مقالات

الكيان بطريقه للزوال الحتميّ تمامًا كسفينة (التايتانك) التي غرقت

الكيان بطريقه للزوال الحتميّ تمامًا كسفينة (التايتانك) التي غرقت

وكالات

“الكيان في طريقه للزوال المحقق، تمامًا كما غرقت سفينة (التايتانك) عندما اصطدمت في العام 1912 بالثلج، ومن الممكن إنقاذ الكيان من هذا المصير، فقط إذا قام بتغيير القادة السياسيين والأمنيين الذي كانوا مسؤولين عن أكبر فشلٍ في تاريخ الكيان”، هذا ما أكّده اليوم الخميس اللواء المتقاعد يتسحاق بريك، في مقالٍ نشره بصحيفة (هآرتس) العبريّة.

 

إلى ذلك، كشف مُحلِّل الشؤون العسكريّة عاموس هارئيل النقاب عن أنّ الرئيس الأمريكيّ جو بايدن أوضح لرئيس وزراء الكيان، بنيامين نتنياهو، بأنّ واشنطن ستمنع أيّ عمليةٍ عسكريّةٍ في رفح، لافتًا إلى أنّ بايدن أوضح لنتنياهو في المكالمة الهاتفيّة التي جرت بينهما أوّل من أمس، الثلاثاء، أنّ الكيان متعلق بالولايات المُتحدّة في جميع النواحي، وفي مُقدّمتها العسكريّة، كما نقل عن مصادره الرفيعة في تل أبيب.

 

من ناحيته رأى المُحلِّل روغل ألفر، أنّ الأشهر الأخيرة أثبتت بما لا يدعو مجالاً للشكّ بأنّ الحرب على غزّة كانت إخفاقًا مطلقًا، وعبّر المُحلِّل عن إيمانه العميق بأنّ صفقة تبادل الأسرى لن تخرج لحيّز التنفيذ، لأنّ نتنياهو يرفضها، ذلك أنّ رئيس الوزراء، يُريد حربًا، ولهذه الحرب لا يوجد أيّ هدفٍ سوى أنْ يبقى في الحكم، ولا يلوح في الأفق أيّ حديثٍ عن إنهاء هذه الحرب، على حدّ تعبيره.

 

على صلة، وفي إشارة منها إلى تعاظم قدرات المقاومة الإسلامية في لبنان وفصائل المقاومة الفلسطينية، قالت صحيفة (جيروزاليم بوست) العبرية، إنّ الكيان كان، في الفترة الماضية، قادراً على مواجهة جبهات متعدّدة، كما حدث في عامي 1967 و1973، أما اليوم، فحماس وحزب الله أقوى، على حدّ تعبيرها.

 

ورأت الصحيفة أنّ تقدّم قوات الاحتلال ببطءٍ في مواجهة حماس في غزّة، والمخاوف المتزايدة من تجميع الحركة صفوفها في شمالي غزّة، تترافق مع سعيها لزيادة قوتها في لبنان، وسماح حزب الله بتهديد الكيان من هناك، فضلًا عن إطلاقه آلاف الصواريخ بنفسه منذ السابع من تشرين الأول (أكتوبر) الفائت.

 

وذكّرت الصحيفة بإعلان القيادي في حركة حماس، أسامة حمدان، هذا الأسبوع، أنّ “ساحة المعركة لا تقتصر على غزّة”، وأنّ هدف حماس هو خلق تهديد متعدّد الجبهات لدولة الاحتلال.

 

ورأت الصحيفة أنّ الكيان حاول تجنّب التصعيد في الجبهات الأخرى والتركيز على غزّة، ومع ذلك، فإنّ مجرد أنّ حزب الله وحماس ولّدا مثل هذا التهديد الهائل يوضح مدى نموّهما على مدى العقود الماضية.

 

وقالت الصحيفة إنّ إيران سعت لتوحيد الساحات ونجحت جزئيًا، وإنّ صواريخ حزب الله أجبرت الكيان على إخلاء أجزاء من الشمال، وهو قرار غير مسبوق.

 

وشدّدّت الصحيفة على أنّ محاولة الكيان التركيز على جبهة واحدة، وعدم تشتيت انتباهه بهجمات اليمنيين، أو الانجرار إلى حرب كبرى مع حزب الله، أمر لا يزال يترك علامات استفهام بشأن ما سيأتي بعد ذلك.

 

وقالت الصحيفة إنّ نجاح أعداء الطيان في المحافظة على هذا الوضع مدّة خمسة أشهر، يفوق ما حقّقه أعداء الكيان في عام 1967، أوْ في عام 1973، أوْ في أيّ صراعاتٍ أخرى، مشيرةً إلى أنّهم لا يبدون مستعدين للتنازل.

 

علاوة على ما ذُكِر أنفًا، كشف البروفيسور إيال زيسر، نائب رئيس جامعة تل أبيب، وهو مُستشرق مخضرم، كشف النقاب عن أنّ توقعات الكيان كانت تؤكِّد بأنّ حزب الله اللبنانيّ هو الذي سيقوم باجتياح شمال الدولة العبريّة بهدف تحرير الجليل، وجرّ الكيان إلى حربٍ إقليميّةٍ بمُشاركة العراق وسوريّة وإيران، لافتًا إلى أنّه خلال العقد الماضي تعاظمت قوّة حزب الله وباتت ترسانته الصاروخيّة تصِل إلى 150 ألف صاروخ متعددة المديّات، ومنها الصواريخ الدقيقة أيضًا، كما قال في مقالٍ نشره بصحيفة (إسرائيل هيوم) العبريّة.

 

وشدّدّ البروفيسور زيسر على أنّ حركة (حماس) امتلكت قبل أكتوبر الفائت حوالي 15 ألف صاروخ، والقسم الأكبر منها تصل إلى مديّاتٍ قصيرةٍ جدًا، ولذا ساد الاعتقاد في تل أبيب بأنّ حزب الله سيُهاجِم أولاً، بيد أنّه خلافًا لكافة التوقعات قامت حركة (حماس) بالهجوم المُباغِت على جنوب الكيان، وأوقعت المفاجأة أيضًا بحزب الله، طبقًا لأقواله.

 

وزعم المستشرق الإسرائيليّ أنّ الحركتيْن، حزب الله وحماس، تأسستا في سنوات الثمانين من القرن الماضي، الأولى بدعمٍ إيرانيٍّ، والثانية بدعمٍ من حركة (الإخوان المسلمين)، ومنذ البداية كان حزب الله يتقدّم على حماس بخطوةٍ أوْ أكثر، وذلك نظرًا لعلاقاته الوطيدة مع الجمهوريّة الإسلاميّة في إيران، لأنّ الحزب وفّر لطهران عمقًا إستراتيجيًا، في الوقت الذي لم تحظَ حركة حماس بهذا الأمر، كما قال.

 

ولفت إلى أنّ حزب الله كان بمثابة المُعلّم، في حين كانت حماس التلميذ الشاطر والذكيّ، الذي سار وراء معلمه، واستورد الحزب، وفق مزاعم المستشرق الإسرائيليّ، طرق وأساليب المقاومة من إيران، ونقلها إلى حماس، ومنها العمليات الاستشهاديّة وأسر الجنود والمواطنين الإسرائيليين، كما قامت حماس، بمساعدةٍ من حزب الله، بتشكيل قوّةٍ عسكريّةٍ بهدف مهاجمة الكيان، والأهّم من كلّ ذلك، أنّ حزب الله أقام ترسانة صاروخيّة لردع الكيان، وهو الأمر الذي دفع حماس إلى زيادة عدد الصواريخ التي تملكها الحركة وزيادة المديّات، على حدّ تعبيره.

 

بالإضافة إلى ذلك، قال المستشرق إنّ حزب الله علّم حماس كيف تتأقلم في بيئةٍ مدنيّةٍ داعمةٍ لها، كذلك تعلّمت حماس من حزب الله الرؤية القائلة إنّ الحركة يجِب أنْ تُواصِل استنزاف الكيان، وتنفيذ الهجومات ضدّها في محاولةٍ لمنعها من العيش بهدوءٍ وطمأنينةٍ، وذلك حتى توجيه الضربة القاضية لها، كما قال البروفيسور زيسر.

 

وخلُص زيسر إلى القول إنّه لا توجد إجابة مقنعة فيما إذا خطط حزب الله لمفاجئة الكيان عن طريق الهجوم عليها، وأنّ حماس عمليًا هي التي قامت بالهجوم، نازعًا من الحزب عنصر المفاجأة، ومن الممكن أنّ التلميذ تفوّق على معلمّه، على حدّ وصف المُستشرق الإسرائيليّ.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى