اخبار فلسطين

اميركا تمنع السلام الانساني عن الشعب الفلسطيني

شارل أيوب-الديار

على الطاولة امام البيت الابيض في الحديقة الخضراء وقّع ياسر عرفات واسحق رابين اتفاق اوسلو وبرعاية الولايات المتحدة وضمانتها، لكن الولايات المتحدة لم تحترم لا رعايتها ولا ضمانتها لهذا الاتفاق. ومع ان الكيان الصهيوني هو الذي الغى معاهدة التطبيع بين السلطة الفلسطينية والكيان الصهيوني فان الولايات المتحدة لم تحرك ساكنا الا لدعم اسرائيل في كل المجالات.

ان الحرب الجارية حاليا على قطاع غزة والعدوان الهمجي والوحشي واللاانساني المستمر منذ 45 يوما يدل على ان النظام العالمي قد انهار بسبب السياسة الاميركية، فالولايات المتحدة التي قامت مع الحلف الاطلسي واليابان وكوريا الجنوبية بتقديم كل انواع الدعم والذخيرة والاسلحة لاوكرانيا على اساس ان روسيا هاجمت الاراضي الاوكرانية فانها تدعم احتلال الكيان الصهيوني لكامل فلسطين واستباحة الضفة الغربية ومدنها والقدس الشرقية، والان تقوم بابشع حرب واكثر حرب ظلما على قطاع غزة حيث قام جيش العدو الاسرائيلي باكثر من 18 الف غارة جوية بمعدل 50 طائرة الى 100 طائرة في اليوم الواحد وقتل اكثر من 13 الف شهيد فلسطيني معظمهم من الاطفال والنساء بنسبة 70%، كما يقوم بتدمير كامل قطاع غزة بالقصف الجوي ويدمر المساجد والكنائس والمستشفيات والمدارس والمخيمات الصغيرة ولا يترك اثرا لحياة انسانية حتى اصبح قطاع غزة مليئا بالمقابر الجماعية، كما ان طيران العدو الاسرائيلي ودباباته لم تترك مستشفى الا ودمرته حتى بقي فقط 6 مستشفيات من اصل 35 مستشفى تعمل في كامل قطاع غزة كما اجبرت المرضى على الخروج من المستشفيات مع الطاقم الطبي واخرجت مرضى كانوا في العناية الفائقة ويحتاجون للرعاية كيلا يموتون، ومع ذلك اخرجتهم بالقوة كما اخرج جيش العدو الاسرائيلي اطفالا اثر ولادتهم بساعات من المستشفيات واطفالا مرضى بالسرطان من مستشفى الرنتيسي وقصفت الكنيسة الارثوذكسية التي عمرها حوالى الفي سنة ومع ذلك قدمت الولايات المتحدة مئات الطائرات لاسرائيل والاف القنابل المدمرة الضخمة والقنابل الفوسفورية الحارقة وقدمت الاف الصواريخ جو ارض ولم تكتف بذلك بل حشدت اساطيلها وجاءت الى شاطىء فلسطين المحتلة لتقدم الدعم المعنوي والعسكري لجيش العدو الاسرائيلي.

عن اي نظام عالمي تتحدث الولايات المتحدة وعن اي تطبيع احترمت تنفيذه وهل هناك تطبيع مع الكيان الصهيوني قبل التطبيع مع الولايات المتحدة؟ وهل يمكن الذهاب الى الولايات المتحدة دون المفتاح الاسرائيلي الذي يفتح باب واشنطن؟ وهل ان الولايات المتحدة تقف مع السلام العالمي الانساني ام انها منحازة كليا الى الظلم الاسرائيلي؟ وتعتبر اسرائيل رأس الجسر لها في منطقة الشرق الاوسط كله وليس الشرق الاوسط وحده بل كامل العالم العربي اضافة الى المدخل الى العالم الاسلامي والافريقي والاسيوي.

ياسر عرفات واسحق رابين وقّعا اتفاقية اوسلو بوجود الرئيس الاميركي كلينتون وها هو الاحتلال الاسرائيلي يعتقل 3 الاف شاب ومجاهد ومقاوم لمجرد الشكوك بهم منذ 8 تشرين الاول وحتى اليوم وتم سجنهم وتعذيبهم وبتوقيف اداري دون محاكمة وتتفرج واشنطن على استباحة المسجد الاقصى من قبل الوزير دينيا بن غفير وهو وزير الامن القومي في حكومة نتنياهو رئيس وزراء حكومة العدو الاسرائيلي.

تلوم الولايات المتحدة حركة حماس وشعب الضفة الغربية وشعب غزة لانهم حفروا الانفاق كي يستطيعوا تأمين الحماية لهم من الغارات الجوية الاسرائيلية التي كلها بالفعل طائرات اميركىة الصنع ومن احدث الطائرات في العالم وهي التي ترميهم بالاف القنابل يوميا واصبحت الانفاق اداة هجومية برأي الولايات المتحدة وليست اداة دفاع عن النفس وعن العائلات والاولاد والنساء والاطفال الذين يسكنون في الانفاق لحماية ارواحهم ومع ذلك تتهم من يحفر الانفاق كي يحمي نفسه بانه ارهابي.

ان الكيان الصهيوني الذي وضع لنفسه شعارات بان عمليته هي لمحو اثار حركة حماس والمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة قد فشل واستبدل العملية البرية الكاملة بعمليات توغل داخل قطاع غزة ولولا الطائرات الاميركية المتفوقة جدا والحديثة ولولا الاف القنابل التي قامت الولايات المتحدة بتزويد اسرائيل بها لما استطاعت اسرائيل التقدم شبرا واحدا في قطاع غزة، فالمقاومة عظيمة والشعب الفلسطيني الجبار ينتصر الان امام الات الحرب الاميركية الاسرائيلية الواحدة والموحدة، واما النظام العالمي الذي يتحدث عن حقوق الانسان وحقوق الشعوب في الحياة وسيادتها على ارضها فقد اسقطته الولايات المتحدة لانحيازها الظالم لصالح الكيان الصهيوني وقد جاءت بكل وقاحة باساطيلها لتدعم اسرائيل مباشرة بالذخيرة من البوارج وحاملات الطائرات اضافة الى فتح المخازن الاستراتيجية للجيش الاميركي التي حفرها ووضعها في جبال فلسطين المحتلة وليقدمها للجيش الاسرائيلي كي يقوم بكل عدوانه على قطاع غزة وعلى مليونين و300 الف فلسطيني الذين يقاومون بصدورهم العارية وثيابهم الممزقة لكنهم مرفوعو الرأس ويصبرون ومن يصبر سينتصر حتما.

عار على الولايات المتحدة على ما تقوم به، وعار على الادارة الاميركية التي لا تعرف قيمة حقوق الانسان ولا حقوق الشعوب وعار على الرئيس الاميركي وادارته الذين يتحدثون في كل مؤتمر صحافي عن حقوق الانسان وهم لا يعرفون شيئا عن هذا الحق الانساني بل هم لا ينتمون الى اي ديانة سماوية بل ينتمون الى سياسة الظلم ودعم القتل وخاصة قتل الاطفال والنساء والشابات والفتيان والعجزة.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى