اخبار فلسطين
غزة:ارتفاع قياسي لعداد الشهداء..نتنياهو لا يريد السيطرة على القطاع
ارتفعت حصيلة الشهداء في غزة إلى ألفين و670 والجرحى إلى 6 آلاف و600، بعد سلسلة جديدة من الغارات الإسرائيلية الوحشية التي استهدفت منازل المدنيين المأهولة في القطاع المحاصر. بينما وصل عدد القتلى الإسرائيليين إلى أكثر من ألف و400، أكثر من 3 آلاف و800 جريح.
ويشهد قطاع غزة عدواناً مكثفاً ومتواصلاً للأسبوع الثاني على التوالي، يستهدف المناطق والمباني المأهولة بالسكان، فيما يُمارس الاحتلال ضغوطا من خلال عدوانه أو بطرق غير مباشرة أخرى من بينها إعادة تزويد جنوب قطاع غزة بالمياه بشكل جزئي من أجل تهجير سكان غزة في الشمال إلى الجنوب.
إصرار على التهجير
وطالب المتحدث باسم جيش الاحتلال دانيال هغاري مساء الأحد، سكان قطاع غزة بالتوجه جنوباً، مدعياً أن أكثر من 600 ألف مواطن من المناطق الشمالية للقطاع المحاصر أخلوا منازلهم وتوجهوا إلى “جنوب وادي غزة”، مدعياً أن الظروف هناك أكثر ملاءمة للمدنيين. وادعى أن الاحتلال يعمل “على ضرب البنية التحتية لحماس في غزة مع العمل على تقليل الخسائر في صفوف المدنيين”.
في المقابل، قصفت كتائب القسام بصليات من الصواريخ مجموعة من مستوطنات غلاف غزة، كذلك قصفت تل أبيب بصلية من الصواريخ، رداً على اعتداءات الاحتلال على المدنيين في غزة. وأفادت تقارير إسرائيلية عن إصابة مباشرة لمبنى في بلدة “تسفريا” الحريدية الواقعة قرب مطار بن غوريون، بقذيفة صاروخية أطلقت من قطاع غزة.
جولة تمهيدية للهجوم
ولا يزال موعد العملية البرية الإسرائيلية المزمعة في قطاع غزة غير محدد. وأجرى قادة ألوية وكتائب وكبار القادة الميدانيين في القوات البرية التابعة لجيش الاحتلال جولة في أجواء قطاع غزة برفقة طيران سلاح الجو في جيش الاحتلال، وذلك ل”التعرف على المنطقة تمهيداً لاجتياح بري”.
وقالت هيئة البث الإسرائيلية وإذاعة الجيش الإسرائيلي إن الجولة الجوية كانت تهدف إلى “تعرف قادة القوات البرية على المنطقة واختيار مسارات اجتياح بري بمشاركة آلاف المقاتلين”.
وقال قائد سلاح الجو الإسرائيلي تومير بار إن طيران الاحتلال “يمهّد الساحة بكل ما هو ضروري استعداداً لقرار محتمل لتوغل بري في غزة”، وأضاف “سنسمح بأفضل دخول بري يمنح المقاتلين حرية عملياتية” داخل قطاع غزة.
يأتي ذلك فيما قالت هيئة البث الإسرائيلية إن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو قال في جلسة مغلقة الخميس، إن إسرائيل “لا تنوي السيطرة على غزة”.
إسرائيل تفتقر الخيارات المقبولة
وأرسلت إسرائيل إشارات إلى أن هجوماً برياً قادمٌ وفي وقت قريب جداً، بعد أن نشرت دبابات وقناصة ووحدات مدفعية وعشرات الآلاف من القوات على حدود غزة. لكن في هذا الوقت تُثار تساؤلات في إسرائيل حول ما يمكن أن يحدث بعد الهجوم “وتدمير حماس”، بحسب صحيفة “وول ستريت جورنال”.
وخلصت الصحيفة إلى أن الخيارات المتاحة “ليست جيدة” بالنسبة لإسرائيل. وأشارت إلى إن معاقبة المسؤولين عن العنف يعتبرها كثيرون في إسرائيل أكثر أهمية من معرفة ما سيحدث بعد حماس.
لكن لا يزال يتعين على القادة الإسرائيليين أن يجيبوا على سؤال مهم آخر: ماذا بعد إنهاء حكم حماس؟ تنقل الصحيفة عن مسؤولين إسرائيليين حاليين وسابقين أنه لا توجد بدائل جيدة، إذ تتراوح الاحتمالات بين إعادة احتلال عسكري إسرائيلي مباشر لغزة، أو الانسحاب الكامل بعد الحرب والسماح للفلسطينيين بمعرفة الأمر بأنفسهم.
ونقلت الصحيفة عن محللين أن احتلال غزة مجدداً يعني أن إسرائيل ستكون مسؤولة عن 2.2 مليون شخص، “معظمهم فقراء للغاية، وبالطبع سيكون هناك الكثير من المقاومة”. أما السيناريو الآخر، فهو أن تنسحب إسرائيل من القطاع بعد “سحق حماس”، والسماح للفلسطينيين بمعرفة ما سيحدث بعد ذلك.
لكن هذا الخيار يأتي مصحوبا بمجموعة من التحديات، إذ أنه قد يمهد الطريق أمام مزيد من القوى المتطرفة لملء فراغ السلطة. وفي ظل هذا السيناريو، ستنفصل إسرائيل عن قطاع غزة، بحسب ياكوف أميدرور، وهو مستشار سابق للأمن القومي لنتنياهو.
أما السيناريو الثالث، فهو أن تقوم إسرائيل بتمهيد الطريق لعودة السلطة الفلسطينية. ويقول العقيد المتقاعد وخبير الأمن القومي كوبي ماروم ل”وول ستريت جورنال”: “سيكون ذلك في مصلحة إسرائيل. إن خيار سيطرة السلطة الفلسطينية على غزة أفضل بكثير من سيطرة جنودنا على 2.2 مليون شخص”.
لكن السلطة الفلسطينية الضعيفة، ومقرها على بعد أكثر من 80 كيلومتراً، وهناك شكوك من أن تتمكن من العودة خاصة أنها لا تحظى بشعبية بين الفلسطينيين في الضفة حيث تشتهر بالفساد وبأنها غير فعالة.
الاحتمال الرابع، هو أن تقوم قوة حفظ سلام دولية بالسيطرة على غزة، على الأقل مؤقتاً. ولكن ليس من الواضح الدول التي ستكون مستعدة لإرسال عدد كبير من القوات للمساعدة في تحقيق الاستقرار في غزة التي مزقتها الحرب.
الاحتمال الأخير، وهو السيناريو الذي يصبح فيه الوضع الإنساني في غزة سيئا للغاية، مما يدفع المدنيين إلى الفرار بأعداد كبيرة إلى مصر المجاورة.