قطر نبّهت خلال زيارة ميقاتي من “عواقب وخيمة لتمدّد النزاع” تحذير أميركي نهائي من الحرب ولمواكبة “معركة غزة” بانتخابات رئاسية
نداء الوطن
على وقع تصعيد مستمر على الحدود الجنوبية، يستعد لبنان لحركة ديبلوماسية مميزة خلال الأسبوع الحالي، تحمل دلالات ورسائل في الوقت نفسه، وتتصل بتداعيات حرب غزة على لبنان. وفي هذا الإطار، أوضح مصدر ديبلوماسي لـ»نداء الوطن» أنّ «جولة مساعدة وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى باربرا ليف على عدد من دول المنطقة، ومن ضمنها لبنان، ستكون استثنائية في ما خصّ ما تحمله من توجّهات تتصل بالإدارة الأميركية، خصوصاً بعدما استثنى وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن لبنان من جولته الأخيرة على دول في المنطقة».
وكشف المصدر عن أنّ باربرا ليف ستحصر لقاءاتها بعد غد الأربعاء بثلاثة مواقع، وهي رئاسة مجلس النواب ورئاسة الحكومة وقيادة الجيش مع ترجيح لقائها وزير الخارجية. وهي تصل الى بيروت من أجل هدفين:
الأول- تحذير نهائي للبنان من مغبة الانخراط في الحرب الدائرة في غزة بفتح جبهة الجنوب، لأنّ التداعيات ستكون خطيرة جداً على البنيان الوطني، كون لبنان سيتعرض لدمار هائل، ولن يجد أي دولة تمدّ له يد العون إلا بشروط سياسية قاسية.
الثاني- نصيحة للقيادات اللبنانية بالاستعداد لملاقاة ما سيشهده الشرق الأوسط بعد انتهاء حرب غزة، وذلك بإتمام استحقاقاته الدستورية وفي مقدمها انتخاب رئيس للجمهورية، لأنّ أي دعوة الى طاولة المفاوضات تحيي مسار مدريد للسلام كنتيجة لحرب غزة، تستوجب ان يكون لبنان جاهزاً دستورياً للتعاطي مع الدعوة، وأن يكون حاضراً بقوة حتى لا يتحول ورقة يستخدمها الآخرون».
واشار المصدر الى أنّ «ليف ستلفت المعنيين الى خطورة المساس بالمؤسسات التي ما زالت تشكل العمود الفقري للاستقرار الأمني والسلم الأهلي وعلى رأسها الجيش، لذلك خصّت قائد الجيش بموعد من ضمن المواعيد الرسمية، وهذا ما دأب عليه كل الموفدين الذين زاروا لبنان».
وفي موازاة التحرك الأميركي في اتجاه لبنان، قام رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي بزيارة خاطفة لقطر حيث استقبله أمير الدولة الشيخ تميم بن حمد آل ثاني. كما أجرى محادثات مع نظيره القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني. ونقلت «وكالة الأنباء القطرية» (قنا) تأكيد رئيس الحكومة القطرية على «ضرورة العمل على الوقف الفوري لإطلاق النار في غزة، وتضافر الجهود الإقليمية والدولية للحدّ من رقعة العنف ودائرة النزاع في المنطقة، والتي ستكون عواقبها وخيمة في حال تمدّدها».
وفي نبأ من باريس، أوردته «وكالة فرانس برس» أنّ وزير الجيوش الفرنسية سيباستيان لوكورنو سيتوجه بعد غد الأربعاء إلى لبنان حيث سيزور قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في الجنوب.
وأفاد مكتب لوكورنو أنّ الزيارة ستستمر حتى الجمعة المقبل، وتهدف إلى «إعادة تأكيد تمسكنا باستقرار لبنان»، في أوج النزاع بين اسرائيل والفلسطينيين. وأوضح أنّ الوزير الفرنسي سيلتقي قادة لبنانيين بينهم الرئيس ميقاتي. ثم يزور لوكورنو الخميس قوة الأمم المتحدة الموقتة «اليونيفيل» المتمركزة في جنوب لبنان منذ عام 1978. وتضم «اليونيفيل» أكثر من 10 آلاف جندي، بينهم نحو 700 فرنسي.