العدو يقتل مدنيّين والمقاومة تقصـف المستوطنات
وكانت مُسيّرة إسرائيلية أطلقت صاروخاً على السيّارة في منطقة المعيصرة بين بلدتَي عيترون وعيناثا. والسيارة المستهدفة كانت ضمن موكب من سيارتين، الأولى لصاحبها الصحافي سمير أيوب من عيناثا، والثانية تقودها هدى عبد النبي حجازي، ابنة شقيقة أيوب من بلدة بليدا، وبرفقتها والدتها وأولادها الثلاثة. وقد أدّى القصف إلى جرح أيوب وابنة شقيقته هدى، واستشهاد والدتها سميرة أيوب، وأولادها ريماس شور (14 سنة) وتالين شور (12 سنة) وليان شور (10 سنوات).
التصعيد ضد المدنيين أتى في سياق الجنون الإسرائيلي في غزة، وفي مواجهة التصعيد التدريجي الذي يتّبعه حزب الله، مع مزيد من التكتيكات وإدخال أسلحة جديدة في المواجهة التي قال الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله إنها مفتوحة على كل الاحتمالات ربطاً بسلوك العدو تجاه لبنان، وبتطورات المعركة في غزة.
وخلال الساعات الـ48 الماضية، استهدف حزب الله ثكنة أفيفيم ومواقع جل الدير ومسكاف عام والضهيرة والعباد بالصواريخ الموجّهة والمدفعية، كما استهدف آلية عسكرية للعدو وتجمّعاً لجنوده في موقع بياض بليدا وأوقع قتلى وجرحى في صفوفهم. وهاجم المقاومون في أوقات متزامنة مواقع جل العلام، الجرداح، حدب البستان، المالكية والمطلة، وحقّقوا فيها إصابات مباشرة إضافة إلى تدمير التجهيزات الفنية والتقنية. كما استهدف المقاومون مكمناً لجنود العدو الصهيوني داخل أحد منازل مستعمرة المطلة وحقّقوا فيه إصابات مؤكدة، رداً على قتل عدد من المدنيين خلال الأيام الماضية. وأضافت المقاومة إلى سلاح المُسيّرات الانتحارية، صواريخ البركان.
وتعليقاً على جريمة قتل الأطفال الثلاثة وجدّتهم، قال الرئيس نبيه بري إن «ما حصل يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن إسرائيل تمثل أنموذجاً لإرهاب الدولة المنظّم»، معتبراً أنّ «ما يقوم به الكيان الإسرائيلي من غزة إلى جنوب لبنان هو سياق واحد».
بدوره، شدّد الرئيس نجيب ميقاتي، على أنّ «الجريمة برسم مَن يطالبون بالتهدئة ويتغاضون عمّا يرتكبه الاحتلال من جرائم بحق لبنان». بينما اعتبر عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسن فضل الله أن «ما حصل في عيناثا تطور خطير وكبير». وقال إن «العدو الإسرائيلي كان يعرف مَن في السيارة وكان يعرف أنه يقصف مدنيين، فالمكان الذي استُهدفت فيه السيارة هو خارج الأماكن التي يحصل فيها الاشتباك منذ 8 تشرين الأول»، لافتاً إلى أن «معادلة مدني مقابل مدني ثبّتتها المقاومة فوراً في الرد الذي أعلنت عنه على المستوطنات (…) والمقاومة ردّت على الجريمة بقصف كريات شمونة، أما عن الخطوات اللاحقة فالجواب في الميدان».
في الأثناء، أُعلن أمس عن خطاب ثانٍ للأمين العام لحزب الله، السبت المقبل، بمناسبة يوم شهيد حزب الله. فيما أعلن حزب الله عن استشهاد كل من أحمد محمد سليم من حارة حريك، وقاسم إبراهيم أبو طعام من صور الجنوبية، وريان يوسف درويش من بلدة القليلة، ويوسف محمد صبرا من بلدة حداثا.