اخبار عالمية

السلطات الألمانيّة تعتمد “الترهيب” لدعم “إسرائيل”: عمليّة أمنيّة إعلاميّة لبثّ الخوف

محمد علوش- الديار

فجر الخميس الماضي تحركات الشرطة الألمانية بشكل متزامن في وقت واحد لمداهمة “المركز الإسلامي في هامبورغ”، وخمسة مراكز تابعة له في أكثر من مدينة، وذلك للاشتباه في ارتباط الجمعية بحزب الله، رغم أن الشرطة الألمانية تتعاطى مع هذ المركز الذي يُعد الأقدم والاهم في اوروبا، على أنه مركز ايراني يسعى الى نشر أفكار الثورة الإسلامية.

لأن الحرب الاسرائيلية على غزة مستمرة، ولأن حزب الله في لبنان يُقلق العدو الاسرائيلي ويوقع في صفوفه قتلى ويسبب له خسائر، ولأن المنطقة بأكملها تغلي وتقف على شفير الحرب، ولأن المستشار الألماني أولاف شولتس كان واضحاً بدعمه للعدو وتشدده في رفض أي وقف لإطلاق النار في غزة، وهو الذي ارتدى قبعة يهودية في افتتاح كنيس يهودي في ألمانيا منذ أسابيع، وهو القائل ان “الهجوم على اليهود في ألمانيا هو هجوم علينا جميعاً”، جاءت هذه المداهمات في هذا التوقيت لتكون، بحسب مصادر مطلعة، رسالة إعلامية للاسرائيليين لتأكيد الدعم، ورسالة تخويف لكل من يفكر في معاداة “اسرائيل” في ألمانيا.

لم تبال السلطات في ألمانيا بحقوق مواطنيها ما دام الهدف بحسب ما أعلنت عنه وزير الداخلية الألمانية نانسي فيزر هو “عدم تسامح ألمانيا مع الدعاية الإسلامية أو التحريض المعادي للسامية والمعادي لإسرائيل”، وبالتالي فإن السلطات الألمانية التي أطلقت حملة ضغط واسعة جداً مع حصول عملية طوفان الأقصى في 7 تشرين الأول على كل الجمعيات والمراكز الاسلامية، الشيعية والسنية، لأجل دفعهم الى إصدار بيانات التنديد بعملية حركة حماس، وإدانة عمل المقاومة الفلسطينية، ماضية في ضغوطاتها على كل من يفكر في اعتبار “اسرائيل” عدواً في ألمانيا.

بالعودة الى المداهمات، تكشف المصادر أن الشرطة اعتمدت على التركيز على شكل المداهمات، بغياب أي مضمون، فالمداهمات التي حاولت البحث عن أي رابط بين المركز الاسلامي العريق في هامبورغ وحزب الله، لم تجد أي شيء، ولم ينتج منها اعتقالات وتوقيفات، علماً أن توقيت العملية في ساعات الفجر الاولى كانت مؤشراً الى غياب النية بالقبض على أحد، مشيرة الى أن الشرطة لم تكن تبحث عن أمر محدد، أي أنها لم تكن تملك معلومة واضحة تسعى الى الوصول الى ما يدعمها من أدلة.

تقول الشرطة الألمانية انها نفّذت عمليات تفتيش واسعة البلاد استهدفت جمعية إسلامية يشتبه في ارتباطها بحزب الله اللبناني، وأشارت الى أن “برلين تواصل ملاحقة خلايا وجماعات مرتبطة بجماعة حزب الله اللبناني على الأراضي الألمانية في أحدث عملية أمنية تأتي بعد أقل من 6 أشهر من عملية القبض على عنصرين يشتبه في أنهما عضوان في الجماعة الشيعية المحظورة في الاتحاد الأوروبي والمصنفة على قوائمه للتنظيمات الإرهابية”، مع العلم أن ألمانيا قامت بحظر كل أنشطة حزب الله وصنفته “منظمة إرهابية”، في العام 2020، علماً أن الحزب لا يمتلك مكاتب في ألمانيا، مثله أيضاً الأحزاب الأخرى حيث لا وجود للعمل الحزبي الرسمي في ألمانيا، بل جمعيات لبنانية فقط.

في العام 2021، تقول المصادر ان حملة مشابهة قامت بها السلطات الألمانية ضد المركز الإسلامي ولم تُسفر عن اتخاذ أي إجراء فعلي حيال المركز رغم كل التقارير التي تتحدث عن ارتباطه بـ “الثورة الإيرانية”، وبدعم حزب الله، واليوم يتكرر الأمر نفسه، وهو ما يجعل المصادر تتحدث عن “أهداف إعلامية” للعملية الأمنية، هدفها بث الخوف في صفوف كل “المعادين” للعدو الاسرائيلي.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى