مقالات
“تكتيكٌ إيراني”.. أمرٌ واحد سيدفعُ “حزب الله” إلى الحرب!
محمد الجنون -لبنان24
قد يكونُ مستبعداً زجُّ إيران لـ”حزب الله” في معركة إستنزافٍ ضدّ إسرائيل وسط المواجهة القائمة ضدّ “حماس” في قطاع غزّة. حالياً، يبدو أنّ إيران باتت تعملُ على تحريكٍ الجماعات الموالية لها في العراق واليمن وسوريا ضدّ الأميركيين، والدليل على ذلك يرتبطُ بـ3 أحداث أساسية حصلت خلال السّاعات الماضية وهي: إستهداف المقاومة الإسلامية في العراق، قاعدة عين الأسد الجوية الأميركيّة بصواريخ ومسيرات، قصفُ قاعدة أميركيّة في حقل العمر النفطي بدير الزور شرقي سوريا، إطلاقُ قوات “الحوثي” في اليمن مسيّرات وصواريخ قيلَ إنها كانت متجهة نحو إسرائيل.
إذاً، المعركةُ باتت تحتدِم والأدوات التي يمكن أن تُحرّكها إيران ضد الأميركيين والإسرائيليين باتت تعملُ بشكلٍ مكشوف. لهذا، بات متوقعاً تصاعُد العمليات التي قد تنفذها جماعات إيران ضدّ المصالح الأميركية طالما بقيت إسرائيل مستمرّة في عدوانها على غزة. أما في ما خصّ “حزب الله“، فما يبدو هو أنّهُ سيكون “الورقة الأخيرة” التي سيتم إستخدامها في الصراع، وطبعاً في حال توسّعت الجبهة وتدحرجت الأمورُ نحو حربٍ كُبرى. هنا، العِبرة من ذلك تقول إنّ الإيرانيين لا يستخدمون كل أوراق قوّتهم، فبشكلٍ تدريجيّ يؤدون الرسائل اتجاه الأميركيين والإسرائيليين، وعلى قاعدةِ المُحاسبة، تسعى إيران للتحكُّم بوسائل الرد على إسرائيل وأميركا ولكن وفق قواعدها وضمن مناطق “مُحتدمة” أصلاً وكانت تشهدُ توترات سابقة. فعلى سبيل المثال، لم يكن حدث إستهداف القاعدة الأميركية في العراق أمراً مُفاجئاً، أي أنه حصلَ في وقتٍ سابق وليس جديداً، وعليه، يتبين أن الإيرانيين يستخدمون حالياً ورقة النقاط المعروفة بإضطراباتها، وبالتالي لم يتمّ حتى الآن خلق جبهاتٍ جديدة أو إستحداث نقاطٍ ساخنة تزيدُ من الضغط على طهران وتضعها في موقعٍ مُعادٍ للدول التي تتضمنُ جماعاتٍ موالية لها. في المقابل، يظهر تماماً أن إستهداف حقل العمر النفطي السوري الذي تسيطر عليها قوات التحالف الدولي إشارة إلى أنّ مصالح أميركا النفطية في سوريا باتت تحت التهديد والنار، والرسالة هنا قد تمتد إلى أكثر من مكانٍ يتواجد فيه الأميركيون.
لماذا سيبقى “حزب الله” بعيداً الآن؟
بمقاربةٍ بسيطة، يتّضحُ إن الإيرانيين لا يريدون زجّ “الجماعات الأساسية” في محور المقاومة ضمن المواجهة الحالية، باعتبار أنّ الأمور لم ترقَ حالياً إلى “حرب مفتوحة”. كذلك، يتبين هو أنّ طهران ما زالت تُعوّل على قدرات حركة “حماس” القتالية في غزة، وهي تُدرك تماماً أن صمود تلك الأخيرة وقتالها المستمر إنّما يُعفي الجبهات الأخرى مثل جبهة لبنان التي يديرها “حزب الله“، من إندلاع حربٍ ضمنها. أما في حال تراجعت “حماس” ميدانياً، وبات الإسرائيليون أكثر تقدّماً، فعندها لن تقف إيرانُ مكتوفة الأيدي حينما ترى أن جماعة موالية لها تنكسرُ ميدانياً وعسكرياً. عندها، من الممكن أن تتطور عملية فتح الجبهات، وبالتالي يمكن أن تُصبح المواجهة أعمق وأكبر وقد ينخرط فيها “حزب الله” بشكلٍ مباشر، ليس فقط من أجل “ردع إسرائيل“، بل من أجل الحفاظ على نفسه.
بمقاربةٍ بسيطة، يتّضحُ إن الإيرانيين لا يريدون زجّ “الجماعات الأساسية” في محور المقاومة ضمن المواجهة الحالية، باعتبار أنّ الأمور لم ترقَ حالياً إلى “حرب مفتوحة”. كذلك، يتبين هو أنّ طهران ما زالت تُعوّل على قدرات حركة “حماس” القتالية في غزة، وهي تُدرك تماماً أن صمود تلك الأخيرة وقتالها المستمر إنّما يُعفي الجبهات الأخرى مثل جبهة لبنان التي يديرها “حزب الله“، من إندلاع حربٍ ضمنها. أما في حال تراجعت “حماس” ميدانياً، وبات الإسرائيليون أكثر تقدّماً، فعندها لن تقف إيرانُ مكتوفة الأيدي حينما ترى أن جماعة موالية لها تنكسرُ ميدانياً وعسكرياً. عندها، من الممكن أن تتطور عملية فتح الجبهات، وبالتالي يمكن أن تُصبح المواجهة أعمق وأكبر وقد ينخرط فيها “حزب الله” بشكلٍ مباشر، ليس فقط من أجل “ردع إسرائيل“، بل من أجل الحفاظ على نفسه.
إستعراضٌ للقوّة
المُفارقة الأكبر في المشهدية الحالية هي أنّ إيران تسعى من خلال تحريكِ جماعاتها المنتشرة في العراق وسوريا واليمن، إلى إستعراض القوة العسكرية التي تمتلكها تلك المجموعات. ضُمنياً، سيُصبح الحديث أعمق حالياً عن أنواع الصواريخ التي تم إطلاقها باتجاه القواعد الأميركية وإسرائيل، كما سيتبين أيضاً أن التركيز سيكونُ على المنصات والمرافق الحيوية جداً والتي تُمثل ثقلاً للأميركيين في المنطقة. كذلك، فإنه من غير المُستبعد أن تُقدم إيران على تحريك خلايا جديدة لتنفيذ هجماتٍ ضد الأميركيين والإسرائيليين على قاعدة أنّ الحرب مفتوحة وبالتالي يمكن العمل على خلق “فروع” جديدة لأي تنظيمٍ يتبعُ إيران عسكرياً وفكرياً وعقائدياً.
إزاء ذلك، سيكون هذا الأمر بمثابة قوّة جديدة ودلالة على أنّ “محور المقاومة” يتمدّد أكثر فأكثر، الأمر الذي سيعني رسالة حازمة وحاسمة من الإيرانيين مفادها إنّ توسيع الجبهات بات يفرضُ نفسه واقعاً.. والسؤال هنا: هل ستتحمل أميركا تبعات ذلك؟ هل هي مستعدة للمساهمة في “خلق” جبهات جديدة ضدها في المنطقة؟ هل لديها مصلحة أن تكون تحت الإستهداف في المناطق التي تسعى للسيطرة على مواردها؟
المُفارقة الأكبر في المشهدية الحالية هي أنّ إيران تسعى من خلال تحريكِ جماعاتها المنتشرة في العراق وسوريا واليمن، إلى إستعراض القوة العسكرية التي تمتلكها تلك المجموعات. ضُمنياً، سيُصبح الحديث أعمق حالياً عن أنواع الصواريخ التي تم إطلاقها باتجاه القواعد الأميركية وإسرائيل، كما سيتبين أيضاً أن التركيز سيكونُ على المنصات والمرافق الحيوية جداً والتي تُمثل ثقلاً للأميركيين في المنطقة. كذلك، فإنه من غير المُستبعد أن تُقدم إيران على تحريك خلايا جديدة لتنفيذ هجماتٍ ضد الأميركيين والإسرائيليين على قاعدة أنّ الحرب مفتوحة وبالتالي يمكن العمل على خلق “فروع” جديدة لأي تنظيمٍ يتبعُ إيران عسكرياً وفكرياً وعقائدياً.
إزاء ذلك، سيكون هذا الأمر بمثابة قوّة جديدة ودلالة على أنّ “محور المقاومة” يتمدّد أكثر فأكثر، الأمر الذي سيعني رسالة حازمة وحاسمة من الإيرانيين مفادها إنّ توسيع الجبهات بات يفرضُ نفسه واقعاً.. والسؤال هنا: هل ستتحمل أميركا تبعات ذلك؟ هل هي مستعدة للمساهمة في “خلق” جبهات جديدة ضدها في المنطقة؟ هل لديها مصلحة أن تكون تحت الإستهداف في المناطق التي تسعى للسيطرة على مواردها؟