الجيش اللبناني ملتزم قرار حكومة “اللاحرب” اللبنانيّة
ميشال نصر- الديار
لغة الدبلوماسية في سباق مع لغة الحديد والنار. من غزة اليوم، الى لبنان غدا، وبعده سوريا، وما بعد بعدها، حرب فتحت جهنمها على كل الاحتمالات، واختلط حابل حلفائها بخصومها، من عرب و”شرقيين”، الى غرب وما بعده. فالحرب الاقليمية، باتت قاب قوس او ادنى من ان تتحول الى عالمية احادية.
مصادر متابعة كشفت ان الساعات الماضية، ووفقا لتقارير دبلوماسية، شهدت مشاركة قاذفة قنابل اميركية من طراز “بي 52” ،انطلقت من احدى القواعد في جزيرة كريت، في عمليات الاغارة على مواقع محددة في قطاع غزة، ما خلف دمارا هائلا، في وقت عمد فيه سلاح الجو الاسرائيلي الى اعتماد خطة جدية، بهدف تامين كثافة نيران، تركزت على تزويد مقاتلاته بالفيول في الجو، من خلال طائرتي صهريج بوينغ، وهو ما سمح بتامين تواجد لحوالي 200 طائرة حربية على مدار الساعة في الجو.
واشارت المصادر الى ان وفد حماس في موسكو سمع كلاما مباشرا من الجانب الروسي، بعدم استخدام الاسلحة الاميركية التي وصلت الى القطاع خلال الفترة الماضية، عبر عمليات استخباراتية معقدة، عن طريق السودان-مصر-رفح-غزة، وهي عبارة عن صواريخ “جافلين” المضادة للدبابات، والتي غنمتها القوات الروسية في اوكرانيا، واسلحة اخرى تم شراؤها من ضباط اوكرانيين.
وتتابع المصادر بان العمليات الجارية حتى الساعة، سواء في غزة او على الحدود اللبنانية الجنوبية، لوحظ من خلالها توسيع الجيش الاسرائيلي لعملياته الاستفزازية، عبر محاولة استهدافه وحدات الجيش اللبناني المتمركزة على طول الخط الازرق، وهو ما تحسبت له قيادة الجيش، واتخذت الاجراءات اللازمة والضرورية لحماية عسكرييها اولا، وثانيا، الرد بالطرق المناسبة، دون السماح للعدو بتحقيق اهدافه، وهي من اجل ذلك رفعت من درجة تنسيقها مع قوات الطوارئ الدولية.
واعتبرت المصادر ان عمليات التشكيك بوطنية الجيش وقيادته، هي مردودة اصلا، فالجيش ينفذ السياسة العامة للدولة اللبنانية، وان قرار الجيش واضح واعلنه قائده من الجنوب، بان المؤسسة العسكرية ستواجه اي محاولة اجتياح للاراضي اللبنانية بكل ما توافر لديها من امكانات، جازمة بان اليرزة لن تسمح لاحد لاستدراجها لما ليس لخير ومصلحة لبنان، معتبرة ان ما يحكى عن استهداف لابراج للجيش انما هي عبارة عن ابراج تستخدم لمراقبة الخروقات الاسرائيلية، وانها خالية راهنا من اي عسكريين.
وتابعت المصادر بان الجيش الاسرائيلي يقوم بعمليات تشويش مقصودة على وسائل الاتصال في المنطقة الحدودية، وخلال عمليات اطفاء الحرائق يوم الخميس الماضي عمد الى التشويش على اجهزة الـ “جي.بي.اس” التي تساعد الطوافات على الطيران، ما شل حركتها وعرض حياة طواقمها للخطر، ومنعها من اتمام عمليات اطفاء الحرائق مع قوات الطوارئ الدولية، ما تسبب باضرار هائلة ، ودفع بالكثير من المواطنين الى النزوح من المنطقة، رغم ان تل ابيب لم تتجاوب مع كل الاتصالات التي اجرتها الناقورة في هذا الخصوص.
وعلى هذا الصعيد، تقول المصادر ان اتصالات غير مباشرة تجري بين السراي وحارة حريك، برعاية عين التينة، حيث ثمة اتفاق على ان المصلحة الوطنية تقضي راهنا الابقاء على خيط فاصل بين حزب الله والدولة اللبنانية، يعطي الاخيرة هامشا للتحرك،خصوصا في ظل الارباك الذي خلفته ولا زالت التحذيرات الدبلوماسية، وآخرها مغادرة الدبلوماسيين الكنديين بيروت خلال الساعات الماضية، وتخفيف السفارة في عوكر لكادرها الدبلوماسي لصالح تعزيز فريقها الامني والاستخباراتي، اضافة الى اكثر من طلب غربي تلقته الجهات المعنية لتنسيق خطط اجلاء الرعايا عبر اكثر من منفذ، تلافيا للاخطاء التي حصلت عام 2006.