حزب الله يتصرّف “بميزان من ذهب”… والسيّد هو الحدث يوم 3 تشرين! قطر تعاود مسعاها لهدنة إنسانيّة… لكن الوقت لم يحن لحلّ سياسي
جويل بو يونس- الديار
مع دخول زلزال “طوفان الاقصى” يومه الـ 24 من دون تحقيق اي “خرق اسرائيلي” يسمح للعدو بالتغني “بنشوة انتصار ولو وهمي”، تكثر الاسئلة يوما بعد يوم عن مدى الحرب المتوقعة، وما اذا كانت دائرة المواجهات ستتوسع على الجبهة الجنوبية اللبنانية، لتتخطى قواعد الاشتباك المعتمدة حتى اللحظة، ليدور أكثر من سؤال وسؤال ببال كل متابع لحرب غزة: ماذا لو توسعت الحرب لتشمل ليس لبنان فحسب، انما المنطقة باكملها ؟ كيف سيكون عليه الوضع اللبناني الرازح تحت وطاة ازمة اقتصادية ومالية واجتماعية وسياسية، تضاف اليها ازمة نزوح سوري كبدت ولا تزال لبنان الكثير الكثير.
مجريات ميدانيات الحرب الدائرة حتى الساعة تشي، بحسب ما يكشف مصدر مطلع على مجرياتها، بان العملية ستطول وقد يتخللها هدنات انسانية من حين الى آخر. ويروي المصدر كيف انتهت اليه نتائج حرب تموز 2006، الذي خرج منها حزب الله مسطرا انتصارا مدويا على العدو الاسرائيلي، ويقول: ابّان حرب 2006 طالب العدو الاسرائيلي باطلاق الاسرى بلا قيد او شرطـ، وتفكيك البنية التحتية لحزب الله، لكنه لم يتمكن من الحصول على اي مطلب، فكان الحل السياسي عبر القرار 1701، اما اليوم، ودائما بحسب المصدر، فمن غير الواضح بعد ما هو الحل السياسي للصراع الحاصل وللحرب الدائرة في غزة، فعندما تتظهر ماهية هذا الحل، عندها يمكن الحديث عن ان وقف اطلاق النار بات قريبا، وهذا ما يؤشر الى ان الوقت لم يحن بعد لوقف اطلاق النار.
ويتابع المصدر انه في حال سرت المبادرات والهدنات الانسانية التي يعمل عليها عبر أكثر من وسيط، فقد نرى وقفا لاطلاق النار بمرحلة لاحقا.
وبحسب ما تكشف اوساط متابعة، فان قطر كانت تعمل قبل اسبوع على هدنة انسانية، وكانت على قاب قوسين من ان تتحقق، لولا افشالها من قبل العدو الاسرائيلي عبر عملية التوغل البري الجزئية، الذي قادته مع تكثيف وتصعيد للقصف الجوي والبري وحتى البحري ليل 25 تشرين، وعلى الرغم من افشال هذا المسعى، الا ان قطر جددت بحسب المعلومات جهدها ومسعاها للتوصل الى هدنة انسانية لمدة ايام، وهي تتواصل مع “الاسرائيليين” كما مع حماس.
وبالانتظار، لا تزال انظار العالم مشدودة الى الجنوب اللبناني، حتى قبل انظار اللبنانيين أنفسهم، فالجميع يتهيّب من توسع جبهة الجنوب، بدءا من اميركا الى “اسرائيل”، علما منهم بمدى قوة حزب الله على المواجهة، وبحجم الخسائر التي قد تلحق بـ “اسرائيل” فيما لو فتحت عليها جبهة الجنوب. وفي هذا السياق، لا بد من الاعتراف بحنكة حزب الله الذي، وبحسب تعبير مصدر موثوق مطلع على مجريات الامور على جبهة الجنوب، فان الحزب لا يزال يزين الامور بميزان من ذهب، فالامين العام لحزب الله يدرك تماما واقع الحال اللبناني المزري على المستويات كافة، وهو يتصرف بكل عقلانية. علما ان شهداء يسقطون دفاعا عن لبنان كله لا الجنوب فحسب، فعدد الشهداء الذين سقطوا قارب الـ 40 وهذا العدد ليس تفصيلا، وعلى الرغم من ذلك فلا يزال حزب الله ملتزما بـ “ضبط الامور”، والاشتباك ليس متفلتا لحرب شاملة، وكل هذا بفضل حنكة امين عام حزب الله الذي انتهج “الصمت المطبق” عمدا منذ السابع من تشرين، والذي قرر ان يكسره فقط اجلالا “للشهداء على طريق القدس”. وبانتظار الجمعة 3 تشرين الثاني الذي سيكون فيه السيد نصر الله هو نفسه الحدث الداخلي والعربي والدولي، باطلالته التي هي الاولى منذ 7 تشرين الاول يوم الجمعة الساعة الثالثة من بعد الظهر، في احتفال تكريم الشهداء على طريق القدس.
“اسرائيل” التي تقتل ولا تقاتل في غزة، وتكرتب الاجرام بقتل المدنيين من نساء واطفال، في مشهد لم نره منذ الـ 48 وحتى الامس، ستبقى لا بل ستزيد من التخبط فيما بينها، فيغرّد رئيس حكومتها بنيامين نتانياهو عن اتهامات تطال اجهزته الامنية، ليعود ويحذف تغريدته معتذرا. فهل يكون “يوم القيامة” في “اسرائيل” يوم الجمعة في الثالث من تشرين الثاني؟؟
لا يختلف اثنان على ان ما يحصل في لبنان مرتبط حكما بما قد يحصل في غزة، من هنا فتطورات الميدان هي التي ستحتم توسع الحرب من عدمها، فاذا سادت هدنة على جبهة غزة، ولو كانت انسانية، فعندها ستسود هدنة ميدانية في الجنوب اللبناني، وبانتظار ما قد تسفر عنه الوساطة القطرية، فالاكيد بحسب أكثر من محلل ومتابع لمجريات حرب غزة، ان لا مصلحة لـ “اسرائيل” بفتح “جبهات جهنم” عليها، كما لا مصلحة لاميركا بتوسيع رقعة الحرب، وكما اميركا هكذا ايران، الا ان احدا لا يستطيع ان يضمن “الجنون الاسرائيلي”، من هنا، وحتى التوصل للحل السياسي المنشود، فحزب الله سيبقى متيقنا بحذر شديد، وموازنا في “ميزان الذهب” بين وجوب انتصار المقاومة وعدم اخراج حماس بلا نصر كبير، وبين واقع لبنان المنهك بالف ازمة وازمة، وهذا يُحسب للسيد نصر الله الذي له وحده الكلام يوم الثالث من تشرين!