التصعيد. أما تصعيد رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو باتجاه رفح فتقرأه المصادر المطلعة على الحراك الديبلوماسي كنوع من المكابرة، وسعي من نتنياهو الى خلق معركة جديدة قد تنقذه أو تمدّه بالمزيد من الوقت في الحياة السياسية بانتظار أي متغيرات قد تنهي التسوية الاقليمية.

 

• الجديد “الانفتاحي” اللافت في تصريحات عبد اللهيان في بيروت

ابراهيم بيرم ــ النهار ـ زيارات المسؤولين الايرانيين الى #بيروت لم تعد منذ زمن بعيد ترقى بالعادة في ميزان المراقبين الى مرتبة الحدث، اذ لم يعد خافياً ان العاصمة اللبنانية هي واحدة من المحطات الاساسية التي تعتمدها الديبلوماسية الايرانية في تحركاتها في الاقليم وذلك بفعل النفوذ الايراني في عمق المشهد اللبناني. ولكن الثابت هذه المرة ان الزيارة الاخيرة لوزير الخارجية الايراني #حسين أمير عبد اللهيان الى العاصمة اللبنانية قد جذبت الاضواء وفتحت تالياً باب التكهنات والتأويلات عشية الزيارة وغداتها.

ذلك ان هذه الزيارة جاءت في ذروة الكلام اخيراً عن “ترتيبات” جديدة يعدُّ لها على نحو حثيث ومكثف على الجانب اللبناني من الحدود مع اسرائيل تحت عنوان حصر النيران اولاً ومن ثم التمهيد لعملية فصل المسارات ثانياً. ولم يبقَ هذا الكلام شعاراً يُطلق على عواهنه بل اكتسب بُعداً عملانياً اخيراً عندما قيل إن الاتصالات والعروض بهذا الشأن قد قطعت شوطاً متقدماً. كما ان زيارة عبد اللهيان تأتي في ذروة التهديد الاسرائيلي باجتياح رفح آخر ما تبقّى من #غزة خارج السيطرة العسكرية الاسرائيلية، وهي المنطقة الحدودية مع مصر التي صارت تؤوي وفق كل التقديرات اكثر من مليون و400 ألف فلسطيني غالبيتهم العظمى من سكان شمال غزة ووسطها. وهذا يعني تلقائيا ان ثمة مرحلة اخرى اكثر وحشية من الصراع والمواجهات المفتوحة بين الاسرائيليين من جهة والفلسطينيين من جهة اخرى.

وليس خافياً ان الاسرائيليين سرّبوا منذ فترة ان هدفهم التالي الحتمي بعد إنهاء وضع غزة سيكون لبنان و”حزب الله” الذي يمعن في اطلاق قفاز التحدي في وجوههم باعتباره الهدف الاخير للفوز بأمان مستدام وزوال أخطر بؤر المواجهة ضدهم.

الى ذلك كله، أتت زيارة عبد اللهيان في ذروة التصعيد والمواجهات والاحتكاكات المباشرة بين الاميركيين من جهة والقوى العراقية المتحالفة مع الايرانيين من جهة اخرى، خصوصا بعد ضربة قاعدة “البرج 22” السرية الاميركية في الاردن والتي اصيب بنتيجتها نحو أربعين جنديا اميركيا بينهم ثلاثة قتلى.

وبناء على كل هذه المعطيات والوقائع، كان بديهيا ان تكتسب زيارة عبد اللهيان وتصريحاته وتحركاته في بيروت اهمية، ويتعاطى معها المراقبون على انها محطة قياس واستشراف يمكن البناء عليها لما يلي من تطورات.

الاكيد ان مناهضي السياسة الايرانية في لبنان وجدوا ضالتهم في كلام عبد اللهيان الذي اطلقه فور وصوله الى لبنان واعتبر فيه ان “أمن لبنان من أمن ايران”، وسارعوا الى تقديم هذا التصريح على انه شاهد ناطق على الاستتباع الايراني لساحة لبنان. إلا ان ثمة مَن وجد في الكلام الآخر لعبد اللهيان دلالة تنطوي على أبعاد تعني الشأن اللبناني، وتوقف ملياً عند ما ذكره عبد اللهيان عن:

– ان “حزب الله” قد “أدى ببراعة وشجاعة ما هو ملقى على عاتقه لنصرة غزة وفصائلها المقاومة”.

– ان حرب الابادة التي تمارسها اسرائيل على غزة قد اوشكت على النهاية، وما يؤججها ويطيل أمد نيرانها واشتعالها هو رغبة نتنياهو في إدامة تربّعه على رأس السلطة في تل ابيب.

– كشف عبد اللهيان عن رسائل تتبادلها منذ فترة طهران والادارة الاميركية تحت عنوان خفض منسوب التوتر ومنع تمدد النيران في المنطقة.

وليس سراً ان هناك في اوساط “محور المقاومة” من قرأ في طوايا ما اطلقه عبد اللهيان “تطورا نوعيا وجديدا” يمكن الاستدلال منه على ثلاثة معطيات ووقائع:

الاول، انفتاح ايران وحليفها اللبناني على أي ترتيبات وعروض جديدة من شأنها الحيلولة دون توسيع المواجهات على جبهة الحدود بين لبنان واسرائيل في اتجاه فتح ابواب الحرب البِلاسقوف وضوابط.

الثاني، ان الكشف من بيروت بالذات عن حوارات وتبادل رسائل تجري بين طهران وواشنطن عزز ما سرى سابقا في اوساط سياسية ومحافل اعلامية في بيروت، عن مفاوضات بالواسطة وغير مباشرة تجري بين الحزب والاميركيين، وان هذا الامر قد عزز قناعة الحزب بأن يد نتنياهو مقيّدة وتحول دون قيامه بأي عمل واسع ضد لبنان.

واكثر من ذلك، فان واقع الحال هذا عزز موجة الاطمئنان السائدة عند الحزب حيال التهديدات اليومية الاسرائيلية من جهة وجعله يحافظ على وتيرة المواجهات المضبوطة مع الاسرائيليين، بل ويتجاوز الكثير من الخروق والتجاوزات الاسرائيلية لقواعد الاشتباك.

في اوساط على صلة بالحزب تنمو قناعة فحواها ان الحرب التي انطلقت في 7 تشرين الاول الماضي من غزة في اتجاه مستوطنات الغلاف وتولى “حزب الله” توسيع مداها في اليوم التالي بعدما فتح جبهة الجنوب على مصراعيها، قد استنفدت اغراضها ومدياتها الاستراتيجية، وانفتحت منذ ان وُلد ما صار يُعرف بـ”اطار باريس” قبل اقل من اسبوعين، والذي عُرض على حركة “حماس” فبادرت بعد وقت الى تقديم ردها عليه، ابواب “حرب المفاوضات”. والثابت ان هذه الحرب تجري على صفيح ساخن جدا اذ ستشهد الجبهات المشتعلة بعد ذلك مزيدا من الاحتدام والتصعيد إنْ عبر التهديد باجتياح رفح في جنوب غزة أو عبر التلويح بعمل عسكري واسع ضد لبنان. وهذا يعني وفق الاوساط عينها ان إسرائيل ستظل تهوّل على لسان قادتها السياسيين والعسكريين باحتمال عمل عسكري واسع ضد لبنان مقروناً بتصعيد ميداني.

ولكن في موازاة موجة التهديد اليومية تلك يسرِّب الاعلام الاسرائيلي تقريرا مغايرا حمل عنوانا معبّرا هو “نحن وحزب الله – الحرب الأكثر فتكاً”.

وقد شارك في إعداد هذا القرير مئة باحث وخبير استراتيجي اطلقوا في نهايته استنتاجات عدة من ضمنها ان “اي حرب تُشن ضد “حزب الله” ستكون اكثر تدميرا ودموية مما تخيّل احد في إسرائيل”. وهذا التقرير الوارد في 130 صفحة هو عبارة عن خلاصة بحث بدأه قبل نحو ثلاثة اعوام مركز أبحاث في اسرائيل. وعليه، تعتبر الاوساط عينها ان سماح السلطات المعنية في تل ابيب بنشر هذا التقرير وتعميمه في هذا الوقت بالذات ليس له إلا وظيفة واحدة اساسية هي الاطاحة بكل تهديدات وزير الدفاع الاسرائيلي باجتياح لبنان، او بالحد الادنى التقليل من اهميتها وبعث رسائل مضادة الى من يعنيهم الامر في داخل اسرائيل وخارجها.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى