بايدن: لن نشارك في الحرب إذا تدخّل حزب الله | غرفة عمليات مشتركة بين فصائل المقاومة: لبنان في المعركة
في المقابل، دخلت المقاومة الإسلامية في لبنان في قلب المعركة. وعلمت «الأخبار» أن غرفة العمليات المشتركة مع فصائل المقاومة الفلسطينية وقوى محور المقاومة تعمل بشكل مستمر ومكثّف وتنسيق تام، حيث يجري تبادل المعطيات، كما يتم التوافق على الخطوات المفترض اتّباعها على جبهتَي لبنان وفلسطين، وأن العمل الميداني في الساحتين بات رهن ما تقرره غرفة العمليات ربطاً بالوضع على الأرض وبالخطوات السياسية القائمة.
من جهته، استعاض الرئيس الأميركي عن قمة عمان باتصالات هاتفية مع الرئيسين المصري والفلسطيني عبد الفتاح السيسي ومحمود عباس وملك الأردن عبدالله الثاني. وأعلن في تصريحات على متن الطائرة الرئاسية قبل الإقلاع من ألمانيا في طريق العودة إلى واشنطن، أن الرئيس السيسي وافق على فتح معبر رفح الحدودي مع غزة للسماح بإدخال دفعة أولى من شاحنات المساعدات الإنسانية إلى القطاع المحاصر. وأضاف أن «هدفنا منذ البداية كان إدخال مساعدات غذائية إلى غزة وإخراج الأميركيين الموجودين هناك وفق آلية سريعة». وأضاف أنه كان حاداً جداً مع الإسرائيليين بخصوص الحاجة إلى دعم توصيل المساعدة إلى غزة سريعاً. وأوضح أن السيسي «وافق على السماح بمرور ما يصل إلى 20 شاحنة كبداية» على أن تتولى الأمم المتحدة توزيعها، محذّراً من أنّه إذا «استولت حماس عليها أو منعت عبورها (…) فسينتهي الأمر». وعُلم أن الشاحنات ستنقل دعماً طبياً فقط، فيما قال بايدن إنه سيتم في مرحلة لاحقة السماح بإخراج حاملي الجنسية الأميركية من غزة. ونفى بايدن أن يكون قد أبلغ إسرائيل بأن الولايات المتحدة ستدخل الحرب في حالة انضمام حزب الله إلى الصراع.
وقبل مغادرته إسرائيل، قال بايدن لمجلس «الكابينت» المصغّر: «لديكم الوقت للقتال ولديكم كل الشرعية، لكن ابدأوا بالتفكير في ما سيحدث في اليوم التالي، بعد انهيار حماس». وأضاف: «لا تخنقوا غزة. سيعطيكم هذا مجالاً للعمل ومزيداً من الشرعية».
ميدانياً، واصل العدو قصفه المركّز على مناطق كثيرة في القطاع، وتحدّثت قياداته عن مزيد من الاستعدادات للحرب البرية. لكن لم يجر طرح الخطط بصورة واضحة، ما عزّز الأسئلة حول حقيقة الإطار الذي وضعه الأميركيون، وذلك ربطاً بفشل تأمين تغطية لمشروع سياسي يمكن تحقيقه بعد الحرب، ويقضي بتعديل الوضع في القطاع ومن حوله.
وكان واضحاً، بحسب متابعين في العاصمة الأميركية، أن جيش الاحتلال يعد لحرب قد تستمر لأسابيع طويلة وربما لشهور، إلا إذا جرى تعديل برنامج الأهداف، وأن «هدف سحق حماس» يتطلب عملية عسكرية طويلة جداً وبطيئة جداً. وليس في إسرائيل أحد لديه تقدير حول نوع المواجهة أو حجم الخسائر.
من جهته، قال نتنياهو إنه ناقش مع الرئيس الأميركي «مسألة المختطفين، والعمل معاً على إعادتهم بأي طريقة ممكنة» وطالب «بزيارة الصليب الأحمر للمختطفين»، لكنه شدّد على أنه «لن نسمح بدخول المساعدات الإنسانية من الغذاء والدواء من أراضينا إلى قطاع غزة».
حزب الله في قلب الحرب
في هذه الأثناء، واصل العدو حشد مزيد من قواته على الجبهة الشمالية، ويجري الحديث عن تجنيد نحو ثماني فرق بين قوات عسكرية وقوات دعم لوجستي وقوات للجبهة الداخلية في كامل المنطقة الشمالية، إضافة إلى عدد كبير من المدرّعات والمروحيات وفرق الاستخبارات، في ضوء تصاعد المواجهات مع المقاومة الإسلامية، والتي يبدو أنها دخلت المعركة بطريقة مختلفة عن السابق.
ويتضح من سياق ما يجري، أن المقاومة لم تعد تكتفي بعمليات إشغال محدودة، بل انتقلت إلى مستوى جديد من العمليات لشلّ قدرة العدو على تجنيد كامل إمكاناته لقتال قطاع غزة. وعلمت «الأخبار» أن غرفة العمليات المشتركة بين قوى محور المقاومة تقرّر غالبية الأعمال العسكرية الجارية ضمن برنامج معيّن. وتركّز المقاومة الآن على شلّ القدرات الاستخباراتية للعدو على طول الحدود مع لبنان، وشلّ عمل لواء المدرّعات، سواء القتالية منها أو الناقلة للجنود، وإرغام جنود العدو على الاختباء في غرف محصّنة، فيما تم إخلاء نحو 28 مستعمرة من سكانها بصورة شبه تامة.
وكان واضحاً أن المقاومة الإسلامية تلجأ إلى توسيع دائرة عملياتها برغم كل عمليات التهويل ورسائل التهديد التي تصل من جهات مختلفة، ومصدرها واحد هو الولايات المتحدة. وصار شبه أكيد أن العمليات ستستمر يومياً، وستتًسع دائرتها لتشمل كل المواقع والنقاط العسكرية والاستخبارية المنتشرة من رأس الناقورة وصولاً إلى مرتفعات مزارع شبعا، وأن المساهمات في العمليات لم تعد تقتصر فقط على حزب الله، إذ إنه وبعد قيام مجموعات من حركتَي حماس والجهاد الإسلامي بعمليات في وقت سابق، انضمّت قوات الفجر التابعة للجماعة الإسلامية إلى العمل أمس، وسط تقديرات بأن قوى أخرى ستكون لها مساهمتها في هذا المجال.